المغاربة يحيون الذكرى69 لثورة الملك والشعب

يخلد الشعب المغربي اليوم السبت 20 غشت الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، يوم دخل التاريخ من أوسع أبوابه،حيث  أطلق المغاربة بكل وطنية وشجاعة ثورة لتكسير القيود من أجل إنعتاق وتحرر الوطن وكرامته، والدفاع عن مقدساته.

لقد كان الملك محمد الخامس رحمه الله، يطالب مرارا وتكرارا، بتغيير اتفاقية الحماية باتفاقية والاعتراف باستقلال المغرب، ويقابل في كل مرة من الاستعمار بالمراوغات وشتى أنواع التضليل والمماطلات التي كان أساطين الإستعمار يقصدون من ورائها كسب الوقت الضروري.

ورأى الإستعمار في جلالة المغفور له محمد الخامس خصما كبيرا، وشرع غلاته يدبرون له المؤامرات، المؤامرة تلو الأخرى. وعندما عزم رحمه الله على القيام برحلته الملكية إلى مدينة طنجة وحدد موعدا لها يوم 9 أبريل 1947 نظم غلاة الإستعمار مذبحة حي بن مسيك بمدينة الدار البيضاء يوم 7 أبريل التي ذهب ضحيتها ألفا مواطن مغربي لإشغاله بالمشاكل التي تترتب عنها والهائه بها فيلغي رحلته المقررة.

لكن الملك محمد الخامس سافر إلى طنجة وألقى خطابه التاريخي الذي زعزع أركان الإستعمار، معلنا إرادة المغرب في الإستقلال ومحددا سياسته الخارجية. ومنذ هذا التاريخ بدأت الإقامة العامة تعد مؤامرتها. 

وتصاعدت الأحداث بين القصر الملكي المتلاحم مع الحركة الوطنية وبين الإقامة العامة، تصاعدا لم يعد من الممكن إيقافه والعودة به إلى الوراء والتفاهم. ودبرالاستعمار لمؤامرة  نفي الملك محمد الخامس وإبعاده عن العرش وقطع الحبل بينه وبين الحركة الوطنية.

وفي يوم 20 غشت 1953 اندلعت ملحمة مباركة بعد أن امتدت أيادي المستعمر الغاشم إلى رمز السيادة الوطنية والوحدة وبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول  الملك محمد الخامس رحمه الله  ونفيه وأسرته الملكية وإبعاده عن عرشه ووطنه. وتوهم الاستعمار أنه سيخمد جذوة الكفاح الوطني ويفكك العرى الوثيقة والترابط المتين بين عرش أبي وشعب وفي؛ لكنه في الواقع عجَّل ببداية نهايته وقرب بزوغ فجر الاستقلال.

لقد وقف الشعب المغربي صامدا في وجه هذه المؤامرة الدنيئة، مضحيا بالغالي والنفيس في سبيل عزة وكرامة الوطن، وصون سيادته وهويته وعودة الشرعية والمشروعية بعودة الملك الشرعي مظفرا منتصرا حاملا لواء الحرية والاستقلال.

إن  ثورة الملك والشعب محطة تاريخية بارزة وحاسمة في مسيرة النضال الوطني الذي خاضه المغاربة عبر عقود وأجيال لصد التحرشات والاعتداءات الاستعمارية، حيث قدموا نماذج رائعة وفريدة في تاريخ تحرير الشعوب من براثن الاستعمار.

واعطت هذه الملحمة المثال على قوة الترابط بين مكونات الشعب المغربي، بين القمة والقاعدة، واسترخاصهم لكل غال ونفيس دفاعا عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية وهويتهم المغربية. ومن ثم، فإن ملحمة ثورة الملك والشعب لها في قلب كل مغربي مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة لما ترمز إليه من قيم حب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني والتضحية والالتزام والوفاء بالعهد وانتصار إرادة العرش والشعب.

موقع الإصلاح
   


 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى