المغرب شريك مهم لألمانيا لا يمكن تجاهله

يكتسب المغرب أهمية متزايدة لأوروبا وألمانيا كشريك اقتصادي ومورد محتمل للطاقة، وكذلك كحاجز أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا. ويظل المغرب شريكا صعبا لكنه مهم لألمانيا ولايمكن تجاهله.

ويكاد لا يوجد بلد آخر لديه الكثير ليقدمه للسياح الأجانب مثل ما يقدمه المغرب بأسواقه التاريخية وشواطئه الممتدة وصحاريه الرملية وجباله وكذلك ثقافته المتنوعة. غيرأن السياحة لم تعد مهيمنة على التبادل بين ألمانيا والمغرب، بل أصبح الأخير خلال عشر سنوات الأخيرة أهم ثاني موقع استثماري للشركات الألمانية في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا.

ويقول المدير التنفيذي لغرفة التجارة الخارجية في الدار البيضاء أندرياس فينتسل “لقد وضع المغرب نفسه بقوة كبيرة كموقع استثماري للشركات الألمانية في السنوات الأخيرة، وعلى مستوى قارة أفريقيا ويحتل المرتبة الثانية بعد جنوب أفريقيا، متقدما حتى على مصر”. ويضيف ” لقد استثمرت شركات صناعة السيارات وإنتاج الكهرباء على وجه الخصوص هنا في المغرب، وهي تستفيد من مزايا المكان لتزويد الأسواق في أوروبا من المغرب”.

ولم تَحُل الأزمة الدبلوماسية التي عرفتها العلاقات بين البلدين دون استمرار التبادل بين القطاع الخاص، بل مثل عام 2021 نموا قياسيا في حجم التبادل. وتجاوزت الاستثمارات حاجز الـ1.4 مليار يورو.

وتحسنت العلاقة بين المغرب وألمانيا، ووصفت الأخيرة المقترح المغربي لحل ملف الصحراء بالحكم الذاتي الموسع بأنه مساهمة مهمة في حل سلمي. وتقول الخبيرة في الشؤون المغربية أنيا هوفمان، التي ترأس مكتب مؤسسة هاينريش بول في الرباط “لدي شعور بأنني جئت في قلب مرحلة انفراج، هناك دولتان ينبغي أن يكون لديهما اهتمام ثنائي بخصوص مصالح تتعلق بالسياسة الأمنية والاقتصادية وتوجه القيم، لأنه لا يمكنهما إلا الاستفادة من ذلك”.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة الحسن الأول في سطات، عبد الجبارعراش أنه “لا يزال هناك مجال كبير للتحسين عندما يتعلق الأمر بنوعية العلاقات الألمانية المغربية” ويقول”العلاقات جيدة، لكن يمكن أن تكون أفضل”.

ويرى عراش وجود مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والهجرة والطاقة. كما اكتسب موضوع الهيدروجين الأخضر من المغرب أهمية مرة أخرى ، خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ” ويضيف ” هذه المادة، الهيدروجين لا يمكن أن تحد فقط من اعتماد المغرب على (مُوردي) الطاقة، ولكن أيضا من اعتماد ألمانيا” على مُصدّري الطاقة.

ويؤكد عراش أن هنالك مصالح اقتصادية مشتركة أخرى، خاصة في ظل وجود قرابة 150 شركة ألمانية بالمغرب، الذي بات مركزا للتجارة بين أوروبا وأفريقيا، إذ يكاد لا يوجد طريق لا يمر عبر المغرب، هي الحقيقة التي تضعها
ألمانيا بعين الاعتبار.

عن تقرير مترجم من موقع “تاغس شاو” تابع لقناة “ARD”- بتصرف

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى