شخصيات فلسطينية اعتبارية تدعو إلى رأب الصدع بين الفصائل الوطنية في مواجهة التطبيع العربي والانقسام
دعت شخصيات فلسطينية اعتبارية في الداخل والخارج إلى العمل على إنجاز الوحدة الوطنية الحقيقية ورأب الصدع بين جميع الفصائل والقوى الوطنية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، في مواجهة موجة التطبيع العربي والانقسام.
ودعت الشخصيات، في بيانٍ عامٍّ صدر أمس الخميس، حسب ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام، إلى إعادة الاعتبار للسردية التاريخية الفلسطينية القائمة على وحدة الشعب والأرض والتعامل مع “إسرائيل” على أنها كيان عنصري استعماري إحلالي قائم أصلاً على نفي الشعب الفلسطيني وسلب حقه في تقرير المصير.
وأكدت الشخصيات الموقعة على البيان، ضرورة المباشرة في إجراء انتخابات المجلسِ الوطني الفلسطيني، والذي يعد أعلى سلطة شرعية للشعب الفلسطيني قبل أي انتخابات أو إجراءات أخرى، بناء على الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أقر عام 1968، والذي يعد كل فلسطيني عضوًا في المنظمة، ويملك الحق الكامل في اختيار ممثليه وتقرير مصيره.
كما شدد على ضرورة إعادة الاعتبار لثقافة المقاومة بمعناها الشامل والقانوني والشرعي والممكن، وتوفير الدعم الكامل للمقاومة الشعبية المتواصلة، والتي ستضم حولها أبناء الشعب الفلسطيني خاصة والجماهير العربية والشرفاء والمدافعين عن العدالة والحق في العالم عامةً.
وقال البيان: “إذ نثمن الاجتماع الذي تم مؤخراً في بيروت ورام الله يوم 3 أيلول/سبتمبر2020 للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، إلا أننا لا نرى أنه المخرج الصحيح للأزمة التي تمزق أواصر شعبنا، حيث كنا نأمل أن يكون الاجتماع بداية لإنهاء عصر الانقسام الذي أضر بقضيتنا ومصالح شعبنا وإعلان المضي في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، فشعبنا الحائر والمتشوق للوحدة لا يريد أن يسمع الخطب الرنانة ولغة المجاملات؛ بل يرنو إلى إعلان إجراءات فورية وبرنامج عمل حقيقي لوقف التدهور على الساحتين الفلسطينية والعربية”.
وأضاف البيان: “لم يعد مقبولاً ولا مبرراً استمرار الخلافات بين قوى شعبنا في ظل تزايد المؤامرات على قضيتنا، وليتحمل كل مسؤول وقيادي وفصيل فلسطيني مسؤوليته في إنهاء الانقسام وطيّ صفحة أوسلو الكارثية، والعمل معاً على إعادة روح الأمل لشعبنا والنهوض الجماعي للتوجه نحو مقارعة المشروع الصهيوني الاستعماري إلى أن يتحقق النصر الحقيقي لشعبنا الصامد البطل في التحرير والعودة”.
وقالت الشخصيات: إن هذ البيان جاء “انطلاقاً مِنْ مَسؤوليتنا الوطنية والتاريخية نحوَ شعبِنا وقضيتنا، ووعينا الكامل بخطورةِ المحاولات الدولية والإقليمية لتصفيةِ القضية الفلسطينية، وتدمير مطالب شعبنا الفلسطيني في استعادةِ أرضِهِ وإقامةِ دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، واستبدال ذلك بعروض هزيلة من نوع تجميد ضم الأراضي ومنح أبناء فلسطين حق “الإقامة الإنسانية” في دولة الفصل العنصري وفي الشتات”.
وقالت الشخصيات: “إننا نرفض هذه العروض الهزيلة، والتي قبلت بها بعض الحكومات العربية، والتي تشكل وصمةَ عارٍ لتاريخِ شعبٍ دافع عن شرفِ الأمة العربية والإسلامية وحافظ على مكانتها ومقدساتها، واختلطت دماؤه مع دماءِ إخوانه من الشرفاءِ العربِ لوقف تمدد المشروع الاستعماري الصهيوني وبسطِ نفوذه وتوسيعِ حدوده. إن شعبنا ما زال حتى يومنا هذا صامداً مقاوماً متمسكاً بأرضه يصنع المعجزات في كافة أماكنِ تواجدِهِ داخل فلسطين وخارجها رغم كل الأزمات والمؤامرات على قضيته”.
الإصلاح