الاستعداد لرمضان

تفصلنا أيام عن استقبال موسم عظيم، ومحطة كبرى للتزود بالإيمان والتقوى، موسم اختص بخصال الخير، فيه تتنزل الرحمات، وتقال العثرات، وتحط الذنوب والسيئات، نسأل الله أن يبلغناه، ويوفقنا فيه للتقرب إليه بما يحبه ويرضاه، وأن يحشرنا في زمرة السابقين المقربين.

لقد اختص الله شهر رمضان بخصائص عن غيره من الشهور، ومن أعظم تلك الخصائص أن جعل الله فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها: ﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ وقال عنها النبي – صلى الله عليه وسلم -: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

فعلينا أن نعمر أوقاته بجليل الطاعات وعظيم القربات؛ من تلاوة القرآن، وكثرة والاستغفار، والمداومة على الدعاء والأذكار، وأن لا يفوت العبد بابا من أبواب الخير إلا وقد أخذ منه حظا ونصيبا، فمنادي الله ينادي كل ليلة من ليالي رمضان ويقول: ( يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر) فلنساهم في كل سبل الخير؛ فهو شهر الخير والبركة والجود والإحسان.

وليكن لنا جزء من الليل تعيش فيه مع الله عز وجل، تستقبل رحماته ونفحاته، فإنه جل وعلا إذا ذهب ثلث الليل الأول من كل ليلة نزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله، وينادي عباده: ((هل من مستغفر، هل من تائب، هل من سائل، هل من داع، حتى ينفجر الفجر))، فلا تحرم نفسك من هذه النفحات.

إقرأ أيضا: شعبان مقدمة لرمضان وسفير شهر القرآن

وإليكم وقفات قبل حلول هذا الشهر المبارك :

الوقفة الأولى: أن نستعد لرمضان بتطهير أنفسنا من المعاصي والسيئات وتنقية قلوبنا من الشرور والآفات؛ ويكون ذلك بالتوبة النصوح، فالمعاصي تقسي القلوب، وتثبط عن العمل، وتهون الوقوع في الآثام، فالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.

الوقفة الثانية: أن نعود إلى كتاب الله جل وعلا في هذا الشهر الكريم، ونعيش في رحابه.

الوقفة الثالثة: أن يحرص كل واحد منا أن يكون في رمضان مثالا للمؤمن الحق، الذي يعرف بحسن أخلاقه؛ يحترم الكبير، ويعطف على الصغير، ويصل الرحم.

الوقفة الرابعة: عندما يدخل رمضان يتبادل الناس التهاني بدخوله، وتلهج ألسنتهم بالشكر للمولى إذ بلغهم إياه، وهذا أمر محمود، وفعل ينبني عن ما في القلوب من الإيمان.

إن رمضان على الحقيقة بهذا المعنى يعد موسم “شحن إيماني” لعام كامل، ومن قصَّر في شحن بطارية الإيمان في هذا الموسم، سرعان ما تنتهي به بطارية الإيمان، فيقِّل بذلك زادُه الإيماني، ويعطش القلب ويجوع، ويئن لقلة التغذية الإيمانية، ما لم يتداركه بمواسم الخيرات، وكثرة الطاعات.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى