الصمدي: التربية الإسلامية تتعرض لهجومات خشنة وناعمة تتطلب يقظة دائمة

حذر خالد الصمدي الأستاذ الجامعي ووزير التعليم العالي الأسبق من تعرض مادة التربية الإسلامية  اليوم لهجومات خشنة وناعمة، وتحديات متعددة على المستوى المفاهيمي والتواصلي والقيمي، تتطلب من المشتغلين بها يقظة دائمة واشتغالا جادا لتطوير خطابها، ووسائل تدريسها وتعزيز مكانتها على مستوى الحصص وأنظمة التقييم.
وشدد الصمدي في تدوينة له على حسابه بموقع “فيسبوك” على أن تعزيز مادة التربية الإسلامية يكون بتكوين متين ومعاصر لأطرها حتى يعطوا القدوة في علمهم وعملهم ومحيطهم، وحتى تصمد المادة في وجه هذه التحديات وتستمر في أداء مهامها العلمية والبيداغوحية على أكمل وجه، وتكون في مستوى رهانات منظومتنا التربوية وطموحات وطننا في ترسيخ ثوابته والاعتزاز برموزه وتعزيز انفتاحه على العصر.
واعتبر الصمدي أن تجربة المناهج التعليمية في مادة التربية الإسلامية بالمغرب مضمونا وسياقا، تجربة جديدة ومتفردة بالنظر لما هو معمول به في العالم الاسلامي، واستفادت منها دول عديدة طورت مناهجها التعليمية بناء عليها.
واستعرض الصمدي في رده على دعاة حذف التربية الإسلامية، المراحل التي مرت منها هذه التجربة من حيث فلسفة بناء المناهج التعليمية، حيث تدرجت عبر تحديد أهداف وخصائص المنظومة التربوية ووضع وثيقة البرنامج والمناهج وتحديد المواد الدراسية التي يحتاجها المتعلمون.
واستحضر الأكاديمي المتخصص في مادة التربية الإسلامي، أهمية المادة بمضمونها العقدي والتعبدي ومعرفة الأحكام الشرعية ذات الصلة بالسلوكات، والمعاملات في مختلف مجالات الحياة الأسرية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والبيئة والصحية الوقائية والتواصلية وما الى ذلك، معتبرا أن التربية الإسلامية ترشد السلوك اليومي للمتعلمين.
وخلص الصمدي إلى أنه لا يمكن أن تقوم مادة دراسية مكان التربية الإسلامية بهذه المهام العلمية والتربوية الكبر، مما يتطلب تعزيز مكانتها في المناهج الدراسية وتكاملها مع باقي المواد الدراسية في منظومة متكامله موحدة المرجعية ومتنوعة الاساليب.
وعرج الصمدي على السياق التاريخي لطرح مقترح حذف مادة التربية الإسلامية الذي عرفه أول مرة خلال اشتغاله في مشروع تجديد المناهج التعليمية بالمدرسة المغربية قبل 20 سنة أيام حكومة عبد الرحمن اليوسفي ووزيره عبد الله ساعف، وأنتج ساعتها في هذا المشروع ما يمكن اعتباره أهم وثيقة في تاريخ المغرب في مجال بناء المناهج التعليمية ” الكتاب الأبيض للبرامج والمناهج “.
ووصف الاستاذ الجامعي هذه الوثيقة بالتجربة الشجاعة التي لم تتكرر، مشيرا إلى أن اقتراح الحذف والدمج كان حاضرا يروج له بعض من كان يريد حذف المادة بشكل ناعم وبدون خشونة ودمجها في باقي المواد ثم ذوبانها والسكوت عنها.
موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى