أين الخلل فيما حصل من مشاهد مؤلمة بعد مباراة الجيش الملكي والمغرب الفاسي؟

مشاهد التدمير والاعتداء على الملك العام بعد مباراة في كرة القدم بين فريقي الجيش الملكي وفريق المغرب الفاسي تطرح أكثر من سؤال حول ظاهرة الهوليجانيزم أو شغب الملاعب في المغرب .
المفروض أن الرياضة وكرة القدم لهما دور تربوي وثقافي حيث يتعين أن تعزز ثقافة التنافس وقبول الهزيمة وتهنئة الفائز وتمني حظ سعيد في القابل من المقابلات فضلا عن احترام الملك العام والملك الخاص، لا أن تتحول الى اعتداء عليه واعتداء عليه
مشاهد السيارات المحطمة في الرباط وقبل ذلك غزو جانب من الجمهور للملعب مشاهد مؤلمة وتطرح أكثر من سؤال.
هو سلوك غير مقبول أيا كانت الأسباب الداعية له ويتعين الضرب على مرتكبيه بيد من حديد. لكنه سلوك يكشف عن أكثر من سؤال حول وضعية الشباب الذين يتصرفون بهذه الطريقة..
إنه شباب قادم في الغالب من مناطق هامشية ومن شباب محبط نفسيا واجتماعيا.. شباب تفجر في نفسه هزيمة في مجال تنافس رياضي مشاعر الاحباط والفشل..
من دون شك فإنه لا مناص من إعمال القانون ومعاقبة من ثبت تورطه في هذه الأفعال الإجرامية غير المبررة. لكن الأمر يتعلق بظاهرة خطيرة تحتاج لتحليل لمعالجة ما يقف من ورائها من أسباب وعوامل.
هي ظاهرة تسائل نظامنا التربوي ومنظومتنا الثقافية وتسائل الأوضاع الاجتماعية والتهميش والإحباط الذي يعاني منه هؤلاء الشباب.
هي ظاهرة تكشف أشكالا من العنف الرمزي الذي يمارس يوميا في مجتمعاتنا بسبب سوء توزيع الثروة والتفاوتات الاجتماعية والمجالية داخل نفس المدينة..
هي ظاهرة تسائل ما يسمى بالوينرز أو تنظيمات الأنصار والحاجة إلى فتح حوار معها بل ودعمها للقيام بأدوارها في تأطير انصار الفرق الرياضية.
دون شك فإن الجهات المسؤولة سواء تعلق الأمر بالسلطات الأمنية والقضائية والأجهزة المسؤولة عن الكرة ستتخذ التدابير والاجراءات اللازمة. ولكن الأمر أكبر من معالجة ظرفية عقابية بل ينبغي معالحة الظاهرة في أعماقها وفتح نقاش علمي يشارك فيه الخبراء النفسيون والاجتماعيون خاصة في سيكولوجية الجمهور، وأن بعض المقابلات في بعض المدن أصبحت تشكل امتحانا قاسيا للسلطات وللمواطنين المجاورين وللمنشآت العامة والخاصة المجاورة للملاعب الرياضية.
الرياضة كما يظهر؛ كما أنها تستدعي وتعزز فينا عددا من القيم الإيحابية فإنها، يمكن أن تستدعي فينا سلوكات سلبية مثل العنف اللفظي والعنف المعنوي.. وإنه لأمر محزن ومؤسف مشاهدة صور من التخريب للمنشآت الرياضية والملك الخاص والعام..
بقلم محمد يتيم 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى