تغزوان يستعرض قضايا شبابية مستجدة ويُعرِّفُ بأهمية مجال الشباب والطفولة عند “التوحيد والإصلاح”

أكد عبد اللطيف تغزوان مسؤول قسم الطفولة والشباب، أن  حركة التوحيد والإصلاح تهتم بفئة الأطفال والشباب انطلاقا من رسالتها “عمل رسالي مجدد لإقامة الدين وترسيخ قيم الاستقامة والإصلاح”، وتعتبر هذه الفئة من المجالات التي يجب أن تنال الاهتمام من قبل كل الفاعلين في مجال الإصلاح، كما تعتبر الشباب فاعلا في هذه العملية وليس فقط مجالا للإصلاح.

واستعرض تغزوان في محاضرة ألقاها برواق حركة التوحيد والإصلاح مساء أمس الأربعاء ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، خلال قراءته للواقع الشبابي اليوم أربع قضايا مستجدة طرحت على الساحة.

واستهل عضو المكتب التنفيذي للحركة أول قضية بالتقرير الأخير الذي أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بعنوان “شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين “NEET“: أي آفاق للإدماج الاقتصادي والاجتماعي ؟” الذي أعطى أرقاما خطيرة ومهولة عن الهدر المدرسي والبطالة.

واعتبر تغزوان أن هذه الأرقام والمعطيات هي مؤشر على أن هاته الفئة للأسف لم تحظى بالعناية اللازمة، وتحتاج اليوم من كل الفاعلين سواء من الدولة التي تتحمل المسؤولية أن توفر لهاته الفئة حاجياتها، وأن تجيب على كل الأسئلة وعلى كل الإشكالات، وأن تسعى لحل هذه المعضلة التي أشارت إليها أرقام المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لكن أيضا كفاعلين في الإصلاح وكفاعلين مهتمين بهذه الفئة من الشباب وبفئة المتمدرسين، محتاجين اليوم لأن نولي أهمية كبيرة لهاته الفئة وأن نسعى للإجابة على هاته الإشكالات، وهذه قضية من القضايا التي نحتاج اليوم أن تتظافر الجهود من أجل حلها.

وأشار مسؤول قسم الطفولة والشباب أنه حينما نتحدث عن الهدر المدرسي وشباب لا يشتغلون ولا يخضعون لأي تكوين، ففي الوجه الآخر لكل هذه المعضلات نجد الجريمة وأطفال متشردون والإدمان وكل الإشكالات التي يمكن أن توجد عند وضعية الأطفال في الشارع، وهذه قضية من القضايا التي أضفت ظلالها على الساحة وتحتاج إلى اشتغال.

وبخصوص القضية الثانية المتعلقة بالأسرة، نبه المتحدث إلى أن الشباب ليسوا في معزل عن النقاش في هاته القضية، وأهم شيء فيها أن النقاش لا يجب أن نرى فيه فقط المرأة أو الرجل فقطـ لكن يجب أن نرى فيه أيضا طرفان آخران أولهما الأطفال الذين يكونون الضحية الأساسية والأكبر لكل الاختلالات التي تكون مرتبطة بالأسرة، واليوم الإصلاحات لا يجب أن تكون فقط إصلاحات قانونية وإنما أيضا إصلاحات التي هي في عمق البنية القيمية لمفهوم الأسرة وهي اهتمامنا بالأسرة بما هي محضن هؤلاء الأطفال، والفئة الأخرى هم الشباب الذين مقبلون على تأسيس الأسر.

وتابع المتحدث أن النقاش اليوم هو كيف تكون الأسرة نموذجا للاستقرار والمودة والرحمة لأي شاب وشابة مقبلين على الزواج وتأسيس أسرة حتى لا يفكرو في نموذج للأسرة يثقل كاهلهم من الناحية المادية أو ينظر إليه فقط من خلال الإشكالات القانونية في المحاكم.

وأكد تغزان التحدي القيمي (القضية الثالثة) يشكل تحديا لفئتي الأطفال والشباب معهما ويضغط عليهما، وهو ، مستحضرا ما نشاهد اليوم ما يحدث في الغرب من هجمات من قبيل المثلية والجندر وغير ذلك من القيم التي تضرب في فطرة الطفل والإنسان ككل.

ولفت  إلى أن هذه الإشكالات القيمية المرتبطة بالأطفال أصبحت أيضا تضغط في بلدنا، وتمر إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر بعض البرامج التلفزية، التي تحتاج منا اليوم أننا فعلا كما يقول المغاربة “نتحزم” لهذا الموضوع لأنه خطير جدا، وإذا لم ننتبه له ربما بعد سنوات قليلة سيصبح لدينا نفس الإشكالات الموجودة حاليا عند الغرب في الأطفال والجنس.

أما القضية الرابعة المستجدة ، وهي حضور الشباب في الحراك الداعم للقضية الفلسطينية، حيث نشاهد اليوم سواء في المغرب أو في البلدان العربية أو حتى في الجامعات الأمريكية والغربية كيف يقود الشباب الحراك الداعم للقضية الفلسطينية ، وأنه إلى وقت قريب كان يتم اعتبار فئة الشباب التي غير مهتمة بقضايا وطنها والقضايا الإنسانية وغير مهتمة بمحيطها، واليوم ثبت أن هذه الفئة معول عليها ومن الممكن أن تصنع التغيير. وظهر أن هناك نوع من الإصرار عند هؤلاء الشباب في مختلف دول العالم رغم الاختلافات الموجودة بينهم سواء في الدين أو الأعراق أو الأجناس أو اللغات وتوحد هؤلاء الشباب على رفض الظلم والتضامن مع القضايا الإنسانية العادلة.

أما عن قسم الطفولة والشباب، فأوضح تغزوان أنه واحد من الأقسام الذي يشرف على أحد المجالات الاستراتيجية لحركة التوحيد والإصلاح نسميه بمجال الطفولة والشباب، ويجمع بين فئتين يوجد بينهما تكامل وترابط بحيث أن فئة تكمل الأخرى وتمثل فئة الأطفال انتقالا إلى فئة الشباب.

وأضاف المتحدث “نعتبر في الحركة أن الاشتغال مع هذه الفئة تتضمن ثلاث عناوين أساسية: التزكية – الاستقامة – الإصلاح. وهاته العناوين نسعى من خلال برامجنا إلى بث روح التزكية والاستقامة في قيم هؤلاء الأطفال والشباب الذين نشتغلون معهم وعموم الشباب المغاربة، وأيضا نسعى إلى أن يكون هؤلاء الشباب شبابا رساليين يعتبرون أن لديهم رسالة تجاه أنفسهم ووطنهم ودينهم يسعون إلى تحقيق هذه الرسالة وإلى بثها.

وعن مجالات اشتغال هذا القسم، عرض تغزوان ثلاث مجالات؛ أولها مجال التربية الإيمانية والتزكية على القيم من خلال عدد من البرامج سواء المجالس التربوية ومنتديات الفلاح وبعض الحملات التربوية وحملات ترسيخ القيم في صفوف الشباب، ومجال الاجتهاد الدراسي والعلمي الذي هو واحد من المجالات الأساسية لأن هذه الفئة من التلاميذ والشباب هم متواجدون في المؤسسات التعليمية والجامعات فهذا واحد من المجالات التي نحرص على أن نساهم فيها. من خلال عدد من البرامج قامت بها الحركة وشبابها سواء حملات التفوق الدراسي والاجتهاد أو حملات تشجيع القراءة وكانت لدينا مسابقات خاصة بالقراءة وتتويج عدد من القراء وأيضا من خلال عدد من البرامج العلمية التي نسعى إلى أن يكون هذا من اهتمامات الشباب

أما المجال الثالث هو المجال الثقافي والإبداع والفن والرياضة وهذا واحد من المجالات المتواجد فيها الشباب ومن المجالات الأساسية التي يجب أن نسعى دائما والفاعلين المشتغلين في مجال التربية والشباب وواحد من المجالات التي على الشباب أن تتفتق فيها طاقاتها مع الحرص على أن هذه المجالات تؤطر دائما بالقيم

واستحضر تغزوان عددا من البرامج التي اشتغل عليها القسم مع هذه الفئة منها الاشتغال في موضوع التطوع باعتبارها من المواضيع الأساسية من خلال بناء قيم التطوع على الخير سواء من الأعمال التي يقوم بها الشباب أو تجاه التلاميذ والشباب الذين معهم، كما استحضر أيضا رؤية العمل الشبابي والتي تؤطر عمل الحركة في مجال الشباب والمطويات التعريفية بالحركة المتواجدة برواق الحركة بمعرض الكتاب.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى