الهدى المنهاجي في سورة الحجرات (6) – عبد الحق لمهى

من الرسائل التي استخلصها صاحب كتاب مجالس القرآن من سورة الحجرات، ما يلي:

  ” في عدم التسليم لكل ما تُـلْقيه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من أخبار وتحليلات، وكذلك عدم التصديق بكل ما تموج به شبكات الإنترنيت من إشاعات. فكثير من هذا وذاك هو عبارة عن صناعة إعلامية يتم إخراجها بصورة توجه الوجدان الإسلامي توجيها مغرضا؛ ليتخذ مواقف غير سليمة من القضايا العالمية والإقليمية أقل ما ينتج عنها قلب ميزان الأولويات في العمل والإصلاح؛ ناهيك عن استصدار الأحكام الخاطئة على الناس، وتَلَقّي التصورات المنحرفة عن القضايا والمؤسسات.

   فالإعلام اليوم سحر العصر دوره كدور سَحَرة فرعون تماما: التخييل والتدجيل، وقلب الحقائق والتصورات ؛حتى ليخيل للرائي أنها الحقيقة تسعى إنه يقوم على صناعة دقيقة، وتقنيات عالية، وفن رهيب، سواء في التصوير، أو الإخراج، أو العرض، أو التأخير، أو التقديم، أو التوقيت، أو التضخيم، أو التقزيم، أو الإعمال، أو الإهمال، حتى إنه قد يجعل بعض الحق هو كل الحق، كما يجعل بعض الباطل هو كل الباطل، بل يقلب الحقيقة قلبا، فيجعل الحق باطلا والباطل حقا، ويصور النقطة الصغيرة السوداء الواقعة في البقعة الكبيرة البيضاء، فيعرضها معزولة عن بياضها؛ حتى يُخَيَّل للناس أن الحادثة كلها سوداء، والعكس بالعكس أيضا، فالأعلام اليوم حرب يومية رهيبة من دخلها بغير سلاح نقدي كتن من الهالكين.

ذلك غالب حاله، وقليلٌ منه الصدوق فلا يَتَلقَّى خبرَه وتحلَيلَه بارتياح كامل إلا جهول.”[1]

 

 

[1] ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الأول، فريد الانصاري، ص374، دار السلام، ط 4، 2015م.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى