الأشعري يوجه رسالة مفتوحة لليهود المغاربة ويدعوهم لعدم الصمت أمام جرائم الاحتلال
كتب محمد الأشعري رسالة مفتوحة، يطلب فيها من جميع المغاربة اليهود المقيمين بمسقط رأسهم أن تكون لهم كلمة حق ضد الإبادة التي ترتكب في غزة باسم دينهم، وألا يستكينوا للصمت، وذلك ردا على رسالة وجهها سيمون أحيون، رئيس منظمة الإسرائيليين من أصل مغربي إلى الملك محمد السادس طالبا موقفا مساندا “لإسرائيل”.
ووجه وزير الثقافة السابق، كلمته لليهود المغاربة بالقول “كمغاربة تعيشون بالمغرب وتتقاسمون مع إخوانكم من غير اليهود شرف الانتماء إلى هذا الوطن، قد امتعضتم أيما امتعاض من لهجة الرسالة التي تفتقر إلى أبسط شروط اللياقة، وتجرح شعور المغاربة، مشيرا إلى أن “ملك المغرب هو رئيس لجنة القدس وأن توقيع اتفاقية التطبيع، فضلا عن كونها اقترنت بالتزام المملكة المغربية بالاستمرار في الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، فإنها لا هي ولا أي إجراء سياسي آخر لن يقتلع أبدا هذه القضية من وجدان الشعب المغربي ومن هويته الوطنية”.
وذكرهم الأشعري بخطاب الملك محمد السادس إلى القمة العربية، وما قاله بخصوص المذابح التي يقوم بها الجيش “الإسرائيلي” في غزة، وعن ضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان الغاشم، وحديثه بخصوص السلام الذي لا سبيل إليه إلا باحترام الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؛ بما في ذلك حقه في دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
كما ذكرهم ببيعتهم الدائمة لملك المغرب، متسائلا: هل تؤيدون إذن هذه المواقف الملكية الرافضة لتقتيل الشعب الفلسطيني والداعية إلى سلام عادل في المنطقة؟ وهي مواقف متناغمة مع مشاعر الشعب المغربي ومبادئه الثابتة.
وأكد الأشعري أن من “حق اليهود المغاربة هنا وهناك أن يبتهجوا بهذا التطبيع، لا أحد ينازعهم في ذلك؛ ولكن الحكمة تقتضي أن يدركوا أن قطاعات واسعة من الشعب المغربي لا توافق على التطبيع ولا على نتائجه الآنية والمستقبلية، وتعتبر عن حق بأن مجرد الحديث عنه في هذه الظروف التراجيدية يعتبر نوعا من الاستخفاف”، مضيفا “كنا نتطلع، على الأقل بناء على التطبيع، إلى تحول إيجابي لدى الاسرائيليين من أصل مغربي، يجعلهم يعتنقون معنا، ملكا وشعبا، يهودا ومسلمين، قضية السلام العادل وحل الدولتين، لا أن نعتنق معهم تطرف الليكود وسياسته العنصرية الهمجية”.
وزاد الأشعري ” نحن جميعا كمغاربة نحب اعتزازكم بانتمائكم إلى وطنكم المغرب، وتشبثكم بثقافته وتراثه وبتقاليده العريقة في التعايش والاحترام المتبادل؛ وبالتالي “لا يمكن أن يستمر صمتكم على هذا النحو”، وسائلهم: هل تستنكرون مذابح غزة؟ هل تدينون الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتانياهو؟ هل تساندون الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني؟”