جدارية مرضي الوالدين بسلا تستحق التنويه، وبولوز يقول: ما أحوجنا لتكثيف مثل هذه المبادرات في الخير والتنافس فيه

أثارت جدارية رسمت مؤخرا بتراب مقاطعة لمريسة سلا، انتباه العديد من الساكنة  والمارة، وخصوصا وأن موضوعها يتعلق بقيمة احترام الوالدين وكبار السن، (شاب يحمل حقيبة امرأة كبيرة، قد تكون أمه، ويقبل رأسها احتراما لها).

وهي الصورة التي تفاعل معها المدون جواد الشفدي في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك: “مرضي الوالدين عمرو مايخيب..” مضيفا إن اللوحات الفنية التي بدأت تنتشر بتراب مقاطعة المريسة بمدينة سلا رائعة، وتستدعي منا تحية القائمين عليها وكل من شارك في إخراجها..الخير لي درتو فالناس لي غادي ايدوزو قرب هاته اللوحة الفنية الجميلة، غادي اتفكرو أمهاتهم ويدعيوا معاهم..”

وفي إطار إبراز أهمية هذه المبادرة، قال الدكتور محمد بولوز الأستاذ الجامعي،  “ما أحوجنا لتكثيف مثل هذه المبادرات في الخير والتنافس فيه، وإشهارها ونشرها وعناية الإعلام بها، ونقول كفى من تتبع العورات الاجتماعية ونقائص التصرفات والسلوكات المنحرفة، فإنها لا تثمر في النهاية غير التطبيع مع الآفات وإشاعة الاكتئاب واليأس من الإصلاح”.

وأضاف بولوز أستاذ الدراسات الإسلامية بالرباط، في تصريح  خص به موقع الإصلاح: إن مثل هذه الجداريات واللوحات الايجابية، تذكر بقيمة عظيمة في ديننا وفي عمق وأصالة نسيجنا الاجتماعي وأعرافه الجميلة، وهي قيمة بر الوالدين والمبالغة في احترامهما والإحسان إليهما ظنا وقولا وسلوكا وتصرفا وخلقا جميلا، يؤكد مثل هذا الوفاء والاعتراف بالجميل لمن ربونا صغارا وبذلوا الغالي والنفيس من أجل نمونا وتربيتنا واندماجنا في المجتمع بيسر وسهولة، إنها من أعظم العبادات بعد التوحيد والصلاة وطاعة الله عز وجل، كما قال ربنا”وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا“. فحقهما يأتي مباشرة بعد حق الله تعالى سواء في حياتهما أو بعد مماتهما، فكلما أدى العبد حق ربه تذكر أول ما يتذكر حق والديه، فإن نسي الدعاء لهما في الصلاة مثلا فليقل بعدها رب ارحمهما كما ربياني صغيرا، فنُكرمهما في حياتهما بخفض الجناح ولين الكلام وخدمتهما بالمستطاع وطاعتهما في المعروف والتأدب معهما غاية الأدب الممكن والإنفاق عليهما عند الحاجة والإهداء لهما ولو بغير حاجة، ثم الوفاء لهما بإنفاذ وصاياهما المشروعة وصلة رحمهما والمبالغة بالدعاء لهما. ذلك أدنى أن نؤدي بعض حقوقهما، ورحم الله من فكر ونفذ مثل هذه المبادرات الرمزية في إكرام آبائنا ووالدينا، وكثر الله من مبادرات الخير وغرس القيم الرائعة في أمتنا.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى