المجاعة في غزة.. بين التحذيرات الأممية وقيود الاحتلال “الإسرائيلي”

حذر برنامج الأغذية العالمي أمس الأحد 25 فبراير 2024، من تزايد أزمة سوء التغذية في قطاع غزة. وقال البرنامج الأممي في منشور على منصة “إكس”، إن “أزمة سوء التغذية تتزايد بقطاع غزة في ظل حالة الطوارئ المتعلقة بخطر الجوع”، مشددا على أن “البيانات الحديثة تظهر زيادة سريعة في مسببات سوء التغذية الحاد بالقطاع”.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن “البيانات الواردة من شمالي قطاع غزة، تُظهر ارتفاع سوء التغذية لدى الأطفال خلال 4 أشهر فقط إلى مستويات طارئة”.

من جهته، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن دعوات المنظمة لإرسال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة تم رفضها، ولقيت آذانا صماء، مضيفا أن “فرق أونروا تمكنت آخر مرة من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة بتاريخ 23 يناير الماضي”.

وأوضح لازاريني أنه من الممكن تجنب المجاعة إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية من ناحية، وتم السماح بدخول المزيد من قوافل الغذاء إلى شمال غزة بشكل منتظم من ناحية أخرى.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” قد أعلن أنه بين الأول من يناير و12 فبراير، رفضت “السلطات الإسرائيلية” وصول 51 بالمائة من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.

وأوضح مكتب “أوتشا”، أن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة منعت من الوصول الشهر الماضي، وأن هناك تدخلا متزايدا من الجيش “الإسرائيلي” في كيفية ومكان تسليم المساعدات.

وحسب الأمم المتحدة، تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع.

ومع توالي حالات الوفاة نتيجة الجوع والعطش جراء الحصار “الإسرائيلي” الخانق على شمال قطاع غزة، منذ أكثر من أربعة أشهر، تتزايد المخاوف من تفشي المجاعة والتي بدورها ستؤدي إلى المزيد من الوفيات في القطاع.

فقد وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أمس الأحد، استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا بعد استهدافهم من قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، خلال تجمعهم في انتظار شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة.

وأمام اشتداد وتيرة المجاعة، حذرت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية من ترك نحو نصف مليون فلسطيني فريسة للموت جوعا وعطشا في شمال قطاع غزة، بعدما انقطعت عنهم المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع، وشحت جميع الأصناف الغذائية والدوائية الأساسية وخاصة الطحين، نتيجة قيود الاحتلال واستمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ 142 تواليا، حيث يعاني ربع سكان القطاع ممن يتواجدون في شماله من انعدام حاد للأمن الغذائي.

وبحسب آخر تقرير مشترك لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف، فإن الأطفال تحت سن ال5 سنوات والحوامل والمرضعات يعانون من قصور كبير في الأغذية والمواد الأساسية لنجاتهم.

كما ويُعرّض انعدام الأمن الغذائي هذا حياة كبار السن والمرضى للموت جوعا وعطشا، أو يهدد بمعاناة صحية ستؤدي إلى عواقب خطيرة تستمر لأجيال مقبلة.

ووفقا للتقرير، وجدت فحوصات التغذية التي أجراها الخبراء في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في شمال قطاع غزة أن واحدا من بين ستة أطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، أن الأطباء يسجلون علامات ضعف وهزال شديد ناتجة عن سوء التغذية والجوع لدى جميع الحالات المرضية، مضيفا أن جميع الحالات التي تعالج في المستشفى هي في وضع سيء وتظهر عليها علامات الشحوب والوهن بسبب فقدان التغذية السليمة، وهو ما يستدعي بقاءها لفترات أطول في المستشفى لتلقي العلاج، الأمر الذي يعتبر غاية في الصعوبة بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة.

ووفق بيانات بلدية غزة فقد قطعت قوات الاحتلال “الإسرائيلية” مصادر المياه عن قطاع غزة، ومنعت إدخال الوقود اللازم لتشغيل الآبار، وعمدت عبر آلتها الحربية إلى تدمير نحو 40 بئرا للمياه، و9 خزانات من مختلف الأحجام، ونحو 42 ألف متر طولي من شبكات المياه بأقطار مختلفة.

كما دمر الاحتلال آبار محلية ومركزية أبرزها بئر الصفا في شمال شرق المدينة والذي يغذي 20% من احتياجات المدينة من المياه، فيما يتم حجب المياه المشتراة من شركة ماكروت “الإسرائيلية” التي تغطي 25% من حاجة المدينة، وبهذا يكون الاحتلال قد دمر نحو 60 بئرا من أصل 80 بئرا كانت تعمل قبل العدوان الحربي على قطاع غزة، بالإضافة إلى تدمير وتضرر محطة التحلية والتي تغذي المدينة بنحو 10% من احتياجاتها اليومية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى