“الصحة العالمية”: التدخين يقتل 1 من كل 10 أشخاص و37 مليون طفل يتعاطون التبغ في العالم

تحتفل منظمة الصحة العالمية في 31 ماي من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين. وتسعى باحتفالها لإبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه. 

ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، أيضا من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه، حيث يُعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي علما بأنه يؤدي حاليا إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم.

وسيتيح اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2024 – الذي اختير له موضوع : “الشباب ينهضون ويرفعون صوتهم”- منبرا للشباب حول العالم يحثون منه الحكومات على حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ. وتستهدف هذه الصناعة الشباب لتحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان. وقد أصبح الأطفال يتعاطون السجائر الإلكترونية بمعدلات تفوق مثيلاتها بين البالغين في جميع الأقاليم، 

وكانت منظمة الصحة العالمية أشارت في بيان لها بتاريخ 23 ماي الجاري، أنها أصدرت بمشاركة مؤسسة إيقاف منظمات ومنتجات التبغ (STOP)وهي شبكة عالمية لمراقبة دوائر صناعة التبغ، تقريرا بعنوان “ربط الجيل القادم”، يسلط الضوء على الأسلوب الذي تتبعه دوائر صناعة التبغ والنيكوتين في تصميم المنتجات وتنفيذ الحملات التسويقية والعمل على تشكيل بيئات السياسات لمساعدتها على إصابة شباب العالم بالإدمان.

ويُبيّن التقرير أن ما يقدر بنحو 37 مليون طفل في العالم تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يتعاطون التبغ، وفي العديد من البلدان يتجاوز معدل تعاطي السجائر الإلكترونية بين المراهقين معدل تعاطي البالغين. وفي الإقليم الأوروبي للمنظمة، أفاد 20٪ من الأطفال البالغين من العمر 15 عاما الذين شملهم المسح عن تعاطيهم للسجائر الإلكترونية خلال الأيام الثلاثين السابقة.

وعلى الرغم من التقدم الكبير المحرز في الحد من تعاطي التبغ، فإن ظهور السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة يمثل تهديدا خطيرا للشباب ومكافحة التبغ. وتبيّن الدراسات أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من تعاطي السجائر التقليدية، لا سيما بين الشباب غير المدخنين، بنحو ثلاثة أضعاف.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن التاريخ يكرر نفسه، حيث تحاول دوائر صناعة التبغ بيع نفس النيكوتين لأطفالنا في عبوات مختلفة. ودوائر هذه الصناعة تستهدف بنشاط المدارس والأطفال والشباب بمنتجات جديدة هي في الأساس فخّ بنكهة الحلوى. فكيف لهم أن يتحدثوا عن الحد من الضرر بينما يقومون بتسويق هذه المنتجات الخطيرة التي تسبب الإدمان الشديد للأطفال؟”

وتواصل دوائر هذه الصناعة تسويق منتجاتها للشباب بنكهات مغرية مثل الحلوى والفاكهة. وقد خلصت بحوث أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أكثر من 70٪ من متعاطي السجائر الإلكترونية من الشباب سيتوقفون عن التدخين إذا أصبحت المنتجات متوفرة بنكهة التبغ وحدها.

من جهته، قال مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية :”إن دوائر هذه الصناعة تتعمد تصميم المنتجات واستخدام استراتيجيات التسويق بأسلوب يجتذب الأطفال مباشرة. ويشكل استخدام النكهات المحببة إلى الأطفال مثل غزل البنات والعلكة، جنبا إلى جنب مع التصاميم الأنيقة والملونة التي تشبه الألعاب، محاولة فجّة لحمل الشباب على إدمان هذه المنتجات الضارة.”

وتسلط هذه الأساليب الخادعة الضوء على الحاجة الملحة إلى أنظمة قوية لحماية الشباب من الاعتماد الضار على هذه المنتجات مدى الحياة.

وتحث المنظمة الحكومات على حماية الشباب من الإقبال على التبغ والسجائر الإلكترونية ومنتجات النيكوتين الأخرى، وذلك بحظر هذه المنتجات أو فرض ضوابط مشددة عليها. وتشمل توصيات المنظمة إنشاء أماكن عامة داخلية خالية من التدخين بنسبة 100٪، وحظر السجائر الإلكترونية المنكهة، وحظر التسويق والإعلان والترويج، وزيادة الضرائب، وإذكاء الوعي العام بالأساليب الخادعة التي تستخدمها دوائر الصناعة، ودعم مبادرات التثقيف والتوعية التي يقودها الشباب.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى