العدوني: الأسرة هي نواة الرأسمال الاجتماعي والاهتمام بها هو اهتمام بالثروة اللامادية التي بدونها لا يمكن أن يتحقق أي شيء
أكد الأستاذ رشيد العدوني مسؤول قسم العمل المدني لحركة التوحيد والإصلاح، أن اهتمام الحركة بمؤسسة الأسرة كان حاضرا دائما في أجندة الحركة وفي جدول أعمالها إلى أن صاغته في مشروع مندمج من أجل إعادة الاعتبار لهذه مؤسسة والدفاع عنها والترافع من أجل حمايتها ثم تفعيل أدوارها الأساسية: التربوية والاجتماعية والاقتصادية والذي في إطاره جاءت هذه الحملة.
واعتبر العدوني في كلمته في الندوة الافتتاحية للحملة الوطنية “أسرنا مسؤوليتنا”، أن الاهتمام بالأسرة في قسم العمل المدني هو نوع من الوفاء لهذه الوحدة والمؤسسة التربوية الاجتماعية التي أعطت كل شيء وحفظت كل شيء وفعلت كل شيء في مختلف المجتمعات، وبل إن كل فرد وإلا ومدين لهذه المؤسسة بكل ما وصل إليه، مشيرا إلى أن الأسرة المغربية بشكل عام تعاني من إشكالات ومن تهديدات ولها أعداء وخصوم يحاولون هدم قيمها والتأثير في بنيانها بل تغيير هويتها، بل أصبحت تلق تهديدا في جوهرها، إلا أنه لا يجب أن نخفي الجانب المشرق لهذه المؤسسة باعتبارها الحصن المنيع رغم كل هاته التهديدات، حيث لازالت الأسرة فاعلة حاضرة بل يمكن أن نقول أنها من بين مؤسسات الإنقاذ في الحالات والوضعيات الصعبة، ولعل خير مثال على ذلك جائحة كورونا حيث تحملت الأسرة أعباء كثيرة خاصة في تدبير المسألة التعليمية وأصبح الثقل عليها وحدها، وهو ما جاء في تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الذي صدر السنة الماضية بمناسبة اليوم العالمي للأسرة، الذي يصادف ال15 من ماي من كل سنة.
وأضاف العدوني، أن الاهتمام بمؤسسة الأسرة هو اهتمام بالرأسمال الاجتماعي، هذا الأخير أصبح اليوم حاضرا في النقاش والتداول العمومي في العالم ككل وفي بلادنا أيضا، والذي يرمز له مكونان: مكون القيم والروابط، القيم الاجتماعية والروابط الموجودة في المجتمع، والأسرة هي نواة هذا الرأسمال الاجتماعي وبالتالي فالاهتمام بها في الحقيقة هو اهتمام بالثروة اللامادية كما أشار إليه الأستاذ نور الدين لشهب، والذي بدونه لا يمكن أن يتحقق أي شيء، فلا تنمية بلا رأسمال اجتماعي، ولا تقدم بدون هذا الرأسمال المتماسك والقوي والفاعل، مضيفا أن الحديث هنا ليس عن روابط وقيم ميتة وإنما قيم وروابط فاعلة وحاضرة دافعة محفزة على العمل وعلى التقدم وعلى الإحسان وعلى النهوض.
البقالي: المجتمع المدني مطالب بالتكتل من أجل سياسات عمومية مندمجة لاحتياجات الأسرة تحمي تماسكها وتسيج قيمها |
وأوضح مسؤول قسم العمل المدني أن قضية الأسرة ليست قضية فاعل واحد وإنما مختلف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والدعويين والمدنيين والنقابيين، لكل منهم مدخل من المداخل التي يمكن أن تسهم في إعادة الاعتبار للمؤسسة وحمايتها وتفعيلها للقيام بأدوارها داخل المجتمع، على اعتبار أن الأسرة ليست هي المشكل وإنما هي الحل والمفتاح لعدد من المشاكل الأخرى الموجودة سواء على المستوى القيمي أو الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، وبالتالي فهي قضية الفاعلين وفعاليات المجتمع المدني في صلب هاته الهيئات، ومدخل العمل المدني سواء دوره في التكوين والرفع من قدرات الفاعلين في هذا المجال، أو من خلال الإمكانات المتاحة سواء دستورية أو تشريعية أو عملية الترافع لحماية الأسرة وإدماجها في السياسات العمومية والترابية، مشيرا إلى دور المجتمع المدني في الوساطة الأسرية باعتبارها آلية من الآليات المهمة جدا التي أثبتت نجاعتها في الوقاية من النزاعات ومن الإشكالات التي تتعرض لها الأسرة سواء بين الزوجين أو بين باقي الأطراف كالأبناء وغيرهم، بالإضافة على دوره في النهوض بوضعية الأسر في وضعية هشة، وقد تابعنا ذلك في ظل الجائحة وقبل الجائحة، وفي الأسبوع الماضي خلال فيضان تطوان حيث بادر المجتمع المدني في تفريج كرب الأسر الهشة.
وختم العدوني كلمته بالتأكيد على دور الأسر من خلال جمعية الآباء وأولياء أمور التلاميذ باعتبارها جزء من المجتمع المدني التي تقوم بدور كبير، إلا أن مستوى انخراط الأسر في هاته الجمعيات ومساهمة الجمعيات وانفتاح الفاعل الرسمي سواء الحكومة أو المؤسسات العمومية أو الجماعات الترابية على جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وإشراكهم في اتخاذ القرار التربوي خاصة من الأمور التي لازالت مغيبة إما بفعل ضعف الانفتاح الرسمي أو القصور الذاتي داخل هاته الجمعيات أو لضعف الانخراط في هاته الجمعيات، وهنا وجه العدوني نداء للآباء والأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات في مختلف المؤسسات التعليمية للانخراط في هاته الجمعيات والحرص على تفعيلها والقيام بأدوارها لحماية المدرسة المغربية والنهوض بها وتفعيل أدوارها من مختلف المخاطر التي يمكن أن توجه إليها كالمجال القيمي والتطبيع وغيرها، وما يمكن أن يهدد المؤسسة التربوية في غياب ممثلي هاته الأسر عبر وساطة هاته الجمعيات.
يذكر أن حركة التوحيد والإصلاح أطلقت عبر ندوة افتتاحية الحملة الوطنية “أسرنا مسؤوليتنا”، وذلك مساء السبت 6 مارس 2021 عبر تطبيقي زووم والفيسبوك، أطرها كل من: المهندس عبد الرحيم شيخي؛ ونائبته الدكتورة حنان الإدريسي، والدكتور محمد لبراهمي، بمشاركة الهيئات الشريكة للحركة في الحملة وهم : بيت الثقافة، جمعية مغرب الفن، منتدى الزهراء للمرأة المغربية، قسم العمل المدني المركزي، وقسم الإعلام المركزي.
الإصلاح