الأستاذ محمد يتيم يصدر كتاب “في الحداثة”
أصدر الأستاذ محمد يتيم كتابا جديدا بعنوان “في الحداثة”، ويشكل الحلقة الأولى ضمن سلسلة مراجعات منهجية وفكرية للكاتب عن مطبعة “رؤى برنت”.
وتسعى هذه المراجعات -حسب الأستاذ محمد يتيم، إلى محاورة فكرة الحداثة والدولة الحديثة وبيان إمكانيات ملاءمتهما والتلاؤم معهما في ظل المجتمعات الإسلامية.
واستعان الكاتب في ذلك بمقاصد الإسلام الكبرى والتجربة التاريخية والحضارية للأمة وعلمائها ومفكريها مع “الملل والنحل” والتراث العلمي والفكري والثقافي لأمم أخرى.
واستحضر يتيم المقاصد الكبرى التي جاء بها الإسلام بعيدا عن التعارض الموهوم بين العقل والدين، أو بين الدين ومفاهيم الحرية والكرامة الإنسانية، انطلاقا من أن “الحكمة ضالة المؤمن أنى جاء بها فهو أحق بها”.
ويعتبر يتيم في مقدمة الكتاب أن الوعي التاريخي إذ يتأسس على الوعي بالحركة والتغير في أحوال المجتمعات والدول ـ لكنه في نفس الوقت يقوم على أن هذا التغير تحكمه ” قوانين ” أو ” نواميس: “تمكن من تفسيره وفهم أحداته وتفسيرها في إطار ناظم يعطي لهذا التاريخ معقوليته، ويمكن من فهم أحداثه.
ويتأسف الكاتب من أن بعضا من فلاسفة التاريخ وهم يقرؤون تطور المجتمعات قد انتهوا إلى محاولة إغلاق قوس التطور التاريخي من خلال جعله متمركزا حول تجربة معينة هي تجربة الحضارة الغربية الأوروبية، وبناء على ذلك اعتبروا أن هذا التطور هو المنطق الذي يحكم به العقل ويقوم به.
هذه المراجعات هي محاولة لإعادة الاعتبار للعقل النقدي في التعامل مع الحداثة ودعوة للتكيف معها من خلال استيعابها وملاءمتها والتلاؤم معها
ويرى يتيم أنه بناء على ذلك تبدو التجارب الإنسانية التاريخية مجرد تدريبات وإعدادات كي يصل التاريخ إلى غايته ومنتهاه الذي هو التجربة الغربية الحديثة وهو ما يعرف بنزعة المركزية الأوروبية التي حولت العقل إلى أداة لتبرير ما ارتكبه الغرب الاستعماري من حماقات. ومن هذا المنطلق يمكن أن نقرأ مقولة هيجل المعروفة: “كل ما هو عقلي فهو واقعي، وكل ما هو واقعي فهو عقلي”.
وأكد صاحب الكتاب أن هذه المراجعات هي محاولة لإعادة الاعتبار للعقل النقدي في التعامل مع الحداثة ودعوة للتكيف معها من خلال استيعابها وملاءمتها والتلاؤم معها، باعتبار ذلك عنوانا لـ”الذكاء الحضاري”، أي الذكاء باعتباره تكيفا يقوم على علاقة جدلية بين الاستيعاب والتلاؤم.
موقع الإصلاح