دراسة: شواطئ المغرب العربي مهددة بالتآكل السريع

كشفت دراسة حديثة أجراها البنك الدولي حول التداعيات الاقتصادية لتآكل السواحل، أن شواطئ دول المغرب العربي، لا سيما تونس والمغرب وليبيا  تتآكل بوتيرة أسرع مقارنة بباقي المناطق الأخرى في العالم.

وخلصت الدراسة إلى أن المغرب العربي هو ثاني أسرع مناطق العالم تعرضا لتآكل المناطق الساحلية، وأن شواطئ المنطقة، تآكلت بمعدل متوسط يبلغ 15 سنتيمترا سنويا ما بين عامي 1984 و 2016، فيما بلغ المتوسط ​​العالمي لتآكل الشواطئ حوالي 7 سنتيمترات سنويا.

وقد ساعدت صور الأقمار الصناعية من وكالة الفضاء الأوروبية والمركز الوطني لعلوم المحيطات في المملكة المتحدة، باحثي البنك الدولي على تحديد الخطر الذي تعرضت له سواحل منطقة المغرب العربي في مناطق معينة.

كما  كشفت الدراسة ، أن أكثر من ثلث الشواطئ في المغرب – حوالي 38 بالمائة – تآكلت بنسبة ما بين 12 إلى 14 سنتيمترا سنويا. واعتبرت الدراسة أن لهذه الظاهرة تداعيات اقتصادية  على المغرب تعادل حوالي  0.4٪  بالمائة من الناتج المحلي.

وحذر الخبراء من تداعيات خطيرة لظاهرة تآكل الشواطئ في بلدان المغرب العربي، من قبيل اقتراب المياه المالحة التي تعمل على تلويث المياه الجوفية العذبة لتصبح أكثر ملوحة ما يعني صعوبة أو استحالة استخدامها سواء للشرب أو للزراعة.

وفي السياق نفسه، حذر مؤلفو مقال نشره “مختبر العلوم المائية” في جامعة مونبلييه الفرنسية من التداعيات المحتملة للظاهرة  المذكورةعلى قطاعات متعددة كالسياحة وصيد الأسماك.

وأرجع مدير الأبحاث في مختبر العلوم المائية في جامعة مونبلييه جيل ماهي، ظاهرة تآكل  السواحل إلى عوامل متعددة، منها ارتفاع السدود على الأنهار. وقال في حوار مع موقع “دوتشي فيليه” إن “الفارق بين بلدان المغرب العربي ودول شمال البحر المتوسط ​يتمثل في عدد السدود على الأنهار”.

وأكد أن التآكل يحدث بوتيرة أسرع “بسبب بناء السدود على الأنهار”، مشيرا إلى أن الدراسات التي أجريت على تاريخ الرواسب التي تتكون عند تلاقي مياه الأنهار بمياه البحار في تونس والجزائر والمغرب، أظهرت وجود سدود كبيرة ما يعني عدم وصول رمال كافية إلى الساحل.

يذكر أن  السواحل في بلدان المغرب العربي، معرضة لخطرين؛ الأول يتعلق  ظاهرة التغير المناخي، والثاني في التعدي على الشواطئ، الأمر الذي يفاقم مالظواهر المناخية الصعبة كالفيضانات والأمواج الكبيرة والرياح القوية التي يمكن أن تضر بالمناطق الساحلية.

عن موقع DW بتصرف

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى