العالم يحتفل باليوم الدولي للشباب بشعار “التضامن بين الأجيال.. خلق عالم لكافة الأعمار”
يحتفل العالم بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 غشت لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب، والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر. واقترح شباب اجتمعوا عام 1991 بالعاصمة النمساوية فيينا للدورة الأولى لمنتدى الشباب العالمي فكرة يوم الشباب الدولي. وأوصى ذلك المنتدى بإعلان يوم دولي للشباب لجمع تمويل، يدعم صندوق الأمم المتحدة للشباب بالشراكة مع المنظمات الشبابية.
ويتيح هذا اليوم فرصة للاحتفال بأصوات الشباب وأعمالهم، ومبادراتهم وتعميم مشاركاتهم الهادفة. ويتخذ الاحتفال صورة مناقشة على غرار البث الصوتي على الإنترنت (بودكاست) من الشباب وإليهم. كما تنظم فعاليات تذكارية بشكل مستقل في جميع أنحاء العالم للتوعية بأهمية مشاركة الشباب في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
موضوع عام 2022: التضامن بين الأجيال.. خلق عالم لكافة الأعمار
ويهدف يوم الشباب الدولي لعام 2022 لإسماع رسالة، مفادها أن هناك حاجة للعمل عبر الأجيال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتجنب ألا يتخلف أي فرد عن ذلك الركب. كما يُراد من هذه المناسبة إذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز ضد كبار السن، مما يؤثر في فئتي الشباب وفي كبار السن، فضلا عن آثار الضارة على المجتمع ككل.
وتبقى الشيخوخة، قضية معقدة ومهملة غالبا في الجوانب المتعلقة بالصحة وبحقوق الإنسان وبالتنمية، فضلا عن أن لها تأثير في كل من السكان من فئتي الأكبر سنًا والشباب في كافة أنحاء العالم
ويتقاطع التحيز العمري مع أشكال أخرى من التحيز (من مثل العنصرية والتمييز على أساس الجنس)، مما ما يؤثر على الناس بطرق تعيقهم عن استغلال كامل إمكاناتهم والمساهمة مساهمة شاملة في مجتمعهم.
ويسلط التقرير العالمي عن التمييز على أساس السن، الذي أصدرته الأمم المتحدة في مارس 2021 الضوء على تواصل إبلاغ الشباب عن المعيقات المرتبطة بالعمر في مختلف مجالات معايشهم من مثل التوظيف والمشاركة السياسية والصحة والعدالة.
ويحدد التقرير التداخلات بين الأجيال باعتبارها واحدة من الاستراتيجيات الرئيسة الثلاث لمعالجة التحيز العمري. ويمكن أن تؤدي الأنشطة المشتركة بين الأجيال كذلك إلى شعور أكبر بالترابط الاجتماعي وتقوية التضامن بين الأجيال.
والتضامن عبر الأجيال هو مفتاح التنمية المستدامة. وبينما نقترب من العام الثالث من جائحة كورونا، فإن من المهم بشكل خاص التعرف على هذه الحواجز المرتبطة بالعمر ومعالجتها لتحقيق “إعادة البناء بشكل أفضل” بطريقة تعزز نقاط القوة والمعرفة لدى كافة الأجيال.
الاستجابة الشبابية لجائحة كورونا
أثرت جائحة كورونا في جميع الشرائح السكانية، ويضطلع الشباب بدور رئيس في إدارة هذه الجائحة وإدارة جهود الانتعاش والتعافي منها. وبالرغم من الجهل بتأثير هذا المرض في الشباب، فإن برنامج العمل العالمي للشباب أتاح للحكومات تفويضا لضمان تلبية احتياجات الشباب من خلال خدماتها.
وفي هذه الظروف، فإن من المهم التأكيد على أن إسماع أصوات الشباب جنبا إلى جنب مع أصوات المرضى والمجتمعات المحلية فيما يخص طرح ما يلزم من تدخلات صحية وغير صحية استجابة لجائحة كورونا.
ويعد بناء قدرة الشباب بما يمكنهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الصحة، وتحمل المسؤولية عنها عنصرا رئيسيا في برنامج العمل العالمي. وفي هذا السياق يعد التثقيف الصحي وتعزيز الصحة العامة وإتاحة المعلومات المرتكزة على الأدلة أمرا مهما جدا في مكافحة انتشار جائحة كوفيد- 19 وتأثيرها، وخاصة ما يتصل بتحدي وقف انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
ويبقى دور الحكومات وكذلك منظمات الشباب ومجموعات المجتمع ضروريا لضمان نشر المعلومات الصحية العامة الموثوقة. فالشباب يستخدم تقنيات الإنترنت لنشر معلومات المتعلقة بالصحة العامة بطرق جذابة، من قبيل مقاطع الفيديو، لتعزيز المفاهيم الفاعلة مثل السبيل الصحيحة لغسل اليدين أو لشرح كيفية تعيين مسافات التباعد الاجتماعي بما يصون الأنفس.
وبدأ المبدعون الشباب بالتفاعل مع ظاهرة تفشي الفيروس من خلال ابتكارات التأثير الاجتماعي. وفي جميع أنحاء العالم، تُطّور عدد من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب الرامية إلى إخراج الدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر أو تقديم الدعم للسكان المتضررين فعلا من الجائحة.
وإذا كان معظم تلك المبادرات، مبادرات طوعية (على سبيل المثال، الشباب الذين يعرضون التسوق وتقديم الطعام لكبار السن أو الأشخاص المعرضين للخطر)، فإنها يمكن أن تتشكل كذلك في أطر مؤسسات اجتماعية. وتدعم عديد من محاور الابتكار التكنولوجي التي يديرها الشباب، كالشركات الناشئة لتطوير حلول فعالة لمعالجة جائحة كورونا. وفي هذا السياق، يعرض مختبر في نيجيريا تقديم الدعم المالي والبحثي والتصميم للمشاريع المتعلقة بجائحة كورونا.
الشباب بوصفهم قضية عالمية
رغم غياب تعريف دولي متفق عليه عالميا للفئة العمرية للشباب، إلا ان الأمم المتحدة – ولأغراض إحصائية لا يُراد لها المساس بأي تعاريف أخرى تضعها الدول الأعضاء – تُعرّف “الشباب” بأنهم من بين سني 15 و24 عاما.
ونشأ هذا التعريف في سياق الأعمال التحضيرية للسنة الدولية للشباب (1985) (انظر A/36/215)، وأقرته الجمعية العامة في قرارها 36/28 لعام 1981. وتستند جميع إحصاءات الأمم المتحدة بشأن الشباب إلى هذا التعريف، كما توضح الحولية السنوية للإحصاءات التي تنشرها منظومة الأمم المتحدة حول الديموغرافيا والتعليم والعمل والصحة.
حقائق وأرقام
يبلغ نصف سكان كوكبنا من العمر 30 عاما أو أقل، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 57٪ بحلول نهاية عام 2030. ويُظهر استطلاع أن 67٪ من الناس يؤمنون بمستقبل أفضل، وأن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما هم الأكثر تفاؤلا.
ويتفق غالبية الناس على أن التوازن العمري في السياسة خاطئ، كما يتفق أكثر من ثلثي (69٪) الأشخاص في جميع الفئات العمرية على أن المزيد من الفرص للشباب ليكون لهم رأي في تطوير وتغيير السياسات من شأنه أن تكون له آثار ونتائج أفضل.
موقع الإصلاح