بوقشوش: طب الشيخوخة في المغرب لا زال يراوح مكانه والتغطية الصحية للمسنين ضرورية كرد للجميل
أكد الباحث في علم الاجتماع هشام بوقشوش، أن طب الشيخوخة في المغرب لا زال يراوح مكانه، حيث سجل غياب الأخصائي النفسي للمسنين والأخصائي العام للمسنين، حيث يتم إحالتهم إلى الأطباء العامين، مع العلم أن هذه الفئة تعرف انحدارا في الملكات النفسية والعقلية والإدراكية والوجدانية تستوجب معها رعاية اجتماعية وطبية خاصة.
وأضاف بوقشوش في حوار خاص مع موقع “الإصلاح” بمناسبة اليوم الدولي لكبار السن، أن الحماية الاجتماعية والصحية للمسنين راوحت مكانها في المغرب ثم انتقلت من خلال الموظفين باقتطاعات لتعميم التغطية الصحية على أصولهم، واليوم يتم تجويدها من خلال السجل الاجتماعي الموحد والذي جاء متأخرا ولكنه حل مناسب لإعطاء الكرامة الإنسانية لكل فئات المجتمع بمن فيهم المسنين وهم الآباء كرد للجميل.
إقرأ أيضا: المسنون بالمغرب .. قضايا وإشكالات احتفاء باليوم الدولي لكبار السن |
ونبه الباحث إلى أن الجانب القيمي داخل الأسرة يجب أن يكون ممارسة وليس فقط من خلال الخطاب الشفهي، كأن نعطي قيمة للمسن من خلال البرامج التربوية والوعظ القائم على الجانب النظري دون الممارسة، فعندما يرى أطفالنا أن المسن داخل المجتمع يتحرك وينتج وله قيمة ومؤسسات يساعد هذا على التلاقح بينهم، فالمسن يٌرى فقط في المستشفيات أو في المنتزهات وقد لا يُرى في ظل الأسر النووية، حيث لا يعيش الأطفال مع الأجداد، مضيفا أن هذا العمل ليس فقط عمل وزارة التضامن والأسرة وإنما عمل وزارة الصحة والشباب والرياضة والثقافة وباقي الوزارات من بعيد، دون أن ننسى الجوانب القيمية المشبعة، والتي يجب أن يتدخل فيها الجانب الديني والعاطفي والتربوي والأسري وجانب العلاقات الاجتماعية.
وفيما يخص البحث العلمي أشار بوقشوش إلى ضرورة انفتاحه على هذه الفئة خاصة البحث في الدراسات النفسية والاجتماعية على قضايا المسنين، وأصبحت مراكز الرعاية الاجتماعية حاضنة لتداريب العديد من المشتغلين والمساعدين الاجتماعيين والأطر العاملة مع المسنين، بالإضافة إلى أطروحات الدكتوراة إلا أنها برغبة ذاتية فقط، منوها على ضرورة أن يكون هناك مختبر للدكتوراة ومسترات على غرار ماستر الطفولة وأطفال الشارع.
إقرأ أيضا: بوقشوش: يجب تلقين الأجيال بعظمة كبار السن كرافد من روافد التنمية |
وبخصوص الشق الحقوقي، أكد بوقشوش أن المغرب سجل في هذا الجانب بصمة من خلال وزارة حقوق الإنسان التي قامت بزيارة العديد من مراكز الرعاية الاجتماعية، كما وقع المغرب على البرتوكولات المتممة في حقوق الإنسان فأشار إلى فئة المسنين في إطار تكافئ الفرص للعيش الاجتماعي، وكذلك الحقوق النفسية والاجتماعية والصحة العقلية، وعدم المساس بحقوق وكرامة المسنين، والحق في العمل للذين لازلت لديهم القدرة في العطاء والإنتاج، أو يصيروا مستشارين وخبراء وحكماء بسبب خبرتهم وتجاربهم، وهي فرصة أيضا للاعتراف بهم والامتنان لهم.
س.ز / الإصلاح