التطبيع يخترق الجامعة المغربية ودعوات للتصدي له

انطلقت أولى خطوات تنزيل اتفاقيات التطبيع الأكاديمي بين المغرب والكيان الصهيوني بزيارة أربعة طلاب إلى الكيان ضمن اتفاقيات الشراكة بين جامعة بن غوريون وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات حسب تقرير لموقع “الميديا لاين” الناطق بالانجليزية.

وكان توقيع المغرب والكيان الصهيوني لاتفاق التعاون بين الجامعات والمراكز المغربية والإسرائيلية، أثار موجة من الاستهجان عبرت عنه النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث، التي اعتبرته “إقحاما لمؤسسات التعليم العالي في محافل التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وكشف تقرير “الميديا لاين” المعنون ب”أول برنامج للتبادل الطلابي بين جامعات مغربية ونظيراتها الإسرائيلية” عن وصول الوفد الطلابي المكون من أربعة طلاب مغاربة إلى جامعة بن غوريون بالنقب في إطار فصل صيفي، درسوا من خلاله علوم البيانات وبرامج أنظمة الصحةإلى جانب طلاب من أنحاء العالم.

واستنكر منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، رشيد فلولي “فتح الجامعة المغربية أمام الاختراق الصهيوني”، وقال إن “ما يقع من تطبيع عبر بوابة الجامعة المغربية ما هو إلا تفعيل لعدة اتفاقيات، انطلقت بتوقيع وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته من الكيان المحتل لاتفاقية تعاون بين جامعات ومراكز أبحاث البلدين”.

وأضاف فلولي في تصريح لموقع “الإصلاح”، أن المبادرة المغربية للدعم والنصرة إذ تستنكر فتح الجامعة المغربية أمام التطبيع لما في ذلك من استهداف للذاكرة، تدعو الحركة الطلابية بكل مكوناتها إلى مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاطعة جميع الأنشطة التطبيعية من داخل الجامعات وأروقة البحث العلمي”.

وحذر فلولي من بناء جيل مطبع من داخل منظومة التعليم والبحث العلمي، خصوصا بعد رصد المبادرة قيام جامعة ابن زهر بأكادير بلقاء تطبيعي عن بعد، وسعي مجموعة من الأساتذة لإنشاء ما يسمى ب “جمعية الصداقة” مع الكيان المحتل، داعيا الأساتذة والباحثين إلى مقاطعة الأنشطة التطبيعية.

وقال منسق المبادرة الطلابية  ضد التطبيع والعدوان  يوسف هاشم، إن “المغرب لن يجني من التنسيق الأكاديمي إلا الويلات”، مضيفا أن موقف المبادرة هو رفض وإدانة كل أشكال التطبيع، موضحا أن الطلبة لن يقبلوا استهداف الوسط الجامعي بالتطبيع باعتبارهم فئة واعية داخل المجتمع.

وشدد هاشم، في تصريح لموقع “الإصلاح” على وعي الطلبة في المغرب بالحق الفلسطيني في كامل ترابه، موضحا أن المبادرة دعت في بياناتها إلى توحيد الجهود داخل الحرم الجامعي لمراكمة تحدي نشر ثقافة الوعي بالقضية الفلسطينية.

وذكّر المسؤول الطلابي بالدور الطلائعي للجامعة في التكوين العلمي والمعرفي، منبها إلى أن استهداف الجامعة بالتطبيع لا يمكن أن يؤدي إلى إفراغ الجامعة من محتواها الأكاديمي، ساخرا من محاول الرقي بالجامعة المغربية عبر مد اليد إلى كيان مغصب للحقوق والأرض الفلسطينية.

من جانبها، دعت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث -باعتبارها من أهم مكونات المنظومة الجامعية- إلى “التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي”. وأكدت في بيان سابق لها على أن “القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الجامعة والجامعيين وكل المغاربة”.

وانتقدت النقابة “إقحام مؤسسات التعليم العالي في محفل التطبيع.. تحت مسميات الشراكة الأكاديمية والبحثية”، معتبرة استقبال وزير التعليم العالي لوزيرة الكيان خطوة لا تمثل الأساتذة الباحثين.

وقد ثمنت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ”إسرائيل” موقف الأساتذة والطلبة المبدئي، مشددة في بيان لها، على ضرورة تصعيد المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل والتصدّي للاتفاقيات التطبيعية الأكاديمية.

يذكر أن المغرب استأنف العلاقات مع الكيان الصهيوني في 24 ديسمبر 2020، لتنطلق بعد ذلك موجة من الخطوات في مجالات ابتدأت من الرياضة والفنون إلى البحث العلمي والأكاديمي. وموازاة مع ذلك عرفت الحركات المناهضة للتطبيع تضييقا بلغ حد منع وقفات تضامنية في بعض الأحيان.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى