أرقام قياسية للمصلين في الخليل للحفاظ على هوية المسجد الإبراهيمي

بعد أن قتل مستوطن نحو ثلاثين فلسطينيا وأصاب العشرات في المسجد الإبراهيمي فجر 25 من فبراير1994، كانت نتيجة التحقيق “الإسرائيلي” انتزاع نحو نصف مساحة المسجد وتحويله إلى كنيس فضلا عن إغلاق وسط الخليل ومئات المحلات التجارية، وهي إجراءات أدت إلى تقليص أعداد المصلين وزوار البلدة القديمة بشكل ملحوظ.

ومنذ وقوع المجزرة وحتى اليوم، يواصل الاحتلال مخططاته التهويدية بالمدينة بما في ذلك وضع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الإبراهيمي ورفع العلم الإسرائيلي فوقه، وقبيل أسابيع قليلة من حلول الذكرى 26 للمجزرة، أعاد إحياء مخطط قديم لجسر ومصعد بموازاة جداره القبلي.

كما أقدمت سلطات الاحتلال مؤخرا على وضع الشمعدان أعلى المسجد من الجهة القبلية، وذلك بعد نحو عامين من انتزاع لجنة إعمار الخليل ومديرية الأوقاف الإسلامية قرارا عبر محاكم الاحتلال يقضي بإزالة شمعدان ضخم نصبه المستوطنون على سطح الحرم الإبراهيمي الشريف عام 2017.

واليوم يخيم الذهول على المستوطنين وهم يتابعون أعداد المصلين تغطي كافة الساحات المحيطة به، وهو أنه الحشد الأكبر الذي يراه في المسجد، فحفاظا على هوية المسجد قرر الفلسطينيون  القيام برد غير معتاد على المخططات الصهيونية، فتسابقت مجموعات شبابية وعائلية لنشر الدعوات لأداء صلاة الفجر كل جمعة في المسجد الإبراهيمي، وبالفعل حققت أعداد المصلين أرقاما قياسية لم تسجل في تاريخ المسجد، كما أعقب دعوات الاحتشاد العفوية دعوات فصائلية صاحبها توفير حافلات من المدن والقرى الفلسطينية لأداء صلاة الفجر بالمسجد، في حين تداعت عائلات الخليل لاستقبال المصلين وتوفير المشروبات الساخنة لهم.

لقد منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان بالمسجد 49 مرة خلال ديسمبر 2019، وتُخضع المصلين لتفتيش إلكتروني حيث يضطرون لاجتياز حواجز عسكرية وبوابات إلكترونية وصولا إلى المسجد. ورغم البرد الشديد في آخر جمعتين حافظ آلاف الفلسطينيين على الصلاة وإن كان بأعداد أقل.

وتخطط سلطات الاحتلال وجمعيات استيطانية لوضع مصعد في الجدار الجنوبي الغربي للمسجد يؤدي إلى جسر يخطط أيضا لإقامته أعلى الجدار، وهي مخططات مخالفة للاتفاقيات الدولية، وتمس بوضع المسجد المدرج عام 2017 على قائمة التراث العالمية.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى