د أوس رمّال: الملتقى الوطني للباحثين يسعى لجعل الحركة فضاء حاضنا للفكر والتجديد والاجتهاد

أكد الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن الملتقى الوطني للباحثين في العلوم الشرعية والاجتماعية والقانونية، دعوة مفتوحة للتفكير الجماعي ولبلورة مشاريع بحثية تعزز حضور البحث العلمي للعمل الدعوي والتربوي؛ تجعل من حركة التوحيد والإصلاح فضاء حاضنا للفكر والتجديد والاجتهاد.

وأوضح رئيس الحركة في كلمته بالجلسة الافتتاحية مساء اليوم السبت بمقر التكوين بالرباط، أن هذا الملتقى يسعى إلى دعم البحث وتأهيل الباحث وتوجيهه للمعرفة نحو خدمة الإنسان والمجتمع ضمن رؤية إصلاحية راشدة ترتكز على المرجعية الإسلامية وتنفتح على العصر وهمومه وأسئلته.

ونبه الدكتور أوس إلى أن هذا الملتقى لا يكتفي بطرح الأسئلة، بل يسعى إلى المساهمة في تقديم أجوبة علمية منهجية تنطلق من بيئتنا وسياقنا وتؤسس لتراكم بحثي يكون له أثره على ترشيد الوعي وتوجيه السياسات وبناء الخطاب المدني المعاصر 

وقال إنه “ليس خافيا أن العالم اليوم يعيش ثورة معرفية كبرى تقودها أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات متقدمة، حيث لم يعد الحديث عن هذه التحولات الكبرى موضوعا أو ترفا فكريا بل أصبح شرطا لفهم الواقع والمشاركة فيه وتوجيهه”.

وأضاف “بل إن الذكاء الاصطناعي بات يؤثر في مجالات الفتوى والتشريع والقضاء والتربية والإعلام والدعوة والفكر وغير ذلك، ويطرح إشكالات جديدة على العلوم الشرعية من قبيل كيف نضمن استخدام هذه الأدوات في ضوء القيم الشرعية؟ ما حدود الأخلاقيات والمعاني في توظيف الذكاء الاصطناعي؟ وما دور العلوم الإسلامية في مواكبة هذه التحولات؟”.

وزاد الدكتور أوس رمّال “هذه الأسئلة ومثيلاتها تضعنا أمام تحديات معرفية منهجية تفتح أمامنا في الآن ذاته آفاقا رحبة للبحث والتطوير، خاصة إذا استطعنا أن نربط بين الاجتهاد الشرعي ومقتضيات العصر وبين مقاصد الشريعة ومستجدات التكنولوجيا ضمن رؤية تستحضر الإنسان باعتباره مركزا لكل مشروع حضاري”. 

وأشاد رئيس الحركة في حتام كلمته بالمجهودات الكبيرة التي بذلها قسم الإنتاج العلمي والفكري في إعداد هذا الملتقى، كما عبر عن شكره وتقديره للمشاركين الأساتذة والباحثين الذين لبوا الدعوة وساهموا بأوراقهم وأفكارهم لدعم هذا الموعد العلمي.

من جانبه، قدم الدكتور الحسين الموس مدير مؤسسة محيط عرضا تعريفيا بالمؤسسة استعرض فيه السياق التاريخي باعتماره امتدادا للعمل العلمي والفكري للحركة انطلاقا من اللجنة العلمية مرورا باعتماد بعض المراكز البحثية المتخصصة، ثم تأسيس مؤسسة جامعة تعنى بالأبحاث العلمية والمعرفية في مختلف المجالات.

ونوه الموس إلى أن مؤسسة محيط شركة بحثية تهتم بالبحوث العلمية والمعرفية في مختلف المجالات وتحرص على تتبع الأسئلة العلمية المطروحة وتحرص على دراستها من قبل الخبراء والباحثين، كما تعمل على توجيه ورعاية الباحثين عبر خدمات وأنشطة، وتعتمد أهدافها على عدد من الوسائل من بينها تنظيم مؤتمرات علمية متخصصة وإصدار دراسات علمية وبحوث اجتماعية وإنسانية عبر إطلاق استكتاب للباحثين، ونشر البحوث المناسبة عبر إصدارات.

كما تسعى المؤسسة لإعداد ملفات وأرصدة وثائقية لعمل المؤسسة، وتحتضن وترعى الباحثين لاختيار مواضيع البحوث وإجرائها لما يخدم المجتمع، ويرفع من مستوى البحث العلمي في كافة المجالات، وتعزيز التواصل بين المؤسسات البحثية وبين الباحثين ومع جميع الجهات المعنية، والقيام بعملية الطبع والنشر لكافة البحوث وتوزيع الكتب، وإحداث مراكز بحثية متخصصة أو متنوعة التخصص.

وبسط الدكتور عبد العزيز الإدريسي في كلمة توجيهية له برنامج الملتقى، معتبرا أنه تراكم لدورات سابقة للملتقى في الإجابة عن عدد من الأسئلة المعاصرة خصوصا وأنه اختار هذا العام موضوع الذكاء الاصطناعي، وأكد أن البرنامج سيكون مكثفا تزامنا مع فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام حاليا بالرباط والذي تشارك فيه الحركة عبر رواق لها، سيتم زيارته خلال الزيارة المبرمجة في برنامج الملتقى.

يذكر أن أشغال الملتقى الوطني للباحثين في العلوم الشرعية والاجتماعية والقانونية، افتتحت مساء اليوم السبت 19 أبريل 2025 بمركز التكوين التابع للحركة بالرباط، بجلسة افتتاحية، تحت شعار “آفاق البحث العلمي في عالم متغير: الذكاء الاصطناعي نموذجا”، وانطلقت أشغال الملتقى بتنظيم محاضرة تأطيرية  أطرها الدكتور الحسين الكتاني والمهندس محسن بنخلدون في موضوع “الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي: الواقع والآفاق”.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى