المسابقة الرمضانية الرابعة، وهذا هو السؤال السادس والعشرون

السؤال السادس والعشرون

لقد لقي رسول الله ﷺ من أعدائه كثير الأذى، وعظيم الشدة والمكائد، منذ جهر بدعوته، ولكن الله تبارك وتعالى حفظه وعصمه من الناس، وقصة الشاة المسمومة صورة من صور حفظ الله لنبيه ـ ﷺ ، تنفيذا لوعده سبحانه ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” (المائدة: 67).

عن أبي هريرة – رضي الله عنه ـ قال :” لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجْمَعُوا إلَيَّ مَن كانَ هَاهُنَا مِن يَهُودَ. فَجُمِعُوا له، فَقَالَ: إنِّي سَائِلُكُمْ عن شَيءٍ؛ فَهلْ أنتُمْ صَادِقِيَّ عنْه؟ فَقالوا: نَعَمْ. قَالَ لهمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أبُوكُمْ؟ قالوا: فُلَانٌ. فَقَالَ: كَذَبْتُمْ، بَلْ أبُوكُمْ فُلَانٌ. قالوا: صَدَقْتَ. قَالَ: فَهلْ أنتُمْ صَادِقِيَّ عن شَيءٍ إنْ سَأَلْتُ عنْه؟ فَقالوا: نَعَمْ يا أبَا القَاسِمِ، وإنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كما عَرَفْتَهُ في أبِينَا. فَقَالَ لهمْ: مَن أهْلُ النَّارِ؟ قالوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اخْسَؤوا فِيهَا، واللَّهِ لا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أبَدًا. ثُمَّ قَالَ: هلْ أنتُمْ صَادِقِيَّ عن شَيءٍ إنْ سَأَلْتُكُمْ عنْه؟ فَقالوا: نَعَمْ يا أبَا القَاسِمِ. قَالَ: هلْ جَعَلْتُمْ في هذِه الشَّاةِ سُمًّا؟ قالوا: نَعَمْ. قَالَ: ما حَمَلَكُمْ علَى ذلكَ؟ قالوا: أرَدْنَا إنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ، وإنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ”.( صحيح البخاري)

وقال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث إخباره ﷺ عن الغيب، وتكليم الجماد له، ومعاندة اليهود لاعترافهم بصدقه فيما أخبر به عن اسم أبيهم، وبما وقع منهم من دسيسة السم، ومع ذلك فعاندوا واستمروا على تكذيبه  ” .وظل رسول الله ﷺ  يعاوده ألم السم حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:  كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في مَرَضِهِ الذي ماتَ فِيهِ: يا عائِشَةُ، ما أزالُ أجِدُ ألَمَ الطَّعامِ الذي أكَلْتُ بخَيْبَرَ، فَهذا أوانُ وجَدْتُ انْقِطاعَ أبْهَرِي(عرق متصل بالقلب) مِن ذلكَ السُّمِّ.(البخاري). لقد أظهرت قصة الشاة المسمومة حقيقة ثابتة، وهي أن اليهود هم اليهود ، على مر التاريخ والعصور، ومنذ عهد النبي ﷺ إلى يومنا هذا، دأبهم دائما الخيانة والغدر والتآمر، وهم مصدر خطر كبير وشر مستطير على الإسلام والمسلمين، ينبغي التنبه له ومواجهته .. فهل نتعلم من تاريخهم مع النبي ﷺ والمسلمين ؟ ” إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ” (قّ .37).

السؤال26 : من هو الصحابي الذي أكل مع النبي ﷺ من الشاة المسمومة ومات ؟

إقرأ كيفية المشاركة : الحركة فرع تمارة تنظم مسابقتها الرمضانية في نسختها الرابعة

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى