قراءة في المقاصد الأساسية للميثاق الجديد للحركة

أصدرت حركة التوحيد والإصلاح مؤخرا النسخة الرسمية لميثاق حركة التوحيد والإصلاح (طبعة 1440 هـ/2019م) والذي تم اعتماد تعديلاته المدرجة خلال الجمع العام الوطني السادس المنعقد في شهر غشت من العام الماضي.

ويحدد الميثاق مرجعية حركة التوحيد والإصلاح ويوضح مبادئها ومنهجها ومقاصدها ومجالات عملها، ويكون الأساس الذي تبنى عليه الوثائق التفصيلية الخاصة بالتصورات وبرامج العمل.

وسنستعرض في هذه الحلقة المقاصد الأساسية للميثاق وهي ثلاثة (3) :

أولا: مقصد الإسهام في إقامة الدين

وهو الأساس الذي من أجله كانت حركة التوحيد والإصلاح، والأصل الذي تتفرع عنه مقاصدها وتترسم به مناهجها، وهو أجمع لفظ يعبر عن أهدافها. وتعني به إقامة أركانه وأخلاقه وعباداته ونظمه وقوانينه.

وتأتي أهمية هذا المقصد عند حركة التوحيد والإصلاح لكونه مقصدا جامعا، وأيضا لما يمثله من منعطف هام في التفكير الحركي الإسلامي. وقد كان لحركة التوحيد والإصلاح اجتهادها المتمثّل في الانتقال من التركيز على مطلب “إقامة الدولة” باعتباره هدفا عاما كبيرا ما زال المقصد الأكبر لدى كثير من التجارب الحركية الإسلامية، إلى اعتبار مقصد “إقامة الدين” الأساس السليم والأصل الجامع الذي يجب أن يكون عليه مدار العمل، ويكون ذلك على أكثر من مستوى:

 إقامة الدين على مستوى الفرد

إقامة الدين على مستوى الأسرة

إقامة الدين على مستوى المجتمع

إقامة الدين على مستوى الدولة

إقامة الدين على مستوى الأمة ومناصرة القضايا الإنسانية العادلة

ثانيا: مقصد الإسهام في تحقيق نهضة إسلامية رائدة

تعتبر الحركة أن من مستلزمات الدعوة إلى الله تعالى أن تسْهِم مع غيرها في تحقيق نهضة رائدة للأمة المحمدية التي أنيطت بها مهمة الشهود، وأن تسْهِم في رفع أسباب الفرقة في الأمة؛ ودعم أي توجه وحدوي يجمعها على كلمة سواء؛ من الإيمان والعدل والحرية والاستقرار.

والقيام بهذا المقصد الجليل يمر عبر مشروع إصلاحي يستصحب نفَسا حضاريا كونيا، وهو ما يحتاج منها إلى إعادة النّظر في رؤاها ومقولاتها لتكون قادرة على تقديم الجواب للإنسان المعاصر عن إشكالاته في الزمان والمكان، كما يحتاج إلى تعميق النظر في الأبعاد الحضارية لرسالة الإسلام، هذه الرسالة لديها الكثير لتضيفه إلى الحضارة الإنسانية اليوم.

ثالثا: مقصد الإسهام في بناء حضارة إنسانية راشدة

تؤمن الحركة بأن من مسؤولية المسلم السعي إلى تحقيق السعادة لبني الإنسان من خلال معرفة الله تعالى والاستقامة على نهج رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم في دائرة أوسع من خلال مناخ حضاري يتيح تعايشا وسلاما بين الأمم المختلفة، وهو يمثل الرشد الذي ينبغي أن تتسم به الحضارة الإنسانية التي تسعى لها.

فالحضارة الإنسانية اليوم تعيش على وقع سؤالين كبيرين يحتاجان من الجميع التضافر من أجل تجويد الجواب عنهما: سؤال المعنى من وجود الإنسان على هذه الأرض، وما يستتبعه من أسئلة الحياة والموت، والسعادة والشقاء، وغيرها من الأسئلة الوجودية الكبرى. وسؤال العيش المشترك بين بني الإنسان بما يستتبعه ذلك من مطالب للسلام الروحي والغذائي والأمني؛ والمحافظة على البيئة واحترام الحياة بشكل عام.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى