محمد سالم انجيه يتفاعل مع أسئلة ندوة مجلس شورى التوحيد والإصلاح

الوعي بالحاضر مهما كانت تجلياته، واستشراف آفاق المستقبل قضية في غاية الأهمية والخطورة، لأنها مأمونة العواقب، تتيج لصاحبها فردا كان أو مؤسسة فرصا متعددة لتصحيح المسار، والتعرف الواعي على مقومات الاستمرار، وضمانات الانسجام الذاتي.

طرح سؤال الجدوى لا يقدم عليه إلا من ملك الشجاعة الأدبية في المراجعة والتقويم، وكان قادرا على تعهد المنطلقات والأسس والمبادئ بوصفها مسوغ الوجود، والتعامل مع معطيات الواقع وتحدياته بمنهج استبصار واستباق؛ جلبا لأقصى ما يمكن من المنافع ورعايتها، ودفعا للمفاسد التي تعوق سبيل الإصلاح…

حضرت يومي السبت والأحد 27.28 أبريل 2019 الندوة السنوية الأولى لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح بالرباط، وكان موضوعها ” حركة التوحيد والإصلاح: أسئلة المستقبل.. أية رؤية؟”.

ندوة دسمة معرفيا، غنية بالأفكار، جريئة التناول، كما امتازت بالنقد الصريح لواقع الحركة، ومحاولة محاكمة كسبها الفكري، ورصد أثرها في مجالها المحلي أساسا.

تم نقاش الموضوع في محاور ثلاثة :

* الحركة الإسلامية وتحولات الواقع

* أية هوية لحركة المستقبل؟

* الحركة الإسلامية والواقع المشهود

وقد صيغت في ستة عروض هي:

1- تحولات الحالة الدينية

2- الإسلاميون ما بعد الربيع

3-مستقبل الحركة وحركة المستقبل

4- الحركة الإسلامية، عناصر في الرؤية والمنهج

5- إصلاح الإصلاح: معالم دورة إصلاحية جديدة

6- تجديد الخطاب الإسلامي المعاصر.

بعض العروض توصل به الأعضاء سلفا، الأمر الذي أتاح الفرصة لقراءة هادئة قبلية استهدفت التمحيص والاستدرار لمزيد من الأفكار والرؤى، وتكللت بالتعقيب النافع عليها جميعا؛ فلم يبق لمحرريها مشكورين سوى سبق البحث والترتيب والعرض.. فاستحالت بمجملها ملكا جماعيا، ونتاجا مشاعا..

أغناها الحضور بملاحظاتهم وتوجيهاتهم، وبالتدقيق لبعض عناصرها، وتنقيحها لتخضع مجددا لإعادة الصياغة والترتيب في أفق توسيع مدارستها والانتفاع بكل الجهود الممكنة وصولا إلى تصور واضح منتج لإجابات قريبة من المقصد من طرح السؤال..

طبعا في هذه المرحلة ليس الهدف الأساس الحصول الآني على إجابات محددة للسؤال المحوري، بل كانت الغاية استفزاز العقول لتدقيق السؤال نفسه، وتبيان أهميته في تقييم الواقع واستشراف المستقبل…

وتجاوبا مع مرامي طرح السؤال سودت هذه الكلمات منوها بمنهج السؤال الذي سارت عليه الحركة، وداعما لمساعي الانفتاح الفكري على مختلف الإسهامات، ومؤكدا على ضرورة الاستماع للطاقات الفاعلة كافة، واستقبال كل صور النقد والتوجيه، من أجل غاية فضلى سامية، هي خدمة مشاريع الإصلاح المجتمعي انطلاقا من المرجعية الإسلامية، وتنزيلا لتدين راشد، لا ينكفئ على الذات، ولا يدعي احتكار المعرفة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..

والله المستعان.

محمد سالم إنجيه

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى