خير الأيام عند الله تعالى

سبحان من جعل للناس مواسم الخير والبركات ليزدادوا إيمانا وتقربا منه جل في علاه، ومن هذه المواسم يوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم النحر يوم عيد الأضحى المبارك الذي يغفل كثير من المسلمين عن فضله الكبير للأسف الشديد إذ عدّه بعض العلماء بأنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر، كما في سنن أبى داود أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر) ويوم القر هو اليوم الحادي عشر للاستقرار في منى .

والعشر من ذي الحجة على الراجح هي خير أيام السنة عند الله تعالى فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].    

ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر الخيِّرة التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى، هذا بالإضافة إلى اجتماع أمهات العبادات في هذه الأيام المعلومات : من الصلاة والصدقة والصيام والحج والتي يجب أن نستقبلها بتوبة نصوح لله تعالى عساه أن يقبلنا من الصالحين.

ومن أهم عبادات أول أيام عيد الأضحى المبارك:

1 – الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب بدون إسراف ولا إسبال وتكبر.

2 – تأخير طعام الإفطار حتى الرجوع من المصلّى ليأكل من أضحيته أو غيرها.

3 – أن يذهب إلى صلاة العيد في المصلّى خارج المسجد ماشياً ويستحسن أن يصحب معه أهل بيته، ويستمع إلى الخطبة .

4- أن يتقرب إلى الله تعالى بعبادة النحر لقوله تعالى “فصل لربك وانحر”، فهي من أجل العبادات والقربات في هذا اليوم العظيم إن احترم شروطها الأربعة :

( أن تكون من بهيمة الأنعام: الإبل، البقر، الغنم (ضأن وماعز).

وأن تكون بالغة السن المعتبرة شرعا 🙁 الإبل: خمس سنوات فما فوق – البقر: سنتين فما فوق – الماعز سنة فما فوق والضأن :ستة أشهر على الأقل ).

سلامة هذه الأضحية من العيوب وهي بالخصوص مبينة في الحديث النبوي الشريف:

وذلك لما أخرجه أبو داود والنسائي عن عبيد بن فيروز -رحمه اللَّه- قال : (سألنا البراء عمَّا لا يجوزُ في الأَضاحي ؟ فقال : قام فينا رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وأصَابعي أقْصَرُ من أصابعه ، وأناملي أقصرُ مِنْ أنَامِلِه – فقال : أَربعٌ – وأشار بأربع أصابعه- لا تجوزُ في الأضاحي: العَوْرَاءُ البَيَّنٌ عَوَرُهَا ، والمريضةُ البَيَّنُ مَرضُها ، والْعَرْجاءُ البَيَّنُ ظَلَعُها، والكسيرُ التي لا تنُقي قال : قلت: فإني أكرهُ أن يكونَ في السَّنِّ نَقْصٌ ؟ قال ما كرهتَ فدَعْهُ ، ولا تُحَرَّمهُ على أحَدٍ).

أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد شرعا :

ووقت الذبح من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق الثلاث، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب قال : خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أضحى إلى البقيع فقام فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ( إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شىء ). فقام خالى فقال : يا رسول الله أنا ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة قال : ( اذبحها ثم لا توفى جذعة بعدك).

5- الحرص على أعمال البر والخير لأن العمل الصالح محبوب إلى الله سبحانه وهذا يستلزم عظم ثوابه عنده عز وجل. فمن لم يستطيع أو يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من صلة الرحم وزيارة الأقارب والجيران والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم ويهنّئ إخوانه المسلمين بقوله (تقبل الله منا ومنك).

وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:

قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج المسلمين وتسهيل معاملاتهم ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير., ويتجنب البدع و محدثات الأمور…..

6ـ- الإكثار من التكبير ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق (وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة لقوله تعالى “واذكروا الله في أيام معدودات”، وصفته أن تقول (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) . وفي البيوت والأسواق ولم يرد دليل على تخصيص عدد معين عقب الصلاة كما أن التكبير ليس بديلاً عن أذكار ما بعد الصلاة.

7- وعلى كل واحد منا أن يزيل ما بينه وبين إخوانه من الحقد والحسد ويتخلص من الخصومات والقطيعة بينه والآخرين احتسابا للأجر عند الله سبحانه.

يقول ابن رجب لمن لم يكتب له الحج والقيام بعرفة :

– من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه.

– من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبيت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه .

– من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى.

– من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لاغتنام هذه الأيام المباركة في طاعته، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم آمين.

الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى