حوار موقع “الإصلاح” مع رئيس منظمة التجديد الطلابي الجديد الأستاذ مصطفى العلوي

أجرى موقع “الإصلاح” حوارا حصريا مع الأستاذ مصطفى العلوي؛ رئيس منظمة التجديد الطلابي الجديد بعد انتخابه مؤخرا خلال أشغال المؤتمر الوطني الطلابي التاسع والذي انعقد أيام السبت والأحد 20 و21 نونبر 2021 بمدينة بوزنيقة.
وطرح موقع “الإصلاح” عددا من الأسئلة المحورية التي أجاب عنها رئيس المنظمة مصطفى العلوي؛ من بينها أبرز القضايا التي تم مناقشتها في المؤتمر، وتحديات المنظمة خلال المرحلة المقبلة، والتطورات الأخيرة في مجال التعليم، ودور الحركة الطلابية في دعم القضية الفلسطينية، ورسالة أخيرة للطلبة ولمن يحمل هم الرسالة والوطن.
وإليكم نص الحوار كاملا:
أجرى الحوار لموقع “الإصلاح: ي.ف.
س1- اختتمت نهاية الأسبوع الماضي فعاليات المؤتمر الوطني التاسع لمنظمة التجديد الطلابي التي أسفرت أشغالها عن انتخابكم رئيسا جديدا.  كيف مرت أجواء هذه المحطة الطلابية المهمة؟ وما هي أبرز المواضيع والقضايا التي تم مناقشتها؟
ج1- راكم العمل الطلابي الإسلامي منذ انطلاقه قبل أكثر من أربعين سنة تقاليد شورية وديمقراطية، زادتها السنون والتجارب والاختبارات والأجيال رسوخا، بما في ذلك الجيل الحالي لمنظمة التجديد الطلابي الذي كان في مستوى حدث ديمقراطي بحجم محطة المؤتمر الوطني التي انعقدت خلال الأسبوع الفارط في موعدها القانوني و التنظيمي المحدد؛ في أجواء أخوية وديمقراطية للمرة التاسعة تواليا منذ تأسيس المنظمة منذ حوالي تسعة عشر سنة، وهو بالمناسبة أمر نادر الحدوث في هيئات طلابية مماثلة، سواء تاريخيا أو راهنا.
ولأن محطة المؤتمر الوطني ليس حدثا انتخابيا فحسب، فقد ناقش تصوراته للمرحلة المقبلة، كما أصدر وثيقة البيان الختامي التي ستؤطر مواقف المنظمة خلال المرحلة المقبلة، والأهم من ذلك أن الأجواء الإيجابية التي مر فيها حفزت انبثاق روح إيجابية جديدة تسود المنظمة حاليا، وسنعمل بإذن الله على الحفاظ عليها ببذل المجهودات اللازمة.
 س2- طبعا انتخاب لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة هي بداية مرحلة جديدة بتحدياتها.  ما هو تصوركم لأبرز التحديات والقضايا التي ستكون على رأس الأولويات خلال هذه المرحلة؟
ج 2- انتماؤنا للحركتين الطلابية والإسلامية يلقي على عاتقنا مسؤولية كبيرة في ضرورة تملك ملكتي الوعي والنقد من أجل مواكبة تحديات وأسئلة وقضايا هذه الحركة وتلك. الأمر متعب بالنسبة لقيادة وقواعد المنظمة من الناحيتين الفكرية والتنظيمية، لكنه ضروري من أجل الاستمرار، وهو دليل حياتنا كمنظمة متعددة الانتماءات والمشارب والعلاقات، وضروري أيضا في تكوين مناضلينا وتنشئتهم على مواجهة الأسئلة الحارقة والقضايا المستجدة في كل مرحلة، بما في ذلك المرحلة الحالية التي تحمل جملة من التحديات التي تتعلق أساسا بتداعيات جائحة كورونا على المنظمة وفروعها.
الجائحة لم تغير أولوياتنا، لكنها فرضت علينا تطوير أدائنا من حيث الجودة والسرعة من أجل استدراك ما مضى. كانت الفروع وستبقى في صلب اهتمامنا، وسيظل تعميم انتشارنا عبر الخريطة الجغرافية للمؤسسات الجامعية هدفا نعمل من أجل تحقيقه كل يوم. هذا الموضوع تحد حاصل و أولوية نعمل على إنجازها، هو أولا، وتأتي بعده طبعا عدة مواضيع وقضايا أخرى.
 س3- بالنسبة لمجال التعليم، ما رأيكم في التطورات الأخيرة؟ والمقاربة التي تنهجها الوزارة في الحكومة الجديدة سواء على مستوى النظام التعليمي أو التوظيف؟
ج 3- الحكومة الحالية مرتبكة وتعاني من أزمة خطاب سياسي بحكم أن الأحزاب المشكلة لها، وخاصة الحزب الذي يقودها، حديثو عهد بالتدبير من موقع رئاسة الحكومة بعد 2011، ذلك أنهم لا يفقهون أبجديات التعامل مع شباب ما بعد الربيع العربي الذي ارتفعت تطلعاته إلى مستوى يبدو لي أن هذه الحكومة غير قادرة على الاستجابة لها.
نحن ندرك أن هذه الحكومة إذا خُيّرت بين خدمة مصلحة الشباب أو خدمة اللوبيات الاقتصادية، فستختار الخيار الثاني، بحكم تركيبة وزرائها الذين أعتقد أنهم لا يعرفون المغرب كما يجب، بحكم أصولهم الاجتماعية ومساراتهم.
هذا عن الحكومة بشكل عام، أما بخصوص قطاع وزارة التربية الوطنية، فهو سيد الارتباك والعجز وسوء التواصل، وخاصة وزيره الذي أُوتِي به لتمرير أجندات وقرارات لا علاقة لها بمضامين الخطابات الملكية والرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم وتقرير النموذج التنموي الذي أشرف عليه هو نفسه. ومن هذه القرارات قراره بتسقيف سن التوظيف واعتماد الانتقاء الأولي في مباريات التعليم، والذي تسبب في سخط شعبي على حكومته وأعطى مؤشرات قوية أن هذا الوزير وحكومته يسيران بخطى واثقة نحو الفشل، نتيجة الجهل وسوء الإدارة والتواصل، لاسيما أن خلفيات هذا منكشفة وتروم خدمة صندوق التقاعد و لوبيات القطاع الخاص، ولا علاقة بالغيرة على التعليم العمومي أو إصلاحه.
س4- ننتقل لموضوع القضية الفلسطينية، ما هو الدور الذي من الممكن أن تقدمه الحركة الطلابية خاصة في ظل تنامي التطبيع الصهيوني وهرولة عدد من الجامعات المغربية لإبرام اتفاقيات مع جامعات صهيونية؟
ج 4- بحكم أننا نشتغل من داخل المؤسسات ونحترم علوية القانون، فالمجال المتاح الذي نشتغل في إطاره هو المقاومة المدنية السلمية للمطبعين من أبناء بلدنا، وكذلك تجاه الصهاينة الغاصبين الذي يدنسون تراب وطننا بزياراتهم له. هذا عن التطبيع بشكل عام، أما عن تطبيع الجامعات المغربية، فإننا نعتبره يندرج ضمن نفس السياق، ونواجهه كل يوم بنفس الوسائل المدنية داخل الجامعات، ذلك أننا ننظم باستمرار عددا من الأنشطة الثقافية والعلمية والنضالية التي نُعرّف من خلالها بعدالة قضية الشعب الفلسطيني البطل وشرعية مقاومته الباسلة من جهة، كما نقوم بفضح إجرام و إرهاب الصهيونية والصهاينة، وننبه إلى خطورة التطبيع معهم على الأمن القومي للدول و المجتمعات العربية عموما، والمغرب والمغاربة خاصة.
الملاحظ في الآونة الأخيرة هو أن الدولة بدأت في الآونة الأخيرة تضيق ذرعا بالحراك الطلابي المناهض للتطبيع والصهينة الذي صارت تقمعه بالقوة والعنف، لكننا في منظمة التجديد الطلابي نعتبر توتر الدولة إزاء التضامن مع فلسطين شعورا نفسيا مخزيا يتملكها، ندعوها إلى معالجته بالرجوع إلى الضمير الجمعي للمغاربة الرافض للتطبيع جملة وتفصيلا.
 س5- ختاما، ما هي الرسالة التي ممكن أن توجهها إلى الطلبة خاصة منهم من يحمل هم الرسالة والوطن؟
ج 5- أقول لهم: واصلوا في طريق الإصلاح الطويل، وتزودوا بالإيمان والمعرفة كي لا يشق عليكم المسير إلى الله الذي أسأله أن يلهمني وإياهم الصبر والإخلاص في القول والعمل.
{إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} صدق الله العظيم.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى