الإعلام الذي يريده المغاربة

كشفت الدراسة الميدانية الوطنية حول القيم وتفعيلها المؤسسي الصادرة عن مجلس النواب بتاريخ دجنبر 2022 عن عدد من الحقائق المتعلقة برؤية المغاربة وانتظاراتهم من المؤسسات الإعلامية السمعية البصرية،

ففيما يخص رؤيتهم لبرامج المؤسسات الإعلامية السمعية البصرية[1]:

  • فالعينة المستهدفة بالدراسة تتفق على أن ما تقدمه المؤسسة الإعلامية يبخس صورة المرأة، ويشجع على العنف والإفراط في الاستهلاك، وهو ما يفيد أن برامج هذ المؤسسات تقوم بترسيخ منظومة قيم سلبية في علاقة المتلقي بالمرأة والعنف والاستهلاك.
  • وتختلف في رؤيتها لوظيفة الإعلام في إعلاء القيم الإسلامية، والقيم الأخلاقية الحميدة، وقيم الثقافة، وتعليم القاصر احترام الأسرة، وهو ما يكشف عن ضعف البرامج الإعلامية السمعية البصرية في القيام بهذه الأدوار والوظائف الاجتماعية في علاقتها بالجمهور المستهدف.

أما فيما يخص انتظارات المغاربة من المؤسسات الإعلامية السمعية البصرية[2]:

  • فالاختيار والانتظار الأول والأهم من الإعلام لدى العينة المستجوبة هو إعلاء قيمة الحشمة وترسيخها في البرامج الإعلامية.
  • أما الاختيار والانتظار الثاني فيتمثل في الانفتاح على الجمهور، واحترام الهوية الإسلامية، ومعالجة مشاكل الحاضر، ثم إضافة معارف جديدة، وبرامج ذات طابع تربوي مع الانفتاح على العالم.
  • وفيما يخص الاختيار الثالث: فأن تكون البرامج بلغة مفهومة، وفيها متعة، وتزود بالأخبار، ومعززة لقيم المواطنة، ومرسخة للثقة في النفوس، وتحترم تعدد الآراء.

أما بالنسبة للغة التي تفضل العينة المستهدفة زياتها في المستقبل في المؤسسات الإعلامية، فقد أتت اللغة العربية الفصحى بنسبة 39 في المائة، يليها الدارجة بنسبة 30 في المائة، فالإنجليزية بنسبة 15 في المائة، ثم الأمازيغية بنسبة 8 في المائة، فالفرنسية بنسة 6 في المائة.

كما أكدت الدراسة في التقرير الكيفي على مجموعة القيم التي ينبغي أن تؤطر رسالة الإعلام، وأهمها قيم احترام أخلاقيات المهنة، والشفافية والمسؤولية والصدق والتحري والأمانة والثقة، ومحاربة الابتذال والتفاهة، وزرع التضامن، وترسيخ قيم العدالة والديمقراطية.

إن المعطيات التي كشفت عنها الدراسة لتؤكد الحقائق التالية:

  • قيام الإعلامي السمعي البصري بتبخيس صورة المرأة وترسيخ عدد من القيم السلبية التي لا تتماشى ووظيفته الإعلامية في التعريف بالقيم الإيجابية وزرعها وترسيخها.
  • قصور الإعلام السمعي البصري في الاستجابة لاهتمامات الجمهور المغربي وتطلعاته وانتظاراته.

وتدعوا المؤسسة الإعلامية إلى:

  • العمل على بث برامج تسهم في ترسيخ القيم الإسلامية والقيم الأخلاقية الحميدة، وفي مقدمتها قيم الحياء والحشمة، وتسهم في تربية النشء على احترام الأسرة وتمثل القيم الإيجابية، فضلا عن الاستجابة للرغبات الحقيقية للمتلقي في برامج ترسخ الثقة، وتزود بالأخبار، وتنفتح على المحيط من منطلق التمسك بالثوابت المرجعية.
  • إعادة النظر في السياسة اللغوية للمؤسسة الإعلامية بإعلاء حصة اللغات الوطنية، والانفتاح على اللغات الحية (الإنجليزية) خاصة أمام الاكتساح الذي تعرفة اللغة الفرنسية في البرامج والمواد المعروضة على الجمهور، في مقابل المكانية المتدنية والأخيرة التي تحظى بها لدى المتلقي.

إن الخلاصات التي كشفت عنها الدراسة لتؤكد حاجة المؤسسات المعنية والهيئات المسؤولة توجيه سياسياتها الإعلامية والعمومية لتستجيب لتطلعات المجتمع المغربي في إعلام يعبر عن همومه، ويستجيب لتحدياته، ويراعي قيمه وهويته، ويتحدث بلغته.

[1] : ملخصات التقرير، ص 29/30

[2] : المرجع نفسه، ص 29/30.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى