الشوباني: دور المجتمع المدني هو السعي لترشيد أخلاق الدولة

قدم الدكتور الحبيب الشوباني مساء اليوم الإثنين إصداره الجديد بعنوان “الدولة والمجتمع المدني بالمغرب بحث في هشاشة نظام الحاجات السياسية للفرد والمجتمع”، في فضاء رواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
وعبر الشوباني عن سعادته لتقديم كتابه الثاني من نوعه في هذا الموضوع وهو تنزيل لأطروحة موضوع بحث الدكتوراة الذي كان توقيعه السنة الفارطة من خلال الكتاب الأول بعنوان “المجتمع المدني كمحفز وجودي لكيمياء دولة الحكم الرشيد”.
وأشار الوزير السابق المكلف بالمجتمع المدني والعلاقات مع البرلمان إلى أن الكتاب عبارة عن بحث نظري في أسس وأصول وصيرورة مفهوم المجتمع المدني الذي يوظف كثيرا جدا، موضحا أن في كثير من الأحيان يوظف هذا المفهوم بطريقة خاطئة.
وأكد الشوباني أن المجتمع المدني هو المتخصص في إشباع الحاجات السياسية المرتبطة بصناعة القرار بامتياز، منبها إلى أنه ليس كل جمعية مجتمع مدني.
واعتبر المتحدث أن وجود الظواهر السلبية في المجتمع دليل على ضعف المجتمع، وفي المقابل أي مقومات إيجابية في المجتمع هي دليل على حضور المجتمع المدني وقوته وعافيته.
ورأى الحبيب الشوباني في هذا السياق أن ضعف المجتمع المدني أو غيابه يفسر الهشاشات الاجتماعية الموجودة في المجتمع، الشيء الذي يحتم بناء نظرية سياسية في الإصلاح السياسي كأهم مداخل أي إصلاح اجتماعي.
وأشار إلى أن قوة الغرب تعود إلى قوة مجتمعه المدني، موضحا أن ضعفنا في المقابل يعود إلى ضعف المجتمع المدني.
وشدد الوزير السابق على أن المجتمع المدني وظيفته الحقيقية هي السعي والتخصص في ترشيد أخلاق الدولة.
وأوضح الشوباني أن الحاجات السياسية التي يحتاجها المجتمع هو أن يتمتع بالحقوق السياسية وتنظيم التنافس النزيه في صناعه القرار وإلى أخلاق الرشد السياسي والتي يستجيب لها هو المجتمع المدني.
ونوه السياسي المغربي إلى أن الكتاب هو مساهمة في دعم البحث العلمي في مجال المجتمع المدني وفي بلورة نظرية المجتمع المدني كنظرية لازمة لكل إصلاح دولتي أو مجتمعي أو فردي.
ولفت الشوباني إلى أن نظرية المجتمع المدني لا تقتصر فقط على الجمعيات فقد بل يدخلها فيها الوعاظ والمرشدون والمربون والمعلمون وغيرهم كلهم ممن يهتمون بالفرد، ويسعون إلى إصلاح أخلاق الفرد. وهذا ضروري ولكن لابد من الإدراك أننا نعيش في عصر أصبحت الدولة هي الكائن الاجتماعي أو المجتمعي المهيمن فبدون الاهتمام بأدوات إصلاح الدولة لا يمكن ترشيد أخلاق الدولة ولا يوجد إصلاح سياسي حقيقي للمجتمع.
موقع الإصلاح