متى نجعل آية “قل إن صلاتي ونسكي..” تطبيقا عمليا في حياتنا؟
يأتي وقت الصلاة، يصطف الناس صغيرهم وكبيرهم نساؤهم ورجالهم يلبون نداء الرحمان في صفوف منتظمة وحركات متزنة وصمت مطبق دون أن يحتاجوا لشرطي المرور أو لمدرب يدربهم على أداء حركاتهم ..ولو كانت حركات أخرى غير الصلاة لتطلب الأمر أياما وشهورا لكي يتدربوا عليها ويؤدوها بكذا إتقان.
يؤذن آذان مغرب رمضان، فيهرول الصائمون إلى موائد الإفطار وقد ترك التاجر تجارته والحداد حدادته والمهندس أشغاله والتلميذ دروسه …إلخ ..تخلو لحظتها شوارع البلد إلا من الحيوانات، ولو كان غير مغرب رمضان لما اجتمعت الأسر في وقت واحد على مائدة واحدة لينطلقوا في تناول وجبة الفطور في نفس الدقيقة مبتهلين إلى الله بدعاء الإفطار ..
هكذا هو سلوك المسلم حينما يرتبط بخالقه ويستحضر رقابته..يصلي له ويصوم له فينضبط سلوكه دون شعور منه كأنه برمج على هكذا نظام ..
وأتساءل كيف لهذه البرمجة أن تخطئ طريقها في الحياة العامة والخاصة للإنسان بمجرد أن يخرج من دائرة الشعائر التعبدية ؟
ما هذه الفوضى العارمة والتناقض الصارخ الذي يصير عليه المسلم خارج إطار هذه الشعائر ناسيا أن هذه الأخيرة ما فرضها رب العزة إلا لتضبط سلوكنا اليومي ولتعلمنا النظام في حياتنا قبل صلاتنا والصبر على بعضنا البعض قبل الصبر على الجوع، والتضحية بملذات الدنيا لسبر أغوار هذه النفس الجامحة ..
لكن حينما تختل موازين الفهم السليم للدين ويختزل في الشعائر التعبدية تظهر هكذا تناقضات وننسى قوله سبحانه وتعالى: “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”.
مليكة شهيبي