عادات مغربية في رمضان 2 : شخصية “النفار” تراث بدأ يندثر

“النفار” شخص يجوب أحياء المدينة، ويطلق صوت مزماره الكبير ليلا لإيقاظ العائلات لتناول وجبة السحور. يرتدي خلال تجواله زيا تقليديا يتكون من جلباب مغربي وعمامة رأس.
يعود مصطلح النفار إلى آلة النفخ النحاسية الطويلة الشهيرة، ويدل في الوقت نفسه على صاحبها وعازفها، والأصل العربي للكلمة هو النفير، وتعرفه القواميس بالبوق الذي يضرب لينفر الناس، أي يستنفرهم، ويستعجلهم
فبمجرد التأكد من ظهور هلال رمضان يحضر النفار بكل ثقله التاريخي والرمزي بأساليب يختص بها المغرب، ويسمى أيضا “الطبال” و”الزمار”، و”الغياط”، يعطي لمسة خاصة لشهر رمضان بمختلف أزقة المدن التاريخية المغربية.
ينطلق “النفار” قبل موعد السحور، فيجوب شوارع المدينة لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل حلول آذان الفجر. تتعامل معه الأسر المغربية بكل احترام، وتكرمه بأشطال مختلفة منها تسليمه النقود، والإطعام ، ويراه البعض أحد مستحقي زكاة الفطر.
ارتبط مفهوم النفار في الثقافة الشعبية المغربية الأصيلة بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر، ويعتبر من المهن الشعبية التراثية المعروفة عند العام والخاص، تدخل البهجة والسرور على المغاربة، بسماع تهاليله وتكبيراته وابتهالاته.
واليوم يشهد هذا التراث الرمضاني انحسارا ملحوظا، وبات مهددا بالانقراض، خاصة بالمدن الكبرى أساسا، بعدما كان لكل حي “نفار” خاص به.
موقع الإصلاح