رئيس وزراء اسكتلندا السابق: لا أشعر بالأمان ببريطانيا و”إكس” باتت مكبا لمعلومات المضللة
قال رئيس وزراء اسكتلندا السابق حمزة يوسف، إنه لم يعد متأكدا مما إذا كانت بريطانيا “بلدا آمنا” له ولأسرته بعد الأحداث العنصرية المناهضة للمسلمين التي شهدتها أنحاء متفرقة من بريطانيا منذ 29 يوليوز الماضي.
وتحدث يوسف في حوار مع وكالة “الأناضول” عن أعمال العنف اليمينية المتطرفة التي استهدفت المسلمين عقب حادثة طعن بالسكين في ساوثبورت أواخر يوليو الماضي. وأعرب عن دهشته وصدمته من”رؤية المتطرفين يرمون المساجد بالحجارة ويرددون أشد الهتافات إثارة للاشمئزاز ومعاداة للإسلام، ويشعلون النار في فنادق يعيش فيها لاجئون”، واصفا تلك الأحداث بأنها “أبشع مستوى من العنف” شهده طوال حياته في بريطانيا.
السياسيون هم السبب
قال رئيس وزراء اسكتلندا السابق، إن “العامل الأساسي للعنف في بريطانيا هم السياسيون الذين جرَّدوا المهاجرين من إنسانيتهم لسنوات، واستخدموا الاسلاموفوبيا والقوالب النمطية المعادية للإسلام، بمن فيهم وزيرة الشؤون الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان”. وأفاد بأن “معاداة المسلمين أصبحت ظاهرة متأصلة ومنهجية في المجتمع البريطاني”.
وانتقد يوسف زعيم “حزب بريكست” البريطاني نايجل فاراج، واصفا إياه بأنه “مثال كلاسيكي لكل ما هو خطأ في الخطاب السياسي” ، مشيرا إلى أن “نايجل فاراج يكسب رزقه والكثير من المال من الإسلاموفوبيا”.
وأوضح حمزة يوسف أنه تم انتخاب فاراج عضوا في البرلمان البريطاني إلى جانب كثير ممن أدلوا بتصريحات مناهضة للمهاجرين والمسلمين في الماضي، متسائلا عن مفاد تلك الرسالة التي يقدمها الناخب البريطاني للعامة.
بريطانيا ليست آمنة
وعبّر يوسف عن اعتقاده أن “بريطانيا ليست بلدا آمنا” له ولأسرته، رغم أنه ولد في اسكتلندا وعاش فيها طوال حياته، وصار رئيس وزرائها وزعيما للحزب الوطني الاسكتلندي لأكثر من عام.
وقال مُعلقا على رغبة كثير من المسلمين في الرحيل من بريطانيا: “لا أريد المغادرة لأن اسكتلندا بلدي، أنا أحبها وسأظل أحبها دائما، وستكون دائما المكان الذي ينتمي إليه قلبي، لكنني أب وزوج أولا وقبل أي شيء”.
وأضاف: “يجب أن يكون واجبي حماية أطفالي وأسرتي واليقين من أنني أفعل ما هو لصالحهم”. وزاد “لا أخطط للمغادرة، لكنني وكل مسلم أعرفه، نطرح سؤالا: هل بريطانيا مكان آمن للمسلمين؟ بالتأكيد لا أشعر بذلك”.
وأعرب السيسي السكتلندي عن سروره بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بشأن عدم تسامح الحكومة مع الهجمات ضد المسلمين، مشددا على أن “الاعتقالات فقط لا تكفي، بل يجب بموجب القانون حظر المنظمات العنصرية اليمينية المتطرفة والمتعصبة للبيض”.
معلومات مضللة
وفي تعليقه على تصريح إيلون ماسك، بشأن الأحداث العنصرية في بريطانيا والتي قال فيها إن “الحرب الأهلية أمر لا مفر منها في بريطانيا”، قال يوسف: “أعتقد أن إيلون ماسك يريد اندلاع حرب أهلية، وآمل وأدعو الله ألا تكون هناك حرب أهلية. ولا أعتقد أن ذلك سيحدث”، مضيفا “ماسك ضخم نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة المتعلقة بتفوق العرق الأبيض، على الرغم من أنه يعلم بالطبع أنها غير صحيحة”.
وزاد يوسف، إن ماسك “حول تويتر، المعروف حاليا باسم إكس، إلى مكب للمعلومات المضللة”، مؤكدا على”ضرورة تنظيم حكومة المملكة المتحدة شركات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل وأكثر شمولا حتى لا تنتشر الكراهية بسهولة”.
ويتعرض المسلمون والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا لاعتداءات في الآونة الأخيرة وأصبحوا مستهدفين بسبب الأحداث التي أشعلها اليمينيون المتطرفون منذ يوليو الماضي.
وفي أعقاب حادثة قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال، نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه فيه لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.
ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه فيه شاب رواندي عمره 17 عاما ولد في عاصمة ويلز كارديف، إلا أن جماعات يمينية متطرفة نظمت مظاهرات في أنحاء البلاد ضد المسلمين والمهاجرين.
عن وكالة الأناضول