مع كتاب ” ذكريات مشاهير رجال المغرب” لعبد الله كنون – عبد الرحيم مفكير

تقديم: تأتي هذه الحلقات تباعا من أجل التعريف بأحد أعمدة الفكر بالمغرب وبكتاباته ومواقفه ونبوغه؛ إنه العلامة سيدي عبد الله كنون الحسني رائد من رواد السلفية الوطنية وعالم من العلماء الذين بصموا بمداد الفخر وأرخوا لحقبة من تاريخ المغرب؛ وجاهدوا بالقلم والحكمة ووقفوا في وجه الاستعمار والاستبداد والجهل، وحاربوا الأمية والجهل.

نبذة عن كتاب ذكريات مشاهير رجال المغرب:

أدرك العلامة عبد الله كنون منذ البداية ما كان يعانيه تاريخ المغرب وأدبه وحضارته من تهميش وإهمال، فانصرف إلى تأليف النبوغ المغربي في الأدب العربي وذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، ليدافع عن تاريخ المغرب وأدبه، وليجلو الصدأ الذي علا سطح كل دراسة هدفت إلى الإساءة إلى المغرب عن قصد أو عن غير قصد.

سبب تأليف الكتاب:

يقول الدكتور محمد عزوز: لعل أهم الدوافع التي جعلت عبد الله كنون يعمل على إبراز مكانة الأدب المغربي والتعريف برجاله هو ما كان يقوم به الاستعمار الفرنسي من طمس للهوية المغربية وإبعاد المسلمين عن دينهم وشريعتهم، فتصدى لهم عبد الله كنون وقاومهم بكتابيه النبوغ المغربي وذكريات مشاهير رجال المغربي، بالإضافة إلى الدفاع عن اللغة العربية.

منهجية كنون في كتابه

يتحدث الأديب عبد الله كنون عن منهجيته في كتاب ذكريات مشاهير رجال المغرب من خلال مقدمة الحلقة الأولى، فقال: تحية الأحياء للأموات أو قل تحية الخلَف للسلف هي أن يذكروهم ويمجدوا ذكراهم، ورد هؤلاء للتحية هو ما ينشأ عن ذكرهم من إحساس بالكرامة وشعور بالمجد وما توحيه الذكرى الجميلة من معاني الائتساء والاقتداء…

ولذلك فإن الشعوب ذات التاريخ والمجد لا تضمحل ولا تبيد، وإن امتداد حياتها في المستقبل هو على قدر امتدادها في الماضي، فإذا ما طرأ علها ضعف أو فتور فإنه سُرْعان ما يزول بالذكرى والاعتبار (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).

والمغرب هو أحد الشعوب العربية الإسلامية، التي أثلت مجدا وحضارة وضربت بهم فائز في ميدان العلم والسياسة. ثم قعدت به الجدود العواثر عن مجاراة الأحياء وسنن الكون فوجب تنبيهه إلى ما كان له من عز وكمال، ونفخ روح الحفاظ والحمية فيه.

إلى أن قال: وقد نهجنا في كتابته منهاجا أدبيا بديعا، فأنت تقرأ الترجمة وكأنك تقرأ قصة متسلسلة الفصول، فلا تشعر بسأم ولا ملل من سياق النقول ولا من تحقيق الأقوال ومناقشة الآراء ودفع الشبه، وحرصنا في ما أمكن على سلاسة العبارة وطلاوة الأسلوب وإبراز حرارة النكتة واستشارة روح الإعجاب، مع الأمانة والصدق وعدم الغلو في مدح أو تقدير شيء من الأشياء. وذلك لأن الكتاب إذا خلا من هذه الأمور وكان الأسلوب العلمي الجاسي غالبا عليه فإنه قلما يُقرأ وإذا قرئ فإنما يُتناول من أطرافه.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى