عبد السلام لعزيز وويحمان يحذران من تهديد التطبيع للقضية والسيادة الوطنيتين

أكد عبد السلام لعزيزالأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن كل المصوغات المزعومة حول عوائد اتفاقية تطبيع الدولة المغربية مع الكيان الصهيوني، سقطت وأن هذا القرار لم يتم فيه استشارة الشعب المغربي المتشبث بالقضية الفلسطينية ويعتبرها من قضاياه الأساسية.

وفي ندوة “الصحراء المغربية ومخاطر التطبيع” التي نظمتها مجموعة العمل من أجل فلسطين بالرباط مساء اليوم الأربعاء 15 فبراير 2023 في إطار فعاليات “متحدون لإسقاط التطبيع”، عرَّج لعزيز على أطروحتين أساسيتين في هذا التبرير؛ أولها أن التطبيع مع الكيان سيكون فيه المغرب عنصرا أساسيا في الاستثمارات الأمريكية والحاصل أن هذه الاستثمارات كما هي، وثانيها أن المغرب سيكون بوابة العالم على إفريقيا، وستكون له مكانة مؤثرة في العالم لكن في المقابل أثر التطبيع في  علاقات المغرب مع أصدقائه التقليديين، حيث لا يمكن الثقة في الأمريكان ومواقفهم لأنها غير مستقرة وتتغير حسب الإدارات ومواقفها آنية.

ونبه الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي إلى أن قرار التطبيع مع الكيان أحدث شرخا في المجتمع من حيث القضايا الوطنية، وأصبح جزء من النخبة السياسية والاقتصادية يذهب عكس ما يحسه ويشعره غالبية شرائح المجتمع، كما أن صورة المغرب في منطقتنا مغاربيا وعربيا وخاصة على مستوى قوى التحرر في العالم أعطتهم مبررات أخرى لمعاداة القضية الوطنية، وهو خطأ استراتيجي.

وذهب القيادي اليساري إلى أن المغرب وضع بيضه في سلة واحدة، وهي السلة الأمريكية بإبرام اتفاقية التطبيع، حيث كان من الممكن أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن يؤكد قرار ترامب لكن، لا وجود لأي تغير إلى حد اليوم في صيغة القرارات المرتبطة بالقضية الوطنية، نفس الجمل تتكرر، والتغيير لن يكون إلا بطي الملف نهائيا.

واشار لعزيز إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد اليوم القوة الوحيدة في العالم، بل هناك قوى صاعدة ومنافسة بشكل مباشر أو غير مباشر، لذلك فوضع قضية الصحراء في هكذا موضع قد يجعل المغرب في موقف يشبه أيام الحرب الباردة وتصبح بلادنا منطقة للصراع بين الدول العظمى وهذا ليس في مصلحتنا أو مصلحة دول أخرى.

ودعا الفاعل السياسي إلى تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين لخدمة قضيتنا الأولى قضية الصحراء المغربية، مثمنا جهود مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وباقي الفاعلين في خدمة القضايا الوطنية بما فيها القضية الفلسطينية.

وفي مداخلة أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، حذر من عمل القوى الخارجية على تجزيء وتفتيت المنطقة، وخلق بؤر توتر لخلق النزاعات، مؤكدا على الوحدة بين الدول المغاربية الذين توحدهم الثقافة واللغة والدين والروابط التاريخية.

وأشار ويحمان في الندوة التي أدارها عبد الرحيم شيخي إلى عدد من المحطات التاريخية التي تبرز توحد المنطقة المغاربية في النزوع نحو الوحدة والتحرر في مقابل نزوع الاستعمار عبر التاريخ للتفكيك والتشتيت على اساس إثني وعرقي، معتبرا  اتفاقية التطبيع الثلاثية امتداد لهذا النزوع.

وقال ويحمان، لقد اتسع ثقب التطبيع والاختراق منذ التوقيع على الاتفاقية وكانت الضريبة موجعة، حيث ضربت من خلالها السيادة الوطنية واخترق العمق المجتمعي، منبها في الآن ذاته إلى “حدوث اختراق للدولة ومؤسساتها بالمال العام من خلال مشروع صهيوني يستهدف وحدة المغرب وتكامله واستقراره ويستهدف مقدرات وخيرات المغرب”.

كما حذر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع من أضرار التطبيع على السيادة الوطنية  والاستقرار، مستعرضا في الآن ذاته عددا من الأدلة والشواهد التي تسعى لتبرير التطبيع وإهانة الرموز والتفريط في القرار الوطني، وسيادته من خلال الإسهال في إبرام عدد من الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني وفرض سياسة الأمر الواقع، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التطبيع والانفصال وجهان لعملة واحدة وهو الخراب للمغرب والمنطقة كلها وليس مجرد سراب أخطار محدقة.

موقع الإصلاح

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى