خطوات عملية للاستعداد لشهر رمضان
ميّز الله عز وجل المسلمين بمجموعة من العبادات تجعلهم يتّصفون بالأخلاق العالية والحميدة، فأوجب عليهم الصلاة التي تُعلّمهم الالتزام والدقة في المواعيد والابتعاد عن الفحشاء، والصيام باعتباره أفضل الطرق للتربية النفسيّة والشعور بالآخرين من الفقراء، وله فائدة صحيّة على الجسم وحرق الدهون المتراكمة، وتنظيم مستوى السكّر، وتنشيط الغدد والدماغ.
وقد كان من عادة السلف رضوان الله عليهم في استقبال شهر رمضان، إذا دخل عليهم شهر رجب أن يَبتهِلوا إلى الله بالدعاء قائلين: “اللهم بارك في رجب وشعبان وبَلِّغْنا رمضان”، ونحن نردد دعاءهم فنقول: “اللهم بَلِّغْنا رمضان في خير وإنعام وإحسان يا رب العالمين.
ويكتسي شهر رمضان عظمة، لأنّ الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، قال الله تعالى في كتابه الكريم: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، لذلك يجب على المسلمين الاستعداد بالشكل المناسب والصحيح انتظاراً للشهر الكريم، ليقوموا بالعبادات على أكمل وجه.
ويمكن تقسيم الاستعدادات لرمضان إلى عدّة أقسام، أهمّها: استعدادات نفسيّة عمليّة، واستعدادات دَعَويّة، واستعدادات الأسرة المسلمة.
ونضع بين أيديكم خطوات هامة تشمل كل هذه الأنواع من الاستعدادات المحمودة التي تناسب عظمة هذا الشهر الفضيل :
1 – ابدأ بضبط فرائضك، وكن وقاّفا عند حدود الله تعالى، وحاسب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام.
2 – لا تبدأ أي عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصا صوابًا موافقًا للشرع، فتعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك ومعارفك من الآن.
3 – هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين.
4 – بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها
5 – ادخل رمضان وقد فرّغت قلبك للانشغال به دون سواه.
6 – إبدأ من الآن -إن كنت من مدمني النت- بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن رمضان لن ينتظرك.
7 – ابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة فإن كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاثـــا
8 – خصص للقيام وقتا أطول بدءا من شعبان وليكن مثلا ساعة فمضاعفاتها، وعود نفسك من الآن على طول الركوع والسجود.
9 – استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين
10 – تصدق بشكل يومي في شعبان حتى تعتاد على التصدق يوميا في رمضان
11 – ابتعد عن السهر وجرب من الآن النوم مبكرا والاستيقاظ قبل الفجر بساعة أو أكثر تدربا على القيام ومناجاة السحر.
12 – إبدأ بتنظيم وقتك ومتابعته واجعل لك جدولا تقيم فيه متابعة أهدافك وعبادتك
13 – من الآن عود لسانك أن يكون حقا رطبا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أيسرها من عبادة وما أعظم وأكبر أجرها عند الله.
وبتحقيق ما سسبق يكون رمضان موسمًا للتربية الأخلاقية ، حيث يفترض أن يكون المسلم في رمضان هادئا مطمئنا مسالما، فإن سابَّه أحد أو شاتمه، يقول اللهم إني صائم.. ولا يتبادل معه السباب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق”.
موقع الإصلاح