شلفوات: العلاقة بين الأسرة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية والإعلام علاقة جدلية تتشابك يوما بعد يوم

أكد الأستاذ عبد الرحيم شلفوات مسؤول قسم الإعلام المركزي لحركة التوحيد والإصلاح، أن موضوع الأسرة كان دائما موضوعا مهما ومجالا خصبا للعمل الدعوي والعمل التربوي وللعمل المدني والإعلامي وهو أحد المجالات المهمة التي تحظى باهتمام الحركة، ويبدو اليوم أن له راهينة أكبر وأهمية أكبر في ظل الظروف التي نعيشها اليوم وهي ظروف الجائحة حيث بدا للجميع أنها محضن مهم ومؤسسة أساسية في حياة الأفراد وبشكل أكبر خلال الجائحة، حيث أعاد الكثيرون استكشاف أهمية الأسرة في هذه الظروف وبالتالي كان اختيار موضوع الأسرة اختيارا موفقا.

وأضاف شلفوات في كلمته في الندوة الافتتاحية للحملة الوطنية “أسرنا مسؤوليتنا”، أن الأسرة استهلكت الكثير من المواد الإعلامية في تلك الظرفية الخاصة، حيث لعب الإعلام دورا كبيرا ومحوريا وأساسيا في التعاطي مع الاسرة وفي مساهمتها وتوجيهها، وأيضا في تخريبها وتحوير فهمها وتحريف أفكارها وتقريب المخاطر منها، فخلال فترة الحجر الصحي تم التعاطي مع الإعلام بشقيه الإيجابي والسلبي، فمن الناحية الإيجابية شكل الإعلام سندا ودعامة ووقف إلى جانب الأسر في تلك الظرفية الحساسة التي كان مطلوبا من الجميع المكوث في بيوتهم، هذا المكوث في جزء من معانيه استهلاك ما يقدمه الإعلام خاصة الرقمي اليوم، فالعلاقة بين الأسرة والإعلام علاقة جدلية تتشابك يوما بعد يوم.

إقرأ أيضا: العدوني: الأسرة هي نواة الرأسمال الاجتماعي والاهتمام بها هو اهتمام بالثروة اللامادية التي بدونها لا يمكن أن يتحقق أي شيء

وأشار عضو المكتب التنفيذي إلى ضرورة تناول موضوع الأسرة وعلاقته بالإعلام خلال الحملة من خلال قضيتين أساسيتين:

أولا  – داخل الحملة ضرورة إبراز دور الإعلام كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية، فالإعلام تحول شئنا أم أبينا لمؤسسة للتنشئة في بعض الحالات تفوق دور الاسرة وتتجاوز دورها وقد تؤثر على الأسرة وقد تدفع نحو تشكيل أسر أو تدفع في أحايين كثيرة إلى هدم أسر وتخريبها وتقريب مخاطر فكرية وعقدية وقيمية وسلوكية ومنهجية منها، ليس فقط الإعلام التقليدي وإنما أيضا الإعلام الرقمي المنتشر يوما بعد يوم والذي لا يميز ما بين فقراء أو أغنياء ولا بين متعلمين أو أميين، حيث قرب الاعلام الرقمي اليوم الجميع من مضامين ومحتويات قد تسير نحو الجانب الإيجابي كما قد تسير نحو الجانب السلبي، ولذلك هناك حاجة حقيقية لإبراز هاذين الجانبين الإيجابي الممكن والمتاح والذي فيه برامج ومحتويات رقمية مهمة نحتاج أن نطلع عليها وأن نُعرف بها وأن نعتني بوجودها وإبرازها، والجوانب السلبية الهدامة وهي موجودة وكثيرة، ثم إبراز دوره وعلاقته بالأسرة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية لتوضيح أفهام أفرادها وجعلها تسير في الجانب الإيجابي أو تسير في الجانب السلبي.

ثانيا – الرفع من مستوى الوعي بمسألة الإعلام وكيف أن له علاقة كبيرة بالأسرة اليوم، وأيضا من خلال دعوة مختلف الفاعلين المدنيين وليس فقط الحركة للاهتمام بموضوع الأسرة كمنتجين للإعلام وأيضا دعوة مختلف المنابر الإعلامية سواء العمومية أو الخاصة إلى الاهتمام بالموضوع لأهميته في المجتمع ولمحوريته ولدوره، أي لا بد من الاشتغال على دعوة مختلف المنابر الإعلامية والتوجه إليها، فإن كان الامر يتعلق بالإعلام التقليدي ففي دفاتر تحملات مختلف المنابر الإعلامية الرسمية هناك دعوة للاهتمام الكبير بالأسرة ونحتاج إلى أن نتفاعل معه أو نشكل نوع من الرقابة عليه وهو أمر متاح من خلال آلية الديمقراطية التشاركية، وفيما يخص الإعلام الجديد والمنابر الإعلامية المتواجدة نحتاج قدر الإمكان إلى أن نتوجه إليها بموادنا وبأنشطتنا وبأعمالنا وبدعوتنا إليها لأجل أن تهتم بموضوع الأسرة.

وأوضح شلفوات أن إعلام الحركة  سيوفر منبرا وفضاء لنشر مختلف مواد الحملة والتعريف بها ومواكبة كل أنشطتها وكل برامجها وأعمالها بشكل مستمر، كما أن قسم الإعلام هو جزء من الحملة والذي يقوم بالإشراف عليها وتنزيل موادها، وبالتالي فهي دعوة لمختلف الإخوة في الجهات والأقاليم أولا لتفعيل صفحاتهم الخاصة على الفيسبوك وعلى باقي المنصات الإعلامية وباقي وسائل التواصل الاجتماعي وأيضا إلى التفاعل والتواصل مع قسم الإعلام المركزي والذي يمثله موقع “الإصلاح” للتواصل مع الموقع الالكتروني بموادهم وأنشطتهم وبرامجهم وأعمالهم وهو الفضاء المتاح لهم لنشر كل المواد وذلك حرصا على نجاح الحملة مساهمة منهم في دعم وتماسك الأسرة.

يذكر أن حركة التوحيد والإصلاح أطلقت عبر ندوة افتتاحية الحملة الوطنية “أسرنا مسؤوليتنا”، وذلك مساء السبت 6 مارس 2021 عبر تطبيقي زووم والفيسبوك، أطرها كل من: المهندس عبد الرحيم شيخي؛ ونائبته الدكتورة حنان الإدريسي، والدكتور محمد لبراهمي، بمشاركة الهيئات الشريكة للحركة في الحملة وهم : بيت الثقافة، جمعية مغرب الفن، منتدى الزهراء للمرأة المغربية، قسم العمل المدني المركزي، وقسم الإعلام المركزي.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى