تغزوان يدعو لتنزيل أمثل لميثاق “مؤسسات للتربية والتكوين بدون تدخين”
تُعد ظاهرة التدخين من الظواهر الخطيرة التي تهدد الصحة العمومية في المغرب، إذ يعتبر التبغ من الأسباب المسؤولة عن الوفيات والأمراض الفتاك. بينما تبلغ تكلفة الأضرار على المغرب بشكل سنوي أزيد من 5 مليارات درهم، أي ما يمثل 0.45 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وفق وزارة الصحة.
وتشير نتائج تقييم أنجزته وزارة الصحة حول الأثر الوبائي والاقتصادي للتدخين بالمغرب لسنة 2021 إلى كون التبغ هو المسؤول على إصابة 74 ألف حالة بأمراض القلب والشرايين ببلادنا، و4227 حالة جديدة سنويا من سرطان الرئة في سنة 2019.
معطيات خطيرة وأرقام صادمة
وتشيرمعطيات وزارة الصحة إلى بلوغ عدد الوفيات المنسوبة إلى التبغ 12800 حالة وفاة مبكرة، بينما يكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن تبوء المغرب المرتبة السابعة إفريقيا من حيث عدد المدخنين، بإجمالي 3.451.000 مدخن.
وتتحدث معطيات وزارة الصحة عن انتشار التدخين بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم من 13 الى 15 سنة بمعدل 6٪. فيما يبلغ معدل انتشار نسبة التدخين بين البالغين لسن 18 سنة فما فوق 13.4٪. بينما يتعرض حوالي 35.6٪ من السكان للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية.
وفي هذا السياق المفزع، تأتي حملة أطلقتها وزارة التربية الوطنية لمحاربة التدخين بمختلف مؤسسات التربية والتكوين عبر سن إجراءات وتدابير تهدف إلى التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة بالمؤسسات التعليمية ولدى الفئات المتمدرسة على وجه التحديد.
ودعت الوزارة في مذكرتها، المؤسسات إلى توقيع ميثاق “مؤسسات للتربية والتكوين بدون تدخين” حسب نموذج جهزته الوزارة لهذه الغاية، مطالبة الأطر الإدارية والتربوية بضرورة تجنب التدخين، بمؤسسات التربية والتكوين باعتبارهم المثل الأعلى والقدوة لدى التلاميذ.
إنتاج الهدر المدرسي والجريمة
وتفاعلا مع مذكرة الوزارة، قال مسؤول قسم الشباب والطفولة لحركة التوحيد والإصلاح عبد اللطيف تغزوان “بداية نثمن كل الجهود الرسمية والمدنية لمحاربة هاته الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع المغربي، والتي تصبح أخطر وأكثر تهديدا عندما يتعلق الأمر بالتلاميذ والمتمدرسين بمؤسسات التربية والتكوين”.
وتابع “فعندما تتحدث معطيات وزارة الصحة عن 6% من المتمدرسين بين 13 و15 سنة مدمنون على التدخين، فالأمر خطير لأن هاته الفئة هي تلاميذ الإعدادي، ولكم أن تتصوروا الإحصائيات في فئة الثانوي، وبشكل أفدح بين الطلبة الجامعيين وطلبة مراكز التكوين المهني، ستكون المعطيات صادمة”.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح في تصريح لموقع “الإصلاح” أن هذه المعطيات تعني في وجهها المقابل، إنتاج الهدر المدرسي والجريمة والإدمان، وأيضا بشكل أكبر أفواجا جديدة كل سنة من نزلاء المؤسسات السجنية.
وأوضح تغزوان أنه بالنسبة للإجراءات التي أوردتها مذكرة وزارة التربية الوطنية فهي مهمة جدا، داعيا إلى تنزيلها بكل المؤسسات التعليمية.
إشراك الأسر والإعلام
واعتبر المتحدث أن أهم مدخل هو اِلتزام الأطر الإدارية والتربوية بعدم التدخين داخل فضاءات المؤسسات التعليمية سواء السجارة العادية أو الإلكترونية، وفرض عقوبات زجرية على الإخلال بهذا الالتزام كما نص على ذلك “ميثاق مؤسسات للتربية والتكوين بدون تدخين”.
ودعا أيضا إلى إشراك الأسر في التحسيس بهاته الآفة الخطيرة، وكذا انخراط الإعلام بشكل قوي في محاربة هاته الظاهرة، واتخاذ إجراءات لمنع الترويج للتدخين بالأفلام والمسلسلات التلفزية، والانفتاح على جمعيات المجتمع المدني المشتغلة في محاربة التدخين والإدمان.
وقال تغزوان “حركة التوحيد والإصلاح انطلاقا من دورها في المساهمة في ترسيخ قيم الاستقامة والمساهمة في صلاح الشباب، فهي تنخرط دائما في الجهود الرامية لمحاربة هاته الظاهرة، وسبق للحركة أن نظمت حملة وطنية للتحسيس بمخاطر التدخين، وأيضا حملة لمحاربة الإدمان بمختلف أشكاله، نظمت فيها عدة أنشطة بمختلف ربوع المملكة”.