بعد قرابة عام من القتال.. ما مستقبل الصراع بالسودان؟
يقترب الصراع الدائر في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الرد السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) من إتمام عامه الأول، وذلك بعد اندلاع مواجهات بين “أصدقاء السلطة” يوم السبت 15 أبريل 2023، ولم تفلح الاتفاقيات في حفظ الأرواح وإيقاف النزوح والمعاناة.
ويتجه الصراع نحو مزيد من التصعيد الذي يمكن تلمسه في تصريح المستشار في قوات الدعم السريع عمران عبد الله، عقب أكبر خسارة تعرضت لها قوات الدعم السريع بفقدان السيطرة على مبنى الإذاعة بأمدرمار، بقوله “قوات الدعم السريع خسرت الإذاعة، ولم تخسر المعركة برمتها”.
وفي الوقت الذي ينقل موقع “كوش نيوز” السوداني اتهام مستشار “الدعم السريع” للجيش السودني بخرق الهدنة التي أقرها مجلس الأمن الدولي، قال بلاغ لوزارة الخارجية “لقد جسدت عملية تحرير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون مهنية وإلتزام قوات الشعب المسلحة السودانية بالقانون الدولي الإنساني”.
ويقول البلاغ “إذ تتقدم القوات المسلحة في جميع المحاور لتحرير الأرض وحماية المدنيين، فإنه ليس أمام المليشيا سوى الإنسحاب الكامل من الاعيان المدنية والمرافق الحيوية ومساكن المواطنين، وفقا لإعلان جدة للمباديء الإنسانية الذي يمثل الإلتزام الكامل بتنفيذه خطوة ضرورية لوضع نهاية للحرب”.
ويدلل على اتجاه الصراع نحو مزيد من المواجهة قول قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لقواته “رسالتنا لمتمردي الدعم السريع أن القوات المسلحة والأجهزة النظامية العسكرية ستلاحقكم في كل مكان، وكذلك المواطنين حتى يتحقق النصر الكامل، وذلك حسب ما أوردته وكالة السودان الأنباء.
ويقتضي تحقيق النصر الكامل “الموعود” سقوط المزيد من القتلى والجرحى وخراب البنية التحتية والنزوح الداخلي والخارجي، علاوة على الدخول في أتون المجاعات والأمراض ومخلفات المعارك، وحتى أطماع الدول المحيطة والبعيدة، علما أن الحرب خلّفت اليوم حوالي 13 ألفا و900 قتيل وفقا للأمم المتحدة.
وتتكشف هذه الحقائق الواقعية في معطيات منظمة الأمم المتحدة التي تشير إلى أن القتال المستمر منذ ما يقرب من 11 شهراً بين قوات الجيش والدعم السريع أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد ثمانية ملايين شخص بالسودان، استنادا إلى ما أورده موقع “الصيحة” السوداني.
وتتجلى تلك الحقائق في تحذير منظمة إنقاذ الطفولة من أنه بدون اتخاذ إجراءات حاسمة، فإن نحو 230 ألف طفل وأم جديدة في السودان “من المرجح أن يموتوا بسبب الجوع”، بينما تقول الأمم المتحدة إن 14 مليون طفل يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، حسب موقع “الصيحة” السوداني.
وفي دارفور، التي من المفترض أن تكون سلة غذاء عالمية، تعلو صرخة المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور محمد عبد الله يعقوب فوري، والذي قال في مقابلة مع وكالة الأناضول إنه “لا جراد ولا ورق شجر فمن يُنقذ أطفالنا من الموت”.
موقع الإصلاح