حول الدعوة لمقاطعة القنوات العبرية العربية المتصهينة
للأسف الشديد توجد قنوات عربية اللسان عبرية الهوى، وباختصار قنوات متصهينة تعبر عن بعض الأنظمة العربية المخترقة عبريا وصهيونيا؛ قنوات ينطبق عليها ما ورد في الحديث النبوي الشريف ” ناس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وقلوبهم قلوب الأعاجم “.
قنوات لم تعد تستحيي من المجاهر ة بمعاداتها للإسلام والمسلمين، ومحاباتها للكيان الصهيوني ولصهاينة العالم. بل أكثر من ذلك تتبني المنظور الصهيوني للقضية الفلسطينية وللمقاومة وروايته لما يحدث من عدوان صهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات.
قنوات تنظر إلى المقاومة وشهدائها الأبرار على أنهم ” إرهابيون ” وهو التوصيف الذي اعتمدته بعض تلك القنوات على حادثة استشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار، حيث صرح بعضها أنه “إرهابي” تخلَّص العالم من شره !!
وتجاوزت تلك القنوات عتبة التطبيع السياسي، الذي وقعت فيه بعض دول المنطقة لاعتبارات وتسويغات مرجوحة دون أن يصل ذلك التطبيع المفروض إلى حد التصهين الكامل، والسعي لتزييف الحقائق وبث وعي شقي مقلوب يحول الضحية إلذي يقاوم العدوان بتحويله إلى ” إرهابي ” كما تفعل تلك القنوات، وكأن المتحدث هو أكثر الصهاينة تعنتا وتطرفا وكأنهم أكثر صهيونية من النتن ياهو.
لم أجد لهذا الحضيض من توصيف سوى ما ورد القرآن الكريم :من قبيل قوله تعالى ” فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أصروا في أنفسهم نادمين “. وتوصيف الحديث النبوي الشريف :” ناس من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا لكن قلوبهم قلوب الأعاجم”.
لقد انطلقت حملة تلقى على ما يبدو تجاوبا كبيرا تدعو لحذف تلك القنوات ” المتصهينة “، لكن تلك الحملة لا تكفي، بل يتعين فضح تلك القنوات العبرية العربية، آن الأوان لانطلاق ” انتفاضة جديدة “؛ انتفاضة الوعي والتصدي للقنوات التي تسارع في كسب الود الصهيوني. فالمعركة ضد النفاق في السيرة النبوية كانت معركة محتدمة على اعتبار أن المنافقين هم في الحقيقة أعداء للقيم العقدية والأخلاقية للأمة الإسلامية.
والمعر كة اليوم ضد أحفاد” السلولية” الذين يتكلمون ألسنتنا وقلوبهم مع أعداء الأمة، وهي معركة وعي وتوعية وتصدي لهذا الطابور الثالث ممن باعوا ضميرهم وشرفهم، وإحساسهم بآلام ومعاناة المستضعفين في غزة وعموم فلسطين.. هؤلاء مستعدون كي يبيعوا أوطانهم أيضا وضمائرهم.
وقد باعوها حين أصبحوا يتكلمون بخطاب متصهين، ويشمتون في آلاف الضحايا والشهداء وفي المقاومين القابضين على الجمر، الذين يرفضون الذلة والمسكنة، ويؤثرون عليها الشهادة والدفاع عن المقدسات وعن الوطن وعن القيم الإنسانية النبيلة.
الخطوة المباركة بمقاطعة القنوات العربية المتصهينة خطوة إيجابية، لكن الأهم من ذلك هو فضح تلك القنوات، وهي معركة وجودية من قبيل تلك التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين. ومما نزل فيها من القرآن الكريم قوله تعالى ” فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين “. لقد خصص القرآن الكريم مساحة كبيرة لمواجهة المنافقين يمكن الرجوع إلى بعض معالمها ومقارنتها بـ” نفاق الإعلام العربي المتصهين “.