العلامة فريد الأنصاري وكيفية التبتل عند الدخول في الصوم – عبد الحق لمهى

في المجلس الرابع والعشرين من مجالس القرآن لمدارسة سورة البقرة، [1]وبعد عرض فريد الانصاري لكلمات الابتلاء لهذا المجلس، وكذا بيانه العام ومجمل الهدى المنهاجي الذي تضمنته الآيات القرآنية / كلمات الابتلاء.

وعن مسلك التخلق المستفاد من هذا المجلس القرآني يقول رحمه الله: “وقضية هذا المسلك في كيفية التحقق بمنزلة التبتل عند الدخول في الصوم. ومعنى التبتل: الانقطاع الكلي إلى الله. وهو يتحقق بالصوم وبغيره من العبادات كقيام الليل مثلا. إلا أنه في الصوم أظهر وأبرز، بل إن التبتل هو جوهر الصوم وحقيقته، وهو غايته ومقصده. وأما مسلك التخلق به فهو في الخطوات الخمس التالية:

الخطوة الأولى: التحضير النفسي ليوم الصوم ـ فرضا كان أم نافلة ـ باستحضار عظمة ما هو مقبل عليه من عمل، وتهيئ القلب للدخول في حرمه، بعقد العزم على السير إلى الله به والإخلاص له.

الخطوة الثانية: تخصيص يوم الصوم وليلته لذكر الله وتلاوة القرآن. سواء كان في بيته أو في عمله أو في مسجده.

الخطوة الثالثة: مجاهدة النفس على التقليل من الكلام إلا ما لابد منه، والصمت عما لا فائدة فيه، بله لغوه ورفثه وإثمه، والانقطاع الحاسم عن المراء والجدل والخصام. وليس معنى ذلك أن يدخل الصائم في صمت مطلق، فهذا عمل منهي عنه شرعا[2]. بل له أن يتكلم شريطة ألا يتكلم إلا بخير، وإلا فالصمت أولى.

الخطوة الرابعة: أن يقاطع مجالس اللغو، وأهل الدنيا، إلا ما لا بد منه تجارة أو وظيفة أو عمل، وإلا أن يغشى مجالسهم واعظا وداعيا إلى الله، فذلك من كمال الصوم.

الخطوة الخامسة: أن يستعيذ بالله من الشيطان كلما وقع بقلبه خاطر سوء، وأن يكثر من الدعاء قبيل يوم الصوم وأثناءه، سائلا ربه أن يحفظه من الزلل والغفلة، وأن يجعل صومه خالصا لله، وألا يخرمه بما يخرجه عن تبتله الخالص. ” [3]

ويختم بعدها بالدعاء قائلا ” وفقني الله وإياكم وجميع المؤمنين؛ لنكون من عباده المتبتلين، وأولياءه الخلص المسددين، آمين”

الهوامش:

[1] ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الثالث، فريد الانصاري، ص320 وما بعدها، دار السلام، ط 2، 2016م.

[2]  ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا صمات يوم إلى الليل ” وراه أبو داود عن علي كرم الله وجهه مرفوعا. وصححه الالباني في صحيح الجامع.  انظر مجالس القرآن مرجع سابق ص 335.

[3]  ـ مجالس القرآن، مرجع سابق، ص 334ـ 335.

 

 

 

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى