منفوخة بالبرد.. شماتة بعض الجيران بإقصاء المنتخب المغرب?!
المغاربة يقولون عل الكرة :”جلدة ومنفوخة بالبرد”.. يعني أنها فقط لعبة، وليست حرب البسوس ولا حرب داحس والغبراء (اندلعت بين فرعين من قبيلة غطفان هما: عبس وذبيان)!!. البعض جعل ويجعل من هزيمة كروية أو نصر كروي معركة ، وكأن الأمر يتعلق بسقوط الأندلس أو احتلال فلسطين ، وينشغل بهذا الأمر أكثر من انشغاله بالعدوان على غزة !!
في مقابلات كرة القدم؛ كل الاحتمالات واردة.. الانتصار والتعادل والهزيمة، والمنتصر الحقيقي هو الروح الرياضية، وأيضا تهنئة المنتصر وتحية المنهزم على الروح الرياضية وعلى ” الفير بلاي”. في مبارايات كأس إفريقيا.. كم من مدافع أراد أن يبعد الكرة فسجل على فريقه .. وكم من مهاجم سدد خارج الهدف والمرمى فارغة.
كرة القدم احتمالية في جانب منها .. وهي تُعلِّم الأناة والصبر والاستفادة من الأخطاء والنهوض بعد الكبوة. تسييس الكرة كما يفعل بعض الجهال من جيراننا وتحويلها لمناسبة لتفريغ مشاعر الكراهية، وإثارة النعرات والسخرية بالمغرب والمغاربة أو العكس سلوك متخلف.. وصدور شيء من هذا القبيل من قبلنا مرفوض.. لا يمثل هذا ولا ذاك حقيقة الشعب الجزائري ولا حقيقة الشعب المغربي.
أتذكر فرح المغاربة حين فاز المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا.. ودون شك فقد فرح كثير من أبناء الشعب الجزائري عند تألق المنتخب المغربي في المونديال.. المشكلة تكمن في ركوب البعض على هزيمة كروية لا يسلم منها فريق وطني أو الفرق الأوروبية الكبرى من أجل تأجيج مشاعر الكراهية وعبارات الشماتة.. والأخطر أن يتولى ذلك إعلاميون و” مدونون” لمزيد من التأجيج .. لهؤلاء وأولئك نقول اتقوا الله، لا تزيدوا الخرق على الراقع..
تذكروا أن الأمر يتعلق بشعبين شقيقين لهم نفس الديانة ويتكلمون نفس اللغة.. شعبان يقدر بعضهما بعضا ويحترم بعضهم بعضا، لكن هناك بعض مرضى النفوس والعقول ممن يسعون إلى إثارة الشحناء، وتوسيع الخرق على الراقع، والواقع أن الشعبين شعارهما : خوا ..خوا ..
نتذكر أنه في البطولة المغربية يوجد عدة لاعبين جزائريين .. وأنه مر من تدريب الفرق الوطنية عدة مدربين جزائريين.. درب بادو الزاكي في الجزائر وربما غيره، وكان مرورهم دوما مرورا مقدرا ومحترما.. هؤلاء هم الذين يمثلون حقيقة العلاقة بين الشعبين أي علاقة : خوا خوا وبالتالي نعتبر أن الشامتين في خروج المنتخب المغربي لا يمكن أن يكونوا من الجزائريين الحقيقين، الذين فرحوا لأداء المغرب في المونديال الأخير كما فرح المغاربة لأداء الفريق الجزائري في مناسبات دولية وأفريقيا..
لذلك نقول احذروا المدسوسين والمغرضين، ومرضى النفوس، الذين يسعون لإثارة النعرات ويسقطون أهواءهم المرَضية كي يحولوا العلاقة بين الشعبين إلى علاقة صراع وتدابر.. احذروهم فهم لا ينتمون للطينة الحقيقية الأصلية للشعبين الشقيقين!