ثورة الملك والشعب: الحدث والمنطلق

في كل سنة يعود يوم 20 غشت، وتعود معه ذكرى ثورة الملك والشعب المجيدة، ويعود مواطنونا الأعزاء الكرام مرة أخرى إلى الاحتفال بها وتمجيدها.

إن يوم 20 غشت يوم عظيم في حياتنا الوطنية إنه اليوم الذي أقدم فيه مناضلوها بجرأة وبسالة على تفجير الثورة لوضع حد لطغيان الإستعمار الذي عطل سيادتنا، وعبث بمقدساتنا، وداس كرامتنا، وسامنا الهوان في عقر ديارنا.
نعم، إنه يوم بداية الثورة لتكسير القيود من أجل الإنعتاق والتحرر والكرامة.

ومواطنونا المحبون للحرية، المعتزون بالكرامة، العاشقون للعزة، الطامحون إلى الأمجاد والمكارم والرقي، المفطورون على كره الظلم والطغيان واباء الظيم يحبون هذا اليوم، ويحيونه ويرحبون بمقدمه في كل عودة من عوداته ليحيوا فيه النضال والمقاومة ويكرموا الفداء والبطولة، ويشيدوا فيه بالحرية والكرامة والعزة، ويتغنوا لفضائلها ومزاياها، وليجددوا العزم على الوفاء لمقدساتنا الوطنية، والحفاظ عليها، والدفاع عنها بكل الجهود في جميع الأحيان.

ويقينا إن يوم ثورتنا من أجل انعتاقنا وتحررنا هو يوم تأكيد حبنا للحرية والكرامة، وتجديد العهد للوطنية المغربية وغاياتها ومطامحها، وهو يوم تمجيد البطولة والرجولة والتضحية من فوق جميع المنابر في مهرجانه الكبير في التراب الوطني.

بعد زوال يوم 20 غشت 1953 طوقت الإقامة العامة للقصر الملكي بالرباط بقواتها العسكرية تنفيذا لأمر أقرته الحكومة الفرنسية يقضى بخلع جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، ونفيه إلى جزيرة كورسيكا بالبحر الأبيض المتوسط تمهيدا لنقله إلى منفى آخر.
حدث هذا أثناء عيد الأضحى المبارك فأثار استياء واشمئزازا عند جميع مواطنينا.
كان خلع جلالة محمد الخامس يعني في نظر الإستعمار خلع السيادة المغربية خلعا نهائيا.
كان جلالته ملكا وطنيا محبوبا واكب الحركة الوطنية منذ نشوئها في مطلع الثلاثينات، وشجعها، ورعاها، وعطف عليها، وتعاون مع زعمائها ومسؤوليها تعاونا لم يرق الإستعمار، وكان يمثل السيادة المغربية تمثيلا حقيقيا فصار رمزا لها.

ويقينا إن يوم ثورتنا من أجل انعتاقنا وتحررنا هو يوم تأكيد حبنا للحرية والكرامة، وتجديد العهد للوطنية المغربية وغاياتها ومطامحها

وهو يوم تمجيد البطولة والرجولة والتضحية من فوق جميع المنابر في مهرجانه الكبير في التراب الوطني.

وفي غمرة احتفال غلاة الإستعمار بنشوة انتصار مزعوم بدأت ثورتنا التحريرية في قاعدة نضالنا الوطني. كان مقاومونا هم الذين ينتقلون من مكان إلى آخر في التراب الوطني بحثا عن مآوي آمين فرارا من السلطات الاستعمارية فور افتضاح أمرهم.. أما بقية المواطنين فقد ظلوا مستقرين حيث هم، ولم تحدث هجرات مثل ما حدثت في بلاد أحرى: فلم تحدث أثناء المقاومة مشكلة لاجئين، وهذا يؤكد حب مواطنينا لترابنا الوطني وتعلقهم
به، وهي ميزة أخلاقية مثلى يجب أن نعتز بها ونحافظ عليها دائما.
وأهم ما حدث هو أن مناضلينا في الخارج كانوا يأتون إلى المغرب ليسهموا بجهودهم في مقاومتنا، وهذا سعي مشكور منهم يحمد لهم ويستحقون عليه الثناء والتنويه. وفي طوفان الأهوال والحرب النفسية المسلطة على بلادنا، وأعمال القمع العنيفة، وتحركات القوات العسكرية والشرطة كانت معنويات مقاومينا عالية وكان صبر مواطنينا وصمودهم مثاليين.

مجلة دعوة الحق(بتصرف)

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى