التوحيد والإصلاح فرع اليوسفية: الإحسان في العمل موضوع ندوة علمية

نظمت حركة التوحيد والاصلاح فرع اليوسفية يوم  السبت 22 مارس2014 بالمركز الثقافي ندوة علمية في موضوع الاحسان في العمل قيمة انسانية وحضارية ، انطلقت في حدود الساعة الرابعة والنصف وأسهم في تاطيرها الدكتور عبد اللطيف البوعبدلاوي والدكتور البشير القنديلي.

الندوة انطلقت ببسط الإطار العام الذي تندرج فيه مع الإشارة إلى الأنشطة التي انجزت بالمدينة في اطار حملة الاحسان في العمل وسؤال لماذا تنظيم هذه الندوة ووضع الحاضرين في صورة انشطة الحركة منذ تاسيسها وعملها بمدينة اليوسفية مع الاشارة الى الانشطة التي انجزت بالمدينة في اطار حملة الاحسان في العمل وعرض تقرير مصور يرصد انشطتها التي انطذلقت بخيمة تواصلية ووتواصل مع المؤسسات التعليمية والسائقين وزيارة المؤسسات الاستشفائية

بعد ذلك اعطيت الكلمة للضيف الدكتور البشير القنديلي- حاصل على شهادة الدكتوراة في علم أصول الفقه – الذي تحدث عن الاحسان كعبادة يتعبد بها العبد لربه فالاحسان له عائد تنموي وعائد وفوائد وثمرات اخروية على الفرد المسلم مقارنا في ذلك بين المسلم والغربي قائلا : الغرب ينظر الى الاحسان والتجويد والاتقان نظرة نفعية براغماتية فعندما وعووا بان الاحسان سيؤدي الى الجودة وتحسين الانتاج لجأوا اليه ونجحوا في ذلك

وفي سياق حديثه عرج على هذه القيمة وتجلياتها في القرآن والسنة النبوية من خلال نصوص قرانية وحديثية تحبب وتحث المسلم على الاتقان والتجويد والاحسان في العمل من ذلك ما ذكر في القران الكريم ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين وورد ذكر مشتقات الاحسان في العديد من السور القرانية بصيغ متعدد من مثل قوله تعالى:واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا البا سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم وسنيد المحسنين

ومن خلال السنة النبوية في حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على الاحسان في جميع اركان الاسلام فعلا وسلوكا كالاحسان في القيام بالصلاة على الوجه المطلوب في اشارة لقول صلى الله عليه وسلم للاعرابي الذي اساء في صلاته بقوله ارجع فصل فانك لم تصل وبالاحسان في الصوم وتادية فرائض الحج والزكاة والاحسان في نحر الاضحية بقوله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنو القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة.

فالاحسان حاضر بشكل كبير في الاحكام الفقهية وحاضر في اذهان الفقهاء والعلماء من خلال انتاجاتهم الفقهية ككتاب الإحكام في اصول الاحكام للآمدي وغيرها من الكتب الفقهية يضيف الدكتور القنديلي

بعدها تناول الكلمة الدكتور عبد اللطيف البوعبدلاوي الذي شكر في البداية حركة التوحيد والاصلاح على تنظيمها هذه الندوة وانطلق في تشخيص المشكلات الواقعية في باب الاحسان في العمل التي تعيشها الامة والعالم الاسلامي ،حيث انطلق من ان قضية الاحسان في العمل من اعظم المشكلات التي نعاني منها في واقعنا الاسلامي وتشكل مؤشرا خطيرا على مدى الهوة بين النصوص المؤسسة لقمنا واخلاقنا وبين تمثلاتنا لهذه القيم وممارستنا لها في واقعنا المعيش

فهي مؤشر -يضيف الدكتور- عن الازمة الحضارية التي تعاني منها الامة فمشكلتنا مركبة ومعقدة ويمكن اجمالها تحت عنوان الازمة الحضارية ولا يمكن للمدخل السياسي وحده ان يعالج هذه الازمة نعم هو مؤثر لكن المشكل اعمق بكثير من ان تواجه عبر المدخل السياسي فلا بد ان يكون الى جانبه المدخل التربوي القيمي الاجتماعي الايماني والروحي

مستحضرا في ذلك الفلسفة الغربية ورائدها ايمانويل كانط الذي قال بفكرة الواجب والتي يلخصها في قوله:” اعمل مايجب وليكن ما يكون” فهو يؤكد ان الباعث بحيث يكون السلوك الانساني كله مرتبط بالواجب فما يمكن ان تقوم به بحكم القانون يجب ان تقوم به

ويضيف ان الدكتور عبد الله دراز من كبار علماء المسلمين الذين درسوا الاخلاق في العصر الحديث له كتاب دستور اخلاق القرآن بالفرنسية ترجها عبد الصبور شاهين تحدث عن فكرة الواجب عند كانط قال وفكرة الواجب عند كانط قربة من فكرة الاخلاص عندنا في الاسلام فالإخلاص تمثل عندنا قانونا يتعالى فوق كل العلائق فالباعث على العمل عند المسلم هو قانون الاخلاص

الدكتور عبد اللطيف البوعبدلاوي الذي صدر له العام الماضي كتابا بعنوان قضايا اخلاقية من منظور اسلامي في حديثه عن الاخلاص وعلاقته بالاحسان اننا في واقعنا اليوم قلصنا مساحة الاخلاص وحصرناه في دائرة ضيقة فصرنا نتحدث عنه فقط في الاعمال التعبدية

فالإخلاص اوسع واكبر من ذلك يعني ان تجعل وجه الله تعالى هو الباعث على كل عمل

وان يكون حاضرا وحاكما لكل تصرفات المسلم المسؤول في المحكمة القاضي والعامل والاستاذ الى غير ذلك

ويستطرد قائلا ان تقليص وتضييق مساحة الاخلاص نتج عن هذا انفصام الذي وصفه وصفه الدكتور بالقبيح والشنيع في السلوك الانساني ففهم الاخلاص في المسجد يخالف فهمه وهو خارجه حيث يغيب في البيع والشراء والمعاملات فيكثر الغش

سوء فهم الاخلاص نتج عنه غياب الاتقان في العمل مشخصا ان هذه المشكلة تغيب عند الغرب فيما يسيطر على معاملتنا الخوف من بعضنا فلا يمكن لاي شخص ان يشتري سلعة دون احضار شخص اخر مخافة ان يغشه البائع (باش ميتشمتش)

الذكتور البوعبدلاوي يختتم مداخلته بتوجيهات عامة مركزا فيها على اهمية ان نبتعد عن النفاق الاجتماعي في سلوكنا كمن يسرق المال العام ويحج البت الحرام او يؤدي العمر في نهاية العام ن واعطاء نموذج حي من الثقافة الغربية ومحاكمة رئيس نادي البايرن ميونيخ بثلاث سنوات لتبوث تهمة التهرب الضريبي مع انه رئيس اكبر نادي وفاز معه بمسابقات عالمية،

داعيا في نهاية مداخلته الى ضرورة تحكيم القاعدة الاخلاقية في المجتمع بجميع مكوناته مع الاتفاق على عدم التواطؤ على تكسيرها كمن تبتث عن سلوك او خطأ مهني او جريمة اغتصاب ثم ياتي بعض الناس للشفاعة له فهذا تواطؤ على تكسير القاعدة الاخلاقية وعدم ردع صاحب هذا السلوك الذي يبقى من نتائجه ما نعيشه من عدم اتقان الاعمال يضيف الدكتور

وفي الاخير تناول الحضور الكلمة والاسئلة التي جاءت مختلفة تبين عمق الشعور بالمسؤولية والرغبة في افق افضل لامتنا ، من خلال تجويد الاعمال وتحسينها واتقانها.

عبدالرزاق شوبان – اليوسفية

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى