“التجديد الطلابي” تستنكر تهميش اللغة العربية والعبث ببعض المقررات الدراسية واستهداف الهوية والقيم

أصدرت منظمة التجديد الطلابي البيان الختامي للمؤتمر الوطني التاسع الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي يومي السبت والأحد 14-15 ربيع الثاني 1443هـ الموافق لـ 20-21 نونبر 2021م ببوزنيقة، تحت شعار “صمود ونضال من أجل جامعة المعرفة ومغرب الكرامة”، وشارك فيه منتدبون عن فروع المنظمة بمختلف الجامعات المغربية.
وتوقف المؤتمر الوطني التاسع لمنظمة التجديد الطلابي حسب البيان الختامي عند آثار وتداعيات جائحة كورونا، وثمن مختلف الجهود المبذولة لمواجهتها، واعتز بقيم التضامن والتلاحم التي ميزت الشعب المغربي، كما نبه إلى بعض الأخطاء المرتكبة من طرف الحكومة المغربية، والتي كان آخرها فرض “جواز التلقيح” للولوج لعدد من الحقوق المكفولة دستوريا، واستنكر التضييق على الحريات العامة وخاصة حرية التجمع والتظاهر والتعبير والصحافة. ويدعو إلى إيلاء مزيد من العناية لقطاع الصحة وخاصة بالنسبة للفئات الهشة.
كما سجل المؤتمر في السياق ذاته، الارتباك الكبير في تفعيل نظام التغطية الصحية للطلبة، ودعا إلى التعجيل بإعطاء دفعة جديدة لهذا الورش الهام، كما أكد على ضرورة تعميم المصحات الطلابية في المركبات الجامعية وتجهيزها والنهوض بها.
وأكد المؤتمر الوطني التاسع في بيانه الختامي مواقف المنظمة المنحازة إلى القضايا الإنسانية العادلة وكفاح الشعوب التواقة للتحرر والتقدم والعدل، في مواجهة السياسات النيوليبرالية المتوحشة بمختلف وسائلها العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياسية، كما جدد مناصرته للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الكيان الصهيوني المحتل وسياسته القائمة على القتل والتشريد وتهويد القدس و إرهاب الفلسطينيين، خصوصا المرابطات والمرابطين منهم بالقدس الشريف.
ودعا الحركات الطلابية في العالم -وفي طليعتها الحركة الطلابية العربية والإسلامية- إلى توحيد جهود التضامن والنصرة للمقاومة الفلسطينية، كما جدد موقف المنظمة الرافض مطلقا للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي انخرطت فيه دول عربية وإسلامية ومن ضمنها المغرب، وأكد عزم المنظمة مقاومة مختلف مظاهر التطبيع، كما دعا مختلف الفعاليات الجامعية المغربية (أساتذة، طلبة، إداريين..) إلى تكوين جبهة جامعية مغربية ضد الاختراق الصهيوني الذي يهدد الجامعة المغربية.
وسجل المؤتمر الوطني التاسع تشبث منظمة التجديد الطلابي بالثوابت الوطنية الجامعة، واستعدادها للانخراط في مختلف الجهود الوطنية للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب واستنكر المناورات البائسة للجبهة الانفصالية والقوى الداعمة لها، والتي تسعى لاستدامة هذا النزاع المفتعل وإشعال نيران التوتر بين شعوب شقيقة تجمعها روابط تاريخية ودينية وثقافية أصيلة وعريقة، ويدعو إلى تفويت الفرصة على دعاة الفرقة والتجزئة وقارعي طبول الحرب، وتعزيز فرص التعاون والأخوة وحسن الجوار.
كما أكد المؤتمر على ضرورة مواصلة الجهود الرامية لتعزيز الوحدة الوطنية بمختلف أبعادها الترابية والثقافية واللغوية وحمايتها من مختلف مخاطر التجزئة والاختراق التي تهدد التماسك الوطني والاندماج الاجتماعي والغنى الثقافي للمغرب.
وسجل المؤتمر في بيانه الختامي بخصوص مسار البناء الديمقراطي ببلادنا بعد مرور عقد على انطلاق الربيع الديمقراطي،  عددا من التراجعات المقلقة التي تهدد بنسف المكتسبات التي راكمها المغاربة -شعبا ودولة- في مسار البناء الديمقراطي، وأكد على أن اختلال هذا البناء وهشاشته وضعف وإضعاف آليات الوساطة الاجتماعية والسياسية يسيء للنموذج المغربي ولمنجزه الديمقراطي والتنموي.
وأكد المؤتمر على أن المساس بالاختيار الديمقراطي والتضييق على الحريات والحقوق من شأنه هدر المكتسبات الإصلاحية الوطنية، ويمهد لإطلاق دينامية نضالية جديدة دفاعا عن الديمقراطية ومقاومة للسلطوية والفساد والاستبداد، وجدد تمسك المنظمة بمنهجها الإصلاحي الوسطي والمعتدل ورفضها لأي تراجع في مسار الإصلاح والدمقرطة، داعيا مختلف القوى الحية إلى تظافر الجهود من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومشددا على أن المناعة الوطنية للمغاربة تتأسس على احترام الإرادة الشعبية في ظل التهديدات الخارجية والتحديات التنموية التي تطبع المرحلة الجديدة لبلادنا.
ومن جهة أخرى أكد المؤتمر الوطني أن نجاح ما سمي بـ”النموذج التنموي الجديد” رهين باحترام الثوابت الجامعة للمغاربة، وكذا النهوض بالمدرسة المغربية والمنظومة التربوية الوطنية، وأيضا بمدى الاهتمام بالشباب المغربي وضمان العيش الكريم وتوفير فرص الشغل سواء في القطاع العام أو الخاص دون أية قيود من شأنها تكريس واقع التهميش والبطالة في صفوف الشباب المغربي وخريجي مؤسسات التعليم العالي بشكل خاص.
وتابع المؤتمر الوطني التاسع تابع باهتمام كبير مستجدات الشأن التعليمي والجامعي، وثمن مختلف الخطوات الرامية إلى النهوض بالمنظومة التعليمية ببلادنا، غير أنه سجل بكل أسف عددا من الاختلالات التي تعيشها وفي مقدمتها اعتماد اللغة الفرنسية لغة لتدريس المواد العلمية في تناقض صريح مع دستور المملكة والرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم والقانون الإطار، واستنكر السياسة الممنهجة لتهميش اللغة العربية، وكذا العبث ببعض المقررات الدراسية واستهداف الهوية والقيم، ويعتبر ذلك لعبا بالنار وتكريسا لفشل المنظومة التعليمية في تخريج جيل من الكفاءات الوطنية المتشبعة بقيمها الإسلامية والوطنية والمنفتحة على الثقافات والشعوب.
وبخصوص تطبيق نظام الباكلوريوس، ثمن المؤتمر الوطني إيجابيات هذا المشروع وطموحاته الكبيرة، غير أنه نبه إلى جملة من الاختلالات ومن أهمها: التناقض بين النصوص والواقع في ظل سوء التطبيق الناتج عن غياب البنية التحتية الضرورية لنجاحه واستمرار هشاشة الوضع الاجتماعي للطلبة وتدهور شروط التحصيل العلمي (النقل الجامعي، التغذية الجامعية، الأحياء الجامعية، المكتبات، المستوصفات الصحية، مختبرات البحث العلمي….). ودعا المؤتمر الوطني إلى تصحيح هذه الاختلالات وتحسين الظروف الاجتماعية للطلبة وإشراك المنظمات الطلابية في تدبير الشأن الجامعي، كما أكد عزم مناضلات ومناضلي منظمة التجديد الطلابي الاستمرار في الكفاح من أجل جامعة وطنية تنتج المعرفة وتخرج الكفاءات وتساهم في التنمية والنهوض.
وضمن هذا الإطار، لم يفوت المؤتمر الوطني التاسع لمنظمة التجديد الطلابي التأكيد على التحام المنظمة بهموم الطلبة المغاربة، وباستعدادها للتعاون مع مختلف الفصائل والمكونات الطلابية في إطار احترام الاختلاف والتعدد في الآراء والمواقف وخدمة المصلحة الطلابية والجامعية والوطنية، كما أكد على استنكار المنظمة لمختلف مظاهر العنف والإقصاء الذي لا ينتج عنه إلا إضعاف الصوت الطلابي، وارتقاء شهداء وجرحى وضحايا في طليعتهم الشهيد عبد الرحيم حسناوي رحمه الله، ودعا إلى الحوار والتعاون بين مختلف الطلبة وتوحيد النضالات الطلابية عبر مختلف الصيغ التي يتوافق حولها الطلبة دفاعا عن حقوقهم المادية والمعنوية.
كما جدد المؤتمر تشبث منظمة التجديد الطلابي بالاتحاد الطلابي المغاربي باعتباره إطارا طلابيا مغاربيا يعبر عن طموح الطلبة المغاربيين ومنظماتهم الطلابية للتعاون والتضامن والتلاحم ترجمة للعلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعوب المغاربية.
وأخيرا توجه المؤتمر الوطني التاسع إلى مناضلي ومناضلات التجديد الطلابي في ربوع الوطن بالتحية الأخوية والنضالية العالية نظير مختلف الجهود النضالية والتربوية والثقافية التي يبذلونها، ويدعوهم إلى مزيد من المبادرة والإبداع ومواصلة الكفاح والصمود والمقاومة خدمة للمصلحة الوطنية العليا ونهضة الجامعة المغربية وطلابها، والتزاما بانحياز المنظمة للقضايا العادلة، ابتغاء لوجه الله والدار الاخرة أولا وأخيرا.
يذكر أن المؤتمر الوطني التاسع لمنظمة التجديد الطلابي انطلق بجلسة افتتاحية تميزت بمشاركة رئيس حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ عبد الرحيم شيخي، كما تميزت أشغاله بمناقشة التقريرين الأدبي والمالي للمرحلة المنتهية (2019-2021) والمصادقة عليهما بالأغلبية، كما وافق على توجهات وتوصيات للمرحلة المقبلة للمنظمة، وأسفرت نتائجه عن انتخاب اللجنة التنفيذية للمنظمة لمرحلة (2021-2023)، وذلك وفقا لقوانينها المؤطرة، وهي اللجنة التي تشكلت من الإخوة والأخوات التالية أسماؤهم:
مصطفى العلوي: رئيسا – عبد الرحمان الداكي: نائبا أولا للرئيس – مريم رضوان: نائبة ثانية للرئيس – جمال وحطنا – عبد المجيد عباسي – جهاد خريبش – أميمة امحيمدات – حميد فرحان – محمد الرباح – عبد الإله بوديب – ياسين لبويز – آمنة الطريبق – مصعب شرعي. وقد اختتم المؤتمر بالمصادقة على مشروع البيان الختامي.
الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى