البقالي يلقي الضوء على أهمية الكتاب في مشروع الحركة وتأثير الجائحة واستثمار رمضان والتشجيع على القراءة (حوار)

يحتفي العالم في 23 أبريل من كل سنة باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف. ويهدف هذا اليوم لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عمومًا، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.

ويتميز الكتاب بأهمية كبيرة لدى رقي وتقدم المجتمعات والدول لما تشكله التنمية الثقافية في بناء الوعي ودفع الإنسانية إلى النهوض.

كما أن للكتاب أهمية كبيرة في المشاريع المجتمعية من خلال بلورة رؤاها وأفكارها وتكوين الإنسان الصالح المصلح، ومن بين هذه المشاريع هناك مشروع حركة التوحيد والإصلاح.

وبهذه المناسبة أجرى موقع “الإصلاح” حوارا مع الأستاذ فيصل أمين البقالي؛ مسؤول قسم الإنتاج العلمي والفكري للحركة.

ويجيب البقالي في هذا الحوار على أهمية الكتاب بالنسبة لمشروع الحركة، وتأثير الجائحة على الإنتاجات العلمية والفكرية، وكيفية استثمار الشهر الرمضاني في القراءة، بالإضافة إلى بعض النصائح التي تشجع على القراءة ومصاحبة الكتاب.

أجرى الحوار لموقع “الإصلاح”: ي.ف.

ماذا يشكل الكتاب بالنسبة لمشروع الحركة؟

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. أولا، أشكر موقع الإصلاح على اهتمامه المتواصل بالكتاب والقراءة والمعرفة، وهذا ليس غريبا عنه ولا مستغربا منه، فأيُّ إصلاح بلا معرفة وبلا ثقافة وبلا كتاب؟.. وثانيا، أبارك لكم هذا الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن كتاباً خاتما للكتب السماوية ومصدّقا لما بين يديه؛ فما أجمل هذه الموافقة أن نحتفل باليوم العالمي للكتاب، في الشهر الذي أُنْزِلَ فيه الكتاب الذي أوّلُ ما نَزَلَ منه كلمةُ “إقرأ”، وأقسم فيه الحق سبحانه بـ”القلم”أداة الكتابة ورمز التدوين، ووسيلة الإنسان لحفظ المعارف ومراكمتها، فقال سبحانه: “ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ“.

أما بعد، فإن حركة التوحيد والإصلاح حركة إسلامية تربوية دعوية إصلاحية؛ فكل نعت من هذه النعوت يحمل معاني شديدة الارتباط بالكتاب، باعتباره وعاءً للمعرفة ينفتح المرء من خلاله على كسوب المجتمعات والأمم، وتنشد فيه ومن خلاله الحكمة التي هي ضالة المؤمن، لا يهمُّه أيَّةُ أرضٍ أنبَتَتها، ولا أيَّة أوعِيَةٌ أخرجَتْها؛ وباعتباره إحدى أهم أدوات حفظها ونقلها في الزّمان والمكان، وباعتباره شهادة على عصره وما فيه، ولسانا للمصلحين، وأداة لبيانهم للناس ودعوتهم والتواصل معهم.. ثم إنّ الحركة باعتبارها مشروع تغيير اجتماعي لابد متوسلة بخطابية تشهد بها على واقعها، وتدعو بها إلى أفكارها، وتدخل بها في سجال مع من يليها من صفوف المشاريع والخطابيات الأخرى؛ وقبل ذلكم، لا بد لها من رؤى تنظم مجالات اشتغالها وما إلى ذلك مما هو من طبيعة مشاريع التغيير الاجتماعي عموماً ومشاريع الإصلاح ذات المحتد الإسلامي على وجه الخصوص. وجَلِيةٌ مركزيةُ ما هو معرفي علميا وفكريا وشرعيا في كلّ هذا، وجليةٌ المركزية الخاصةللكتاب في إطار مركزية ما هو معرفي بالنسبة لمشاريع الإصلاح.

أما حركة التوحيد والإصلاح فتاريخها وتاريخ روافدها يشهدان -بما ليس هذا مجال بسطه- على الاهتمام الكبير بما هو فكري وما هو معرفي، وجعلت وُكْدَها قضية تجديد الدين وتجويد التدين بأفق حضاري يتداخل مع مجالات اجتماعية مختلفة، حتى صار هذا الاهتمام ملمحا لها ولرجالاتها الذين نبغ منهم في هذا الباب ثلة تعتبر شامَةً بين رجالات الفكر والعلم والثقافة على مستوى العالمين العربي والإسلامي؛ ولذلك لو شاء الإخوان أن يضعوا صورة الكتاب لهم شعارا لما كانوا في ذلك مخطئين، ولو اعتبرنا الاهتمام بالمعرفة والثقافة خصيصة منهجية لحركة التوحيد والإصلاح لما كنا مبالغين. ثم إن النسخة الجديدة لميثاق حركة التوحيد والإصلاح (وهو كتاب أولت الحركة لمراجعة جوانب من رؤيته، ولتجديد بنيته وأسلوبه وبعض طرائق تناوله اهتماما استغرقها ما نيّف على الثلاث سنوات) يعطي للمجال العلمي والفكري قيمة كبيرة ويضعه ضمن مجالات اشتغال الحركة الرئيسة. ولذلك تحرص الحركة في شخص قسمها المركزي للإنتاج العلمي والفكري، وفي مجلس شوراها -الذي يعقد ندوات فكرية سنوية تناقض محموعة من القضايا الفكرية والمعرفية ذات الراهنية الإصلاحية- وفي إطار شراكات تعقدها مع مراكز بحثية مختلفة، على إخراج الكتاب القاصد النوعي المفيد ما أمكنها السبيل إلى ذلك، محتشدة بما يتيسر لها من ميزانية وسائل، وإن كنا نعترف بأنها تبقى دون ما نطمح إليه، ودون حجم التطلعات التي يقتضيها مشروع الحركة الإصلاحي. ولكن الأمل في الله لا ينقطع، والله ولي التوفيق.

كيف ترون تأثير الجائحة على الكتاب والإنتاجات العلمية خاصة مع الجائحة؟ (المعرض الدولي للكتاب، تأثر المؤلفين والكتاب، …)

لا شك أن هذه الجائحة قد أثرت تأثيرا كبيرا على كل المجالات، وليس مجال الكتاب والطباعة والنشر بدعاً من ذلك،. وهو تأثير لم يكن في عمومه سلبيا، فثمة مجالات ازدهرت ازدهارا كبيرا كما هو معلوم؛فإن أقدار الله الرحمن الرحيم خيرٌ كلها كما في عقيدتنا، وَعَيْنا بها أم لم نَعِ.. وقد قرأت مقالات تتحدث عن انصلاحات بيئية مشكورة على مستوى الكوكب، وترصد تراجعات ملفتة لمجموعة من ظواهر التلوث في المناخ، وتشيد بنوع من التحسن في أنواع من المخلوقات في عالم الحيوان والنبات، ما يشير بقوة إلى هذه المسألة؛ بل حتى في مجالات لصيقة بمجال الإنتاج المعرفي بشكل عام وخصوصا على المستوى الرقمي. فثمة إحصائيات لمن أراد الاطلاع تعكس أرقاما ضخمة لجحم المعاملات في هذا المجال، وما جنته شركات عملاقة في محال التسويق الرقمي للوسائط المعلومتية من كتب رقمية وورقية وما يدخل في بابها..ومن هذه الآثار أيضا ما رأينا من إتاحةلمكتبات رقمية ضخمة خلال هذه الجائحة، وكان لا يلج إليها إلا المنتسبون لها، وإنَّ الانتسابَ إليها ليكون في كثير من الأحيان باهظ الثمن، خصوصا تلك المتخصصة في بعض المجالات المعرفية الدقيقة سواء في العلوم الاجتماعية والإنسانية أو في العلوم التي تنعت بـ”الحقة”. 

ولكن مع ذلك فقد تضرّر “الكتاب الورقي”كما نعرفه وكما هو عليه حاله في عالمنا العربي. تضرَّر تأليفا ونشرا وتوزيعا وتسويقا بشكل واضح وكبير؛ وهو أمر تشتكي منه دور النشر الكبيرة بله الصغيرة، إذ زاد علةً على علَلِه المركَّبة والمتراكِبَة والمتراكِمَة. ذلك أن سلسلة الإنتاج في عالمنا العربي الواهيةِ حلقاتُها من “المنتِج”إلى “القارئ”مرورا بـ”الناشر”فـ”البائع”، هي سلسلة متضررة أصلا، وتشكو من ضعف الوساطة والتسويق الثقافي، ابتداء من ضعف النشاط النقدي الذي يفيد من خلال آليتي النخل والتقويم، ثم التعريف والتقريب، ومرورا بالإعلام الثقافي والمعرفي الذي يمكن أن يلعب دورا عظيما في إشاعة الكتاب وتعريف الناس به، إذ يقتصر غالبا على فعالية موسمية أصابتها الجائحة في مقتل عظبم، وانتهاء بالقارئ العربي الذي يبقى خارج الترتيب إذا ما قيس بغيره من القراء في البلدان التي تعرف صناعة معرفية حقيقية؛ هذا دون الحديث عن البنية القانونية والحكامية في مجال النشر والتوزيع التي تجعل الملكيات الفكرية بدون حماية تقريبا، وعن الكُتّاب والمؤلفين والباحثين الذين تكاد تكون حقوقهم معدومة، ماليا وأدبيا؛ فلا يستطيع الكاتب العربي أن يكون مطمئنا إلى أن كتابه “الناجح”على مستوى المبيعات قد أعيد طبعُه أم لا، ولا يستطيع الناشر العربي “المحترم”أن يحمي استثماره في كتاب أو كاتب أو مترجم من غائلة النسخ والسلخ والمسخ (بتعبير نقادنا الأوائل)، هذا دون الحديث عن الرقمنة التي ما تزال سؤالا محرجا في العالم كله من الناحية التجارية والقانونية والأدبية والأخلاقية.

وإذن فالوضعية بصراحة ليست مريحة بحال، إن لم نقل عنها أنها سيئة. ونحن في قسم الإنتاج العلمي والفكري لحقنا من هذا نصيبنا فالكتب التي أصدرناها في المعرض الدولي للكتاب لفبراير 2020م ما تزال في معظمها حبيسة الخزائن وإن سوّقنا بعضها على نطاق ضيق. فصعوبة التنقل والحرص على السيولة والضرر اللاحق بالقطاعات الاقتصادية الاخرى، كل ذلكم كان له تأثير مباشر علينا، هذ مع العلم أننا لسنا مؤسسة تجارية تدور مع الربح وجودا وعدما، بل نحن مؤسسة تربوية دعوية همها نشر الأفكار والتواصل مع أصحابها والانفتاح بها على الناس، ثم إن العاملين معنا في القسم متطوعون، وكل ما نطلب من الناحية المادية ألا تكون الكلفة متجاوزة للميزانية المحدودة أصلا. ولكننا تربينا على أن نعتبر ما نفعله جهادا ونضالا، وعقباتِه تحدياتٍ تعرض في سبيل الدعوة والإصلاح، فأملنا في الله كبير وتفاؤلنا ببلدنا وأمتنا كبير أيضا، ولذلك فنظرتنا إلى الغد تبقى محكومة بهذه الروح ولله الحمد.

كيف يمكن استثمار هذا الشهر الرمضاني في القراءة، وما أبرز الكتب التي تنصحون بقراءتها على سبيل الذكر لا الحصر؟

كما أشرت في بداية القول إلى أن من الموافقة الجميلة مجيء يوم الكتاب في الشهر الذي أنزل فيه الكتاب الذي هو القرآن. وعادة أهل العلم في هذا الشهر الكريم كثرة التحلق على موائد العلم تدبرا ومدارسةً أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صحَّ عنه أن جبريل عليه السلام كان يأتيه في رمضان فيدارسه القرآن.. وفي رمضان تتخفف النفوس من مطالب الحياة اليومية وشهواتها فتكون أليق بأن تسمو في معارج الروح ومدارج الفكر.. ناهيك على أنه موسم قراءة الكتاب العزيز تلاوة وتدبرا ومدارسة وتفسيرا .. ومن عادة كثير من البلدان الإسلامية قراءة كتب أخرى معروفة ككتب السنة والسيرة، والمغارية يعنون فيه إلى جانب القرآن بالجامع الصحيح للإمام البخاري ولو سردا على سبيل التبرك، وإلا فإن كثيرا من حِلَق العلم تُعقَدُ لدراسته والتعرف على رجاله والاجتهاد في تلقي ما به من كنوز السنة والسيرة والعلم النبوي النافع.. وقد نشأنا مع جيل الصحوة الإسلامية الذي درج على أن يجعل من شهر رمضان الكريم شهر المناشط الثقافية والعلمية والفكرية، ومعارض الكتاب، ومناصرة قضايا الأمة.. وقد رأيت من الشيوخ الأفاضل من كانت لهم عادة بديعة إذ يسردون مع أهل بيتهم مجموعة من الكتب المختارة من القديم والحديث، فيطيب لهم سرد الشفا للقاضي عياض، ويراجعون كتب الصوم في مدونات السنة والفقه، كالصحيحين والكتب الستة، وفي موطإ الإمام مالك رضي الله عنه، وفي شروح الشيخ خليل، وشروح متن ابن عاشر؛ وفي المعاصر يقرأون فقه السيرة للغزالي والبوطي، كتاب السيرةللغضبان المعنون بالمنهج الحركي للسيرة النبوية، ويقرأون الظلال لسيد قطب ويقرأون للقرضاوي وغير هؤلاء من كتّاب الصحوة الإسلامية المباركة.

ولعلي أنصح ما دمتهم قد طلبتم ذلك، بقراءة -أو إعادة قراءة- كتاب “هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس”لماجد عرسان الكيلاني رحمه الله، اعتبارا لراهن قضية الأقصى والقدس وفلسطين، وتنسّما لنفحات التجديد الروحي والفكري والعلمي الذي قادته المدارس التي أخرجت ذلك الجيل في عصر أشبه بتعقيداته ومشاكله وهزائمه بعض ما في عصرنا .. كما أنصح بقراءة كتاب “تفسير سور المفصل من القرآن الكريم”لسيدي عبد الله كنون رحمه الله، كما أنصح بكتاب أخرجناه منذ أيام، وهو كتاب بديع في بابه لأستاذنا الأمين بوخبزة حفظه الله، بعنوان “الفقهاء والفلاسفة في الغرب الإسلامي في القرنين السادس والسابع الهجريين : جدلية القبول والرفض”،أهيب به وبقراءته ففيه فوائد جمة، وأنصح أيضا بكتاب شيخنا العالم الأصولي الدكتور أحمد الرسوني بعنوان “الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب” .. فهذه كلها كتب قيّمة سهلة الهضم مع جليل الفائدة،وهي مناسبة أيضا لهذا الشهر الكريم، ولكنها غيض من فيض ما يمكن أن يقرأ في رمضان وفي غير رمضان.

ما هي النصيحة التي توجهونها بهذه المناسبة من أجل التشجيع على القراءة ومصاحبة الكتاب؟

العلم والقراءة أصلهما التعلق والتهمّم .. وكلمة “تشجيع”السائرة في أيامنا ربما لا تفي بالمعنى المقصود، لأن التشجيع إنما يكون للراغب المتردد، أما المنصرف والغافل ومن في حكمهما فلا يحتاج إلى التشجيع بل إلى شيء آخر يليق بمقامه من تنبيه وترغيب وتحبيب وتذويق. وفي هذا الإطار ودون الدخول في مناقشة أزمة القراءة بأبعادها المختلفة، يجدر بنا الانتباه إلى أن شرط التعلق والتهمم اللذين ينبعان أساسا من الأسئلة التي تلح على أصحابها فما تزال بهم حتى تحركهم إلى طلب سبل الجواب، وتلَمُّسِ طرق الفهم.ولو قصرنا نظرنا على هذين فقط لبدا لنا كيف “سُرِقَت”من الكتاب شروط التعلق والتهمم هذه بتنوع سبل التبريد عن السؤال من خلال وسائط باتت تنافس الكتاب مجالَه الذي طالما استأثر به. كما أن انصراف الأذهان إلى منازع أخرى تجد فيها متعتها الذهنية والنفسية بما لا قِبَل للكتاب بمنافسته إلا لمن ذاق حلاوة الكتاب ولذة القراءة، قلت هذا الانصراف ساهم أيضا في مزيد تحوّل عن الكتاب وزهد فيه. والحال أن الناظر في إحصائيات الدول التي ترتفع فيها نسبة المطالعة سيقف على حقيقة أن هذه النسبة إنما ترتفع بالرواية وكتب الجيب بغض النظر عن الطبيعة الفيزيائية للحامل، ورقي هو أم رقمي أم صوتي، إضافة إلى المجلات والدوريات والصحف؛ وهذا معناه أن الكتاب لا بد أن يكون مغريا وممتعا في غالب الأحيان وليس المعوّل فقط على كتب “الوزن الثقيل”إذا صح هذا التعبير.. وليس بين أيدينا اليوم صورة صحيحة عن حال القراءة في عالمنا مع دخولنا بقوة في العالم الشبكي الرقمي مع ما يعرفه مجال النشر عندنا من تسيّب وسطو على الملكيات. ولا بد أن مشكلة الندرة التي كانت عندنا في الكتب المتاحة وفي الولوجية إلى ما هو مكتوب أو مسموع أو مرئي باتت غير مطروحة كما مضى .. وإذن فلا حل يبدو ممكنا القول به إلا تجويد النشر شكلا ومضمونا ثم عرضا وتسويقا، وقبله وبعده الاهتمام بحلقات الإنتاج المعرفي بكاملها وخصوصا الحلقات التي تمثل الأدوار الوسيطة كما أشرت إليها آنفا .. ومن نافلة القول التذكير بأهمية التنشئة الأسرية والمدرسية في هذا الباب ..

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى