ربيع: نطمح لنموذج ثقافي وفكري جديد بشراكة الجميع

اعتبر مبارك ربيع أن جائحة كورونا فرضت تحولات عميقة كتجربة جديدة علينا مما أحدث تحولات وتغيرات على جميع المستويات بما فيها الجانب الثقافي والفكري، مستحضرا مقولة “كل نقمة في طيها نعمة”، فالكوارث والأوبئة الكونية تحدث تحولات ومن المفترض من الإنسان أن يخرج منها بشيء إيجابي.

واستعرض ربيع الواقع الثقافي والفكري في المغرب، حيث اعتبره في مرحلة كمالية إن لم نقل ثانوية من خلال دراسات ملموسة حيث أن الإنتاج الثقافي والفكري المتمثل في ان استهلاك الكتاب واللوحة الفنية التشكيلية والعروض التعبيرية متدن في المجتمع المغربي، مضيفا أن ثقافتنا في تشيد بيوتنا وعمارتها بكل أنواعها وأشكالها نهتم بقاعة الاستقبال والضيوف وتأثيثها وبالمطبخ في غياب لهندسة معمارية لغرفة الكتاب أو المكتبة، وفي غياب أيضا للوحات التشكيلية الفنية مما يعني أن الإنتاج الثقافي والفكري في بلدنا يتواجد في مرتبة هامشية .

وخلال الجائحة، أكد عضو اللجنة الثقافية بمؤسسة علال الفاسي خلال الندوة العلمية التي عقدتها حركة التوحيد والإصلاح عن بعد، يوم الجمعة 3 يوليوز 2020 في موضوع “أولويات المغرب بعد جائحة كورونا في المجال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي”، أن الثقافة أخذت مكانها الاعتباري في ذهن الناس، مع وجود نوع من التصالح مع الذات في هذا المجال، حيث أعطيت فرصة كبيرة خلال الحجر الصحي للقراءة وفرضت على الناس التواصل بالكتابة عوض التواصل المباشر، كما أفرزت ظاهرة التعلم عن بعد وما صاحبه من مفهوم للتعلم الذاتي بالإضافة إلى تيسير التثقيف العام بصفة عامة، حيث أصبح متاحا دخول المكتبات الدولية والإقليمية والوطنية للجميع بعد أن كان الولوج إليها بإجراءات واشتراكات، وكذلك الأمر بالنسبة للمتاحف والمعارض، كما ساهمت الجائحة في تيسير التنافس العلمي من خلال البحث عن علاج او لقاح للفيروس.

وبخصوص الآفاق التي يتطلع إليها المغرب في هذا الجانب، أكد ربيع، على ضرورة اعتبار الثقافة رافعة تنموية أساسية من خلال تجسيد حقيقي لمقولة “مبدأ الرأسمال المادي”، والمقصود به الكتاب واللوحة الفنية التشكيلية والعروض المسرحية والسينما وغيرها بتحقيق دورة ثقافة – مال – ثقافة، بحيث نجعل الثقافة مورد مال والمال ينتج الثقافة برؤية واقعية.

ورغم الايجابيات التي أتاحتها جائحة كورونا في هذا الجانب من خلال روح الابتكار والاختراع التي أبان عليها المغاربة، أوضح المحاضر إلا أننا بحاجة إلى التثقيف الوطني، وتجاوز ضعف نسبة الإنفاق على البحث العلمي للارتباط المجال الثقافي بالمجال التعليمي، وتحديث المجال الثقافي من خلال الرقمنة مع ضرورة تخصيص منصات ثقافية فنية حيث تم تخصيص منصات للكتاب وللوحات الفنية خلال الجائحة وهو واقع أصبح يفرض نفسه الآن ويجب أن نستمر فيه، ووضع مقاييس للدعم في مجال الفني والثقافي، وخلق نقاش وطني حول كل الفعاليات الثقافية، مع إتاحة الفرصة الابتكار والاختراع والذي أبدع فيه المغاربة خلال هذه الجائحة، دون إغفال الاهتمام بالأطر والكفاءات في الخارج.

وختم مبارك كلامه بالقول :”إن هذه الجائحة تأتي في وقت نتطلع فيه لنموذج تنموي جديد نطمح من خلاله لنموذج ثقافي وفكري جديد بشراكة الجميع”.

الإصلاح

إقرأ أيضا:

الإبراهيمي: لا بد من تنظيم مؤتمر وطني للصحة لتسطير السياسة الصحية للعقود القادمة

الناصري: أولويات المغرب الاقتصادية ما بعد كورونا تحتاج لتوافق مغربي مع تحفيز لقيم النهوض الحضاري

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى