المشاركون في الندوة الصحفية للتوحيد والإصلاح بمكناس: التطبيع خطر على المغرب ولن يربح منه شيئا

تنديدا بمشاركة شركات صهيونية في المعرض الدولي للفلاحة في دورته الـ 15 بمدينة مكناس، نظمت حركة التوحيد والإصلاح بإقليم مكناس بعد عصر يوم أمس الخميس 4 ماي 2023 ندوة صحفية.

وأكدت مديرة الندوة رجاء مشكورعلى موقف حركة التوحيد والإصلاح الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وعبر كل المتدخلين في الندوة عن شجبهم واستنكارهم لمشاركة شركات من الاحتلال “الإسرائيلي” في المعرض الدولي للفلاحة في دورته الـ 15 بمدينة مكناس.

وحذر المتدخلون من مخاطر التطبيع على المغرب، داعين الشعب المغربي إلى الاستمرار على موقفه الصامد في دعم الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع.

الناجي: التطبيع يهدد القطاع الفلاحي والموارد المائية

ودق الدكتور محمد الناجي أستاذ التعليم العالي بالمعهد العالي للزراعة والبيطرة بالرباط ناقوس الخطر من ارتهان الاقتصاد المغربي المحلي بشكل كبير بالمورد شبه الواحد الذي هو الكيان الصهيوني مما يهدد السيادة والأمن الغذائيين.

وأوضح الناجي في مداخلة له بعنوان “الاختراق الصهيوني والسيادة الغذائية” ثلاث مجالات رئيسية للاختراق الصهيوني وهي القطاع الفلاحي والصيد البحري والاستزراع السمكي ثم قطاع الموارد المائية.

وقال الناجي، إن التطبيع فتح باب نزوح كبير لشركات كبرى من الاحتلال “الإسرائيلي” من أجل الاستثمار في قطاع المزروعات بالمغرب، من قبيل “الأفوكا” والتمور، مستفيدة من الميزة التنافسية التي يتوفر عليها المغرب من القرب الجغرافي من الأسواق الأوربية ووفرة الأرض والمياه وتكلفة النقل وغيرها، وسهولة التصدير.

وجدد الناجي التحذير من استنزاف الشركات الصهيوينة للموارد المائية المغربية عبر الاستثمار في مزروعات معروفة باستهلاكها المكثف للمياه كالأفوكا لتصديرها بمياه مغربية، فيما يرجع عائدها لجيوب شركات صهيونية.

بشرى الإدريسي: التطبيع لا يخدم سوى الكيان الصهيوني

ومن جهتها أكدت الدكتورة بشرى الإدريسي عضو المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بمكناس على مكانة وأهمية القضية الفلسطينية عند المغاربة، ومكانة المغرب في فلسطين حيث توجد له هناك أوقاف وحارة وباب، منبهة لمخاطر التعامل مع شركات من الاحتلال “الإسرائيلي” على الفلاحة في المغرب، وخاصة مايتعلق بالبذور والمبيدات، مؤكدة في الوقت نفسه أن التطبيع لا يخدم سوى الكيان الصهيوني.

عبد الصمد بلكبير: التجارب السابقة تؤكد أن الكيان الصهيوني شر مطلق

المفكر عبد الصمد بلكبير، انتقد في مداخلته عن بعد مشاركة شركات الاحتلال”الإسرائيلي” في المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس، قائلا إن “الكيان الصهيوني شر مطلق بالنظر إلى التجارب السابقة في الوطن العربي”، موضحا أنه لا يمكن انتظار أية مصلحة من الاتصال معه.

وقال مستشار الوزير الأول في حكومة التناوب عبد الرحمان اليوسفي : “نتأسف لما أكرهت عليه إدارة بلدنا من تطبيع تدليسي أفسدت علينا فرحة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”، مشددا على أن الشعب المغربي قادر على أن يفرض ميزان قوى آخر يستطيع فيه المغرب إصلاح خطئه الجسيم.

وأضاف الأستاذ الجامعي المتقاعد “أملنا في مقاومة الشعب المغربي لهذا التطبيع أمل راجح، لأن “إسرائيل اليوم هي أضعف من إسرائيل الأمس”، منبها إلى أن “المشكلة في فلسطين اليوم ليست فقط قضية فلسطينيين أو قضية عرب أو مسلمين أو عالم ثالث أو جنوب وشرق وإنما قضية الإنسانية كلها”.

وزاد بلكبير “إذا كانت السياسة ميزان قوى، فإن المطلوب من المجتمع المغربي بمختلف طبقاته وتياراته الإديولوجية والسياسية، أن يقاوم وأن يخفف هذه المأساة خصوصا أن ما نحن بصدده مما يسمى بالتطبيع هو الآن في ظل إسرائيل ضعيفة مقارنة بالتطبيع، الذي فرضته على مصر والأردن وعلى الشعب الفلسطيني ومقاومته في أسلو”.

عبد الصمد الادريسي : وهم التطبيع بدأ يتبدد .. لم نربح منه أي شيء

المحامي والحقوقي عبد الصمد الإدريسي، اعتبر من جهته أن الملتقى الدولي للفلاحة هو أول محطة كبيرة يحضر فيها الكيان “الإسرائيلي” بشكل رسمي ويرفع علمه، بعد أن كانت تحضر شركاته وتبيع منتجاتها بطريقة غير مباشرة، وهو ما شكل صدمة كبيرة لعموم المواطنين.

وبعدما أشار إلى تاريخ مواقف المغرب اتجاه القضية الفلسطينية، ودوره البارز في دعم الشعب الفلسطيني من خلال احتضان بيت مال القدس، ومن خلال المشاريع المهمة التي يقوم بها في القدس، قال الإدريسي ” عقب التوقيع الاتفاق الثلاثي قبل أكثر من سنتين، تم إيهامنا أنه يمكن أن ننجح بفتح العلاقة مع الكيان “الإسرائيلي” في ربط غير منطقي وغير مقبول بين السيادة الوطنية والاعتراف بالكيان الصهيوني وإعادة فتح مكتب الاتصال”.

وأضاف المتحدث ” وهم التطبيع بدأ يتبدد فإلى حدود اليوم لم نربح أي شيء من هاته العلاقة، بل خسرنا سمعتنا كبلد، والتخريب في العديد من القطاعات الحيوية بالإضافة إلى خسارة من الناحية السياسية، وبدأت بلادنا تعيش في هرولة تطبيعية وكأننا لم نكن قط ضد الكيان، بل إن الزيارات في الإدارات والمؤسسات الرسمية والاتفاقيات وربط تعاون معه يحدث يوميا في كل المجالات”.

وأكد الإدريسي على ضرورة التعبير عن رفض التطبيع مع الكيان الاحتلالي وتواجد الصهاينة في المغرب، والاستمرار في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني.

رشيد فلولي : المشاركة الصهيونية بالمعرض خطر على النسيج المجتمعي المغربي

اعتبر المنسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة، رشيد فلولي أن مشاركة شركات صهيونية في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس في دورتة ال 15 حدث خطير وجريمة نكراء تنضاف لسلسلة الجرائم المرتبطة بالتطبيع ومسار الصهينة الشاملة ببلادنا.

واعتبر فلولي، أن لهذه المشاركة خطورة على النسيج المجتمعي المغربي، لأن آلاف المغاربة يزورون المعرض، مجددا استنكار المبادرة للترخيص والسماح باستضافة الكيان “الإسرائيلي” في هذا الملتقى، منبها في الوقت نفسه أن هذه المشاركة تأتي في الوقت الذي قامت به إسرائيل بقتل الأسير خضر عدنان بعد إضراب طويل عن الطعام في سجونها، واستشهاد 3 شبان فلسطينيين في نابلس.

عبد الإله دحمان: التطبيع الفلاحي يهدد السيادة الغذائية الوطنية 

وعبر الأستاذ عبد الإله دحمان رئيس المنتدى المغربي الفلسطيني للتربية والتعاون عن موقف الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب المستنكر للهرولة التطبيعية، وفي مقدمتها التطبيع في المجال الفلاحي الذي أصبح يهدد السيادة الغذائية الوطنية في الماء والغذاء ويعبث بهما.

واستنكر دحمان تدنيس شركات صهيونية لمدينة مكناس في الملتقى الدولي للفلاحة في دورته الـ15، معتبرا أن التطبيع يستهدف إعادة تشكيل وصياغة العقل والوعي العربي والإسلامي، من خلال تجريده من عقيدته وتاريخه ومحو ذاكرته، ليرضى بما تفرضه الحركة الصهيونية العالمية، والاعتراف بالكيان الغاصب للأرض، وتحويل علاقة الصراع بينها وبين البلدان العربية والإسلامية إلى علاقة طبيعية.

يذكر أنه تم في مستهل الندوة تلاوة بيان مشترك لكل من حركة التوحيد والإصلاح بمكناس، والنسيج الجمعوي بمكناس، وحزب العدالة والتنمية بمكناس، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمكناس، ومنظمة التجديد الطلابي بمكناس، وشبيبة العدالة والتنمية بمكناس، وجمعية محامي العدالة والتنمية بمكناس، والفضاء المغربي للمهنيين بمكناس.

وأكدت الهيئات في بيانها المشترك على مواقفها الثابتة بشأن نصرة القضية الفلسطينية، واعتبرت المشاركة المذكورة اعتداء ممنهجا ومسّا خطيرا بكرامة المغاربة، الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قضية وطنية في مستوى قضية وحدتهم الترابية. 

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى