دراسة تدق ناقوس الخطر بشأن استخدام الأطفال للشبكات الاجتماعية

حذر الجراح العام في الولايات المتحدة،  الدكتور فيفيك ميرثيمن من أن استخدام الأطفال والمراهقين للشبكات الاجتماعية قد يشكل “خطرا شديدا” على صحتهم وراحتهم النفسية.

وفي تقرير استشاري جديد صدر الثلاثاء 23 ماي 2023، طالب الجراح  شركات التكنولوجيا وصناع السياسات والآباء باتخاذ “إجراءات فورية لحماية الأطفال”. وذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، نقلا عن الدكتور فيفيك ميرثيمن  إنه في غياب أبحاث قوية مستقلة تستحيل معرفة إن كانت الشبكات الاجتماعية آمنة للأطفال والمراهقين.

ويسلط التقرير الاستشاري – الذي صدر في إطار التحقيق الذي يجريه الجراح العام فيما يراه أزمة صحية نفسية يمر بها الشباب- الضوء على انتشار استخدام الشبكات الاجتماعية بين الشباب، إذ يستخدم حوالي 95% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً منصة اجتماعية، ويقول أكثر من ثلثهم إنهم يفعلون ذلك “بشكل مستمر تقريبا”.

ويوضح التقريرالمكون من 25 صفحة، كيف أن الضوابط الحالية على دخول الأطفال لهذه المنصات الاجتماعية ليست فعالة. ورغم أن معظم المواقع تطبق حدا أدنى للسن وهو 13 عاما، يستخدم قرابة 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و12 عاماً هذه المواقع بصفة منتظمة.

وجاء تحذير الجراح العام في الوقت الذي أصدر فيه البيت الأبيض إشعارا الثلاثاء الماضي عما سماه “أزمة الصحة النفسية غير المسبوقة التي يمر بها الشباب” في الولايات المتحدة، إذ ارتفعت أعداد الأطفال والمراهقين المصابين بالاكتئاب والقلق بنسبة 30% تقريباً في السنوات الأخيرة، وكانت الشبكات الاجتماعية عاملا قويا في هذه الزيادة.

ويعمل البيت الأبيض على تشكيل فريق عمل جديد معني بالأطفال والصحة والسلامة على الإنترنت. وتتلخص مهمته في تحديد الأضرار المحتملة التي تسببها المنصات الإلكترونية، والخروج بمجموعة أدوات لمعالجة المشكلات التي تواجه شركات التكنولوجيا في تطوير منتجات جديدة.

كما يؤكد التقرير الاستشاري المذكور على الطبيعة الحرجة لفترة المراهقة في نمو الدماغ البشري، حيث يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً معرضين بشدة لضغط الأقران. وخلال هذه السنوات يتشكل شعور الفرد بقيمته الذاتية، وتظهر مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب.

ويقول التقرير إن استخدام الشبكات الاجتماعية ينبئ بتراجع الشعور بالرضا، خاصة بين الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 11 و13 عاماً، والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاماً. ووجدت دراسة طويلة المدى أُجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، أن المراهقين الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا على الشبكات الاجتماعية أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق بمقدار الضعف.

وتشير إحصاءات عام 2021 إلى أن المتوسط الحالي لاستخدام الشبكات الاجتماعية في تلك الفئة العمرية هو 3 ساعات ونصف في اليوم. والاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية، الذي قد ينتج عنه سلوك قهري أو غير منضبط، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في النوم تؤثر بدورها على النمو العصبي لدماغ المراهق. ويقول التقرير الاستشاري إن أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية قد تظهر نتيجة لذلك.

وقد طالب الدكتور ميرثي شركات التكنولوجيا بأن تكون أكثر انفتاحاً مع الجمهور، وأن تضع صحة وسلامة مستخدميها الصغار في المقام الأول عند تطوير منتجات جديدة. وخاطب الآباء أنه لا يكون ممكنا منع طفلك من استخدام الشبكات الاجتماعية، أو ربما تكون لها فوائد، لكن رسم الحدود حول استخدام الشبكات الاجتماعية في حياة طفلك، بحيث توفر له أوقاتا ومساحات خالية منها، سيفيده جدا.

مواقع إعلامية

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى