محمد شاكر المودني: من أهداف جمعية مغرب الفن الإسهام في الإشعاع الفني والثقافي الوطني

أكد محمد شاكر المودني رئيس جمعية مغرب الفن أن هذه الأخيرة تهدف أساسا إلى الإسهام في الإشعاع الفني والثقافي الوطني  وفي التعريف والمحافظة على التراث الفني المغربي وتطويره و الانفتاح على مختلف الألوان والطاقات الفنية المتناغمة مع الهوية والقيم المغربية والحضارية، كما تهدف الجمعية أيضا يتابع المودني إلى  مد جسور التعاون مع جميع الهيئات المحلية و الوطنية والدولية ذات الأهداف المشتركة كما أنها تدعم وتشجع الأعمال الفنية المتميزة وتروم الإسهام في بلورة خطاب نقدي فني ثقافي بناء وتحقيق تبادل ثقافي و فني مثمر يكرس القيم الإنسانية.

المودني قال ل “التجديد” إن انتقاد الجمعية لبعضا من الواقع الفني المغربي، لا يعني بقائها   أسيرة لردود الأفعال، “ولكننا نريد أن نعلن الانخراط في صناعة من أخطر الصناعات التي تصنع الإنسان، خاصة وأن مشروعنا الإصلاحي يؤمن بمركزية الإنسان في كل عمل تغييري تجديدي،» وحول ما يثار عن كون الجمعية تقدم نفسها كبديل عما هو موجود في الساحة قال عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، «إن في المغرب شرفاء، وفيه وطنيون، وفيه أصحاب مبادرات فردية وجماعية قوية ووازنة،  وفيه أصحاب مبادئ لا يساومون، وفيه متشبثون بهويتهم وقيمهم، معتزون بانتمائهم الثقافي والحضاري المغربي… وفيه -مع الأسف- بعض من ارتمى في أحضان الغرب، وانسلخ عن هويته وقيمه، وآمن بثقافة الغرب بكل ما لها وما عليها، وتبنى مرجعياتها واختياراتها، وصار ليس بوقا لها فحسب بل داعية داهية، مدافعا منافحا”.

لماذا جمعية مغرب الفن في هذا الوقت بالذات؟

نحن اليوم على موعد مع التاريخ، لنسهم في صياغة عهد النهضة الإسلامية الحديثة، ونتشرف بوضع لبنة تنضاف إلى اللبنات التي تؤسس لمسار إصلاحي قديم جديد؛ قديم في روحه التجديدية، جديد في لونه وصبغته، إنه مدخل الإصلاح والبناء من باب الفن..

إننا اليوم مدعوون لننخرط في هذه الصناعة الجديدة التي صارت تُصنِّع الأجيال، تشكل العقول وتوجه الوجدان، وتؤطر الأخلاق وتصنع القيم.. إنها صناعة العصر التي استطاعت تجاوز صناعة الطائرات والسيارات والحواسيب.. فقد جاء في تقرير التنمية البشرية سنة 1999م الصادر عن مكتب الأمم المتحدة الإنمائي أن التجارة العالمية في السلع ذات الصلة بالثقافة تضاعفت ما بين 1980 و 1991م لتصل إلى 68 مليار دولار.

وعندما نقول السلع ذات الصلة بالثقافة فإننا نقصد من بين ما نقصد أساسا وعلى رأس قائمة السلع الصناعة السينمائية -فضلا عن الصناعات الثقافية الفنية الأخرى-، ولا تخفى مدى مهارة مصانع هوليود خصوصا، والمصانع السينمائية العالمية عموما في إتقان العمل والقدرة على التسويق ومن ثم التأثير السلوكي والتوجيه القيمي، أو قل بالأحرى التوجيه الذي يضرب بالمبادئ الأخلاقية والقيم عرض الحائط، ليفسح المجال لمبادئ جديدة ترتكز اللامبدأ منطلقا، وقيم «حديثة» تعصف بكل القيم الإسلامية الراشدة، بل والقيم الإنسانية العاقلة، في حرب باردة أحيانا، وصاخبة أحيانا أخرى، يمكن وسمها “بحرب الهوية” أو”صراع القيم”. لهذا جاءت “مغرب الفن” في سياق الإسهام في هذا التدافع الحضاري.

هل تعتبرون أنفسكم غير مسبوقين إلى هذا الدور أو تقدمون أنسكم كبديل عما هو موجود؟

إن في المغرب شرفاء، وفيه وطنيون، وفيه أصحاب مبادرات فردية وجماعية قوية ووازنة،  وفيه أصحاب مبادئ لا يساومون، وفيه متشبثون بهويتهم وقيمهم، معتزون بانتمائهم الثقافي والحضاري المغربي… وفيه -مع الأسف- بعض من ارتمى في أحضان الغرب، وانسلخ عن هويته وقيمه، وآمن بثقافة الغرب بكل ما لها وما عليها، وتبنى مرجعياتها واختياراتها، وصار ليس بوقا لها فحسب بل داعية داهية، مدافعا منافحا، مبدعا مجددا، كما صرح أحد المسؤولين وهو يحدد هدف المهرجان العالمي للرقص العصري بمراكش في دورته الثالثة سنة 2008م، قال: “هو تحرير الجسد من كل القيود والضوابط كيفما كانت وخصوصا التقاليد والأعراف التي تكبل جسد الفتاة”، وهو ما تكرر على لسان أحد المخرجين المغاربة ممن شاركوا في مهرجان مراكش الأخير، وغير خاف أن الدين عند بعض أهل الفني صار من جملة التقاليد والأعراف التي تكبل الإنسان وتكبح ملكاته الفنية وقدراته الإبداعية وهذا محض ادعاء ليس له ما يسنده.  وجمعية مغرب الفن مدعوة اليوم إلى الانخراط الإيجابي، ومد اليد إلى كل الفاعلين قصد التعاون على خدمة رسالة الفن وإرساء وظيفته البنائية في المجتمع.

  كيف تردون على التكهنات التي تقول ببقائكم في دائرة ردود الأفعال والتعليق على أعمال الآخرين؟

إننا حين ننتقد بعضا من واقعنا الفني، لا نريد أن نبقى أسيري الأفعال وردود الأفعال، ولكننا نريد أن نعلن الانخراط في صناعة من أخطر الصناعات التي تصنع الإنسان، خاصة وأن مشروعنا الإصلاحي يؤمن بمركزية الإنسان في كل عمل تغييري تجديدي، ويؤمن بالمبادرة والفعل، وأن نوقد شمعة خير من أن نلعن الظلام..، وكلنا إيمان بأن “من سار على الدرب وصل” بتوفيق الله تعالى.

إننا ونحن نهم اليوم بتأسيس جمعية فنية تهتم بهذا العمل وتؤسس لمسار جديد في العمل الإسلامي والفعل الإصلاحي، لا ننطلق من رد الفعل، ولا من تقليد أعمى، ولا من وضع غير مفهوم ولا محسوب..، فنحن نعتبر فعلنا امتدادا لجهود وطنية مخلصة أسست لعمل فني ملتزم ومتميز، من واجبنا اليوم أن ننخرط في هذه الجهود دعما أو استئنافا بما يخدم مصلحة الوطن، ويسهم في المسار التنموي لهذا البلد.

  ما هي بعض المنطلقات أو المرجعيات التي أسستم بها لفعلكم الفني وستحكمه ؟

   إننا ننطلق أساسا من أصالة هذا الفعل في ديننا الحنيف، ديننا الجميل الذي أسس لكل قيم الجمال، وأقوال الجمال، وأفعال الجمال…كيف لا و”الله –عز وجل- جميل يحب الجمال”  –كما في الحديث الذي رواه مسلم-، وأقام الخلق على قاعدة الجمال والحسن، قال تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه) -سورة السجدة: الآية 7-، وأمر سبحانه بالتجمل والتزين في كل شيء: فعند المسجد (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) -سورة الأعراف : 31، وعند القول: (قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) -سورة الإسراء: الآية 53- وعند الصفح: (فاصفح الصفح الجميل) -سورة الحجر: الآية 85-، وعند الصبر: (فصبر جميل) -سورة يوسف: الآية 18-، وعند الهجر: (واهجرهم هجرا جميلا) -سورة المزمل: الآية 10-، وجعل الإحسان في أعلى مراتب الفعل العبادي، كما جاء في جديث جبريل المشهور الصحيح وهو يعرف الإحسان: “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، وقال تعالى: (والله يحب المحسنين) –سورة آل عمران: 134-.

فالجمال والحسن في ديننا أصيل، والقبح طارئ، بل إن الفنون أصلها “ديني” لا هوليودي، انبثقت من المعابد وانطلقت في فضاء الروح ترانيم وتراتيل تهذب وتشذب وترشد، وأما الإسفاف والابتذال فكله طارئ.

ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى الفعل والمبادرة، خاصة وأننا أمام فرص تاريخية من النباهة أن نقتنصها وعلى رأسها تحولات الربيع العربي وما حمله معه هذا الربيع من الخضرة وألوان البهاء والجمال..

وكلنا تابع حرب دفاتر التحملات، ومناظرة السينما الوطنية، والرسالة الملكية… وغير ذلك، مما ظهر معه اهتمام رسمي برسالية الفن وأهميته في الإصلاح والبناء.

ثم إننا نؤمن بأهمية الفن وانسيابيته وقدرته على التأثير القوي وبشكل غير مباشر، سواء كان بالكلمة أو بالصوت أو بالصورة أو بها جميعا.. أو بغيرها.

كما أن هناك موجة من التدين العام والصحوة الدينية في مختلف الأوساط من العوام والنخب والفنانين…، تحتاج فعلا إلى تأطير وترشيد واحتضان، وبلغات مفهومة كما في الحديث: «خاطبوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله»، ولغة الفن من تلك اللغات التي ينبغي الانتباه إليها وإلى أهميتها خاصة مع الناطقين بها.

كما لا يخفى مدى الحاجة اليوم إلى أعمال فنية تدخل المعترك الحضاري، ومنتوجات تدخل سوق المنافسة، وبرامج ونماذج تخضع لقانون التدافع الكوني: (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) -الآية-

إن كل هذا وغيره يمكن اعتباره من أهم الدواعي اليوم إلى تأسيس جمعية فنية وطنية ملتزمة بقيم ديننا وخصوصيات وطننا الثقافية والحضارية، وليس اهتمامنا بالمسألة الفنية وليد اللحظة، ولكنه مسار طويل يتوج اليوم بتأسيس هذه النواة التي نسأل الله تبارك وتعالى أن ينبتها نباتا حسنا، وأن يسددنا من خلالها ويوفقنا للقيام بمسؤولياتنا وأدوارنا الحضارية المنوطة بنا.

ما هي أبرز الأهداف العامة والإجرائية التي ترفعها الجمعية؟

لقد سطرت الجمعية أهدافها بكل وضوح في قانونها الأساسي، ويمكن إجمال هذه الأهداف فيما يلي:

1 –  الإسهام في الإشعاع الفني والثقافي الوطني

2 –  الإسهام في التعريف والمحافظة على التراث الفني المغربي وتطويره

3 – الانفتاح على مختلف الألوان والطاقات الفنية المتناغمة مع هويتنا وقيمنا المغربية والحضارية

4 –  مد جسور التعاون مع جميع الهيئات المحلية و الوطنية والدولية ذات الأهداف المشتركة.

5 –  دعم وتشجيع الأعمال الفنية المتميزة

6 –  الإسهام في بلورة خطاب نقدي فني ثقافي بناء

7 –  تحقيق تبادل تقافي و فني مثمر يكرس القيم الإنسانية.

 يطرح بحدة سؤال استقلالية الجمعية عن حركة التوحيد والإصلاح فهل هي بالفعل تابعة للحركة كما كتبت ذلك بعض الجهات؟

  بعض وسائل الإعلام وهي تتناقل خبر تأسيس جمعية “مغرب الفن” نسبت هذه الجمعية –بقصد أو بغير قصد- إلى حركة التوحيد والإصلاح، والواقع أن هناك أعضاء من الجمعية هم أعضاء أيضا في هذه الحركة، ولكن الناظم القوي لكل هؤلاء الأعضاء في جمعية مغرب الفن هو اهتمامهم بالفن بشكل من الأشكال، واستعدادهم للنهوض برسالته وليس انتماؤهم لهذه الهيأة أو تلك، وبالمناسبة فإن لحركة التوحيد والإصلاح كفاعل جمعوي ومدني فضل في إطلاق عدد من المبادرات الجمعوية المدنية القوية، فليس العيب في هذا الإطلاق ولكن العيب أن تظل تلك الجمعيات مرتهنة للجهة التي أطلقتها مكتوفة اليد عن كل مبادرة أو فعل وازن، وهذا للتصحيح أولا، وإلا فإن جمعية مغرب الفن لا تعنيها الانتماءات ولا التوجهات، لأننا نريدها جمعية تمثل بحق مغرب الفن، تفتح أبوابها لكل المغاربة بمختلف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم.. ما داموا مهتمين بالفن مؤمنين بمبادئ الجمعية، ولديهم الرغبة في العمل من داخل الجمعية وفق أهدافها المسطرة، مع احترام استقلالية الجمعية عن كل الهيآت كما نصت على ذلك المادة 25 من قانونها الأساسي.

ما هي الخطوط العريضة لبرامج الجمعية خلال السنة المقبلة وهل من أنشطة قريبة لها؟

  الجمعية الآن بصدد استكمال إجراءات التأسيس، ونحن عازمون بحول الله على الإسهام إلى جانب الفاعلين الآخرين بكل إيجابية في هذا الحقل الفني بكل ألوانه ومجالاته من المسرح إلى السينما إلى الأنشودة والغناء إلى الفن التشكيلي إلى الخط… إلى غيرها من الأعمال والمجالات الفنية، إغناء لهذا الحقل وإثراء، تجديدا وإبداعا، إن على مستوى الإشعاع الثقافي والفني، أو على مستوى التكوين لتخريج الكفاءات وتأهيل الفعاليات. كما أننا نريد فعلا أن نسهم في هذا الحوار الوطني الذي انطلق اليوم حول المسألة الفنية ببلادنا بما يسهم في جعل الفن في قلب الحدث، وأداة لإطلاق الطاقات وتوجيه القدرات وتعبئة الموارد، ورافعة أساس للتنمية ببلادنا. 

ما موقع المبدعين والفنانين في أجندة الجمعية؟

  أنا قلت إن الجمعية اسم على مسمى، أو هكذا نريدها، نريدها جمعية فنية، وجمعية لكل المغاربة، أبوابها مشرعة في وجه كل الفنانين والمبدعين الذين يشاركوننا نفس الهم ونفس الأهداف للعمل المشترك من داخل نفس الخندق، بل وفي وجه كل الفنانين حتى الذين نختلف معهم، قصد التعاون  معهم على الخير وعلى ما يعود بالنفع على هذا البلد الأمين.

ما حجم الجهود التي ستبذلونها للوقوف أمام أشكال الريع الثقافي والفساد الذي يتم باسم الفن؟

من أبرز وجوه الفساد اليوم هذا الذي يتم باسم الفن، ومن المؤسف جدا أن يتجاوز الفساد المجال الإداري والمالي…وغيرهما، إلى المجال الثقافي والفني والذي كان ينبغي أن يبقى بعيدا عن كل أشكال الريع، ليبقى ضمير الأمة وقلبها النابض وبوصلتها الموجهة..

هناك سلسلة من الإصلاحات اليوم جارية على هذا المستوى، ونعتقد أن المسؤولين على هذا القطاع عازمون على إصلاحه، ظهر ذلك جليا من خلال مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها، وعلى رأسها دفاتر التحملات، ومناظرة السينما الوطنية، ومحاولة إشراك مختلف الفاعلين في الحقل الفني، والاستماع للرأي والرأي الآخر… وغير ذلك.  ونحن في جمعية مغرب الفن لا يمكن إلا أن نثمن هذه المبادرات ونبارك كل إجراءات الوضوح والشفافية والمواطنة والديمقراطية، والضرب على أيدي المفسدين. وأعتقد أن الربيع العربي ينبغي أن يزهر ويثمر اليوم ببلادنا، وقد آن الأوان أن يمارس المجتمع المدني صلاحياته، ويقوم بدوره الفاعل في الإصلاح والرقابة كما نص على ذلك دستور الربيع في الفصل 12، وأحسب أننا جميعا معنيون بتفعيل وتنزيل مقتضيات هذا الدستور بما يسهم في دفع المفاسد وتقليلها، وجلب المصالح وتكثيرها، ويحقق بالتالي الانتقال السليم والسلس من وضع الفساد إلى وضع الصلاح، ومن واقع الانحراف والريع إلى دولة الحق والقانون

تطرح بعض النقاشات التي تريد تصوير الجمعية بكونها جاءت لتطرح كبديل عن كل ما هو موجود في المجتمع من فعل فني، إلى أي حد هذا الأمر صحيح؟

جمعية “مغرب الفن” جمعية آمنت بالفن وبرسالته المجتمعية، وبدوره الإصلاحي، وبوظيفته في الارتقاء بذوق الإنسان، والسمو بروحه، وتهذيب سلوكه.

جمعيتنا مقتنعة بأن الحاجة اليوم ملحة إلى إشاعة فن ملتزم بقضايا الأمة وهمومها، وبحاجات التنمية، وبأولوية تكريس ثقافة الحرية والكرامة والمواطنة..

وبناء عليه فنحن لا نريد أن تكون الجمعية رقما ينضاف إلى أرقام، بل نريدها رقما نوعيا يشتغل إلى جانب كل الفاعلين في هذا الحقل من الوطنيين الغيورين من هذا البلد، بل ويلتقي معهم على أرضية الصالح العام، ويتعاون معهم في بناء تنمية حقيقية، ومغرب معتز بدينه، متشبث بهويته وقيمه، فخور بثقافته وحضارته. فليست الجمعية إذن بديلا لأحد إلا للابتذال والإسفاف، ولثقافة العري والمجون، ولكل أشكال الريع الثقافي والفني..، وما سوى ذلك فيد الجمعية ممدودة للجميع، مستعدة للتعاون مع كل ألوان الطيف من الفنانين والمبدعين، ومع مختلف الروافد الثقافية المتناغمة مع هويتنا وقيمنا المغربية والحضارية الأصيلة. 

حاوره محمد لغروس 

عام 2012 لفائدة جريدة التجديد

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى