شفيقي: إصلاح المناهج الدراسية يتطلب نفسا طويلا ونوعا من السلم الاجتماعي

أكد فؤاد شفيقي الكاتب العام في الشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن إصلاحات المناهج الدراسية تتطلب نفسا طويلا، ونوعا من السلم الاجتماعي الذي يرافقها كي يتيسر لها أن تمر في هدوء، لأن التقاطبات داخل المجتمعات خاصة في مجتمعات كمجتمعاتنا تقاطبات قوية، ولا يمكن أن نغلب التوافقات حين تكون التقاطبات قوية في القضايا المجتمعية أو القضايا الاجتماعية من شاكلة القضايا القيمية.

ونبه شفيقي إلى أن السياق الحالي موسوم بنوع من القلق تجاه المدرسة، نعيش امتداداته إلى حدود اليوم رغم كل المجهودات التي بذلت مع ظهور الميثاق. داعيا بعد مرور 23 سنة على هذه التجربة إلى الوقوف على أهم الاختلالات التي عرفتها.

وخلص المتحدث خلال حديثه يوم الأحد الماضي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية إلى أنه كلما طورنا مقارباتنا التربوية ومقارباتنا التدريسية كلما اقتربنا من الطرق التي يتعلم بها التلاميذ أو الطلبة اليوم، لأن طرق التعلم اليوم لم تعد هي طرق التعلم أمس 

واستحضر الكاتب العام للوزارة المكلف بالشؤون التربوية إلى أن التجربة التي كانت تقوم على إعداد برامج دراسية كانت تهيأ في غرف مغلقة إلى حدود سنة 2000 مع الكتاب الأبيض الذي لم يهيأ في غرف مغلقة لكن هيأ بمشاركة واسعة من أطر جامعية وأكاديمية وأطر التأطير التربوي والمدرسين وهي تجربة رافقتها بعض الهفوات أرخت بظلالها عليها والمفروض بعد 10 سنوات من الكتاب الأبيض كان يجب أن تتم المراجعات وإصلاح هذه الهفوات لكن تأخرت 5 سنوات بسبب التقاطبات واستأنفت سنة 2015 التي بدأت بورش السلك الابتدائي وانتهى سنة 2021 .

أكد فؤاد شفيقي الكاتب العام في الشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن إصلاحات المناهج الدراسية تتطلب نفسا طويلا و

وأشار المتحدث إلى أن المناهج التعليمية بالمغرب على مشارف إعطاء انطلاقة جديدة، متمنيا أن مؤطرة من قبل اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد المناهج التي ينص عليها القانون الإطا، والتي تتكون حسب مرسومها من 15 خبيرا معينا من خمس قطاعات وزارية مسؤولة عن التربية والتكوين التعليم المدرسي والتعليم العالي والتكوين المهني ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة.

وأوضح شفيقي أن مرسوم هذه الوزارة كتب حينما كانت هناك وزارة واحدة ولكن تشتت قطاعات وزارة التعليم سيكون من الصعب إجراء إصلاحات منسجمة في حدود سنة 2024/2025 في التعليم الإعدادي.

وبين المتحدث أن هذه اللجنة مطلوب منها أن تضع وثيقة لإصدار مرسوم سيكون الإطار المرجعي لإعداد المناهج، وهذه اللجنة حينما سيتم إرساءها سوف تشتغل وعندها ثلاث سنوات لتنتج وثيقة كيف سنغير المنهج. وبالتالي سيستدعي الأمر خمس إلى ست سنوات قبل أن نكون داخل الفصول الدراسية بإصلاحات عميقة تستجيب لملاحظات ليست متعلقة فقط بالتربية الإسلامية ولكن أيضا بملاحظات من مختلف المواد الدراسية.

وأفاد الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، أن إصلاح المناهج لن يكون إصلاحا جزئيا لكن سيكون إصلاحا شموليا من مختلف الموادـ مما يفترض أن يكون هناك نوع من التجانس والتكامل الأفقي بين مختلف المواد وفي كل مستوى دراسي كي نتحدث فعلا عن منهاج دراسي، وليس فقط مناهج دراسية كما كان عليه الحال إلى نهاية القرن الماضي.

وذكر المتحدث ببعض التحديات الكبرى التي يجب استحضارها في إصلاح المناهج الدراسية، ومن بين أكبر هذه التحديات هاجس المسؤولين المسكون بالسياق الذي يشتغلون عليه، وهاجس نسبة التلاميذ المستوفين للكفايات الأساسية في المدرسة، وهاجس نسبة التكرار والانقطاع في بعض مستويات أسلاك التعليم العالي.

يذكر أن الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية نظمت الأحد الماضي بمدينة بن سليمان بمناسبة الاحتفال باليوم الوطنية لمادة التربية الإسلامية، ندوة وطنية بعنوان “”مقاربات تجديدية لتطوير رؤية منهاج التربية الإسلامية” .  

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى