مؤسسة “أمناء الأقصى” تنظم مؤتمرها الأول بشعار “علماء الأمة.. طوفان الأقصى”
انعقد يومي السبت والأحد 28-29 أكتوبر 2023 المؤتمر الأول لمؤسسة ” أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة ” تحت شعار :”علماء الأمة.. طوفان الأقصى”.
وحضر المؤتمر ثلة من علماء الشريعة والدعاة من مختلف دول العالم الإسلامي ومن بقية بلاد المعمور، ومن المغرب حضر كل من الدكتور أحمد كافي والدكتور الحسين الموس والأستاذ خالد تواج، كما حضر وفد من الجانب النسوي من بينهم الدكتورة نزيهة معارج والأستاذة نعيمة بنيعيش وغيرهن.
وبعد حصة القرآن الكريم افتتح الدكتور عصام البشير رئيس المؤسسة الجلسة الافتتاحية الترحيبية بكلمة قوية، دعا فيها إلى احتشاد جهود الاتحادات والمنظمات والجمعيات قصد التداعي لنصرة أهالينا في غزة، ودعم المقاومة والحيلولة دون استئصال أهل غزة وكسر الحصار الظالم عنهم.
وعقب عرض فيلم وثائقي حول المؤسسة وبعض مشاريعها التي تحتاج إلى دعم مادي، رحب رئيس شؤون الديانات التركية علي أرباش بالحضور، منوها بتوقيت عقد المؤتمر في ظل هذه المحنة، وحجم إرهاب الكيان الوحشي والإرهابي في الذي خرق كل القوانين الدولية وداس كل القيم الإنسانية في حربه وجرائمه بغزة بمساعدة دول الغرب ودعمه . ودعا المتحدث إلى تقوية العمل الوحدوي لحفظ الأمة، واتخاذ مواقف صارمة وموحدة وفي أقرب وقت، وألا يقف ذلك حتى عودة القدس إلى دار السلام.
وفي الكلمة الموالية تحجث الشيخ محمد الحسن الددو باسم العلماء عن واجب تحرير الأقصى وبذل الجهود لذلك، بينما أشار البروفسور محمد غورماز وزير الشؤون الدينية التركي سابقا ورئيس مركز “تفكر” إلى إنه تردد كثيرا في الحضور والكلام حياء من نساء ورجال وأطفال المقاومة الذين ينبغي أن نجلس للتعلم منهم، ونأخذ منهم دروس الثبات والشجاعة والبذل والصبر واليقين. وهي دروس لا نتعلمها في المدارس ولا في الجامعات، وتقدم بعدها بأربع رسائل لمن يعنيهم الأمر:
الرسالة الأولى: للمجتمع الدولي الغربي يدعو فيه ساستهم الى الخجل من تاريخهم المختلط بالدماء، وبما فعلوه أيام الاستعمار والحروب العالمية، وبما قدموه من رشوة لليهود حيث أقطوعهم أرضا ليست لهم، وأعانوهم على تهجير الفلسطينيين منها وقتلهم، وها هم اليوم وقد تخلوا عن كل القيم الإنسانية بدعمهم اللامشروط لمن يدمر المساجد والمستشفيات والمدارس، ويقتل الأبرياء من المدنيين، وهذه علامة فارقة على نهاية المنظومة القيمية للغرب، وفيها يتجلى معدن الحضارة الغربية الحقيقي ونفاقها المكشوف.
الرسالة الثانية للمؤسسات الدولية التي أصبحت أداة بيد الأقوياء لا تحفظ سلما ولا تحمي ضعيفا، ولا توقف ظالما عن ظلمه، أما مؤسساتنا الإسلامية كالتعاون الإسلامي وغيرها فقد تحولت للأسف الشديد إلى مجرد بناء في شارع من شوارع جدة، لا تحفظ مصالح الأمة، ولا تغار على ضياعها. واغتنم الفرصة فقدم كلمة نصح لبلده ولرؤسائه الأجلاء وأنه ينتظر منهم المزيد، وذكر أن غزة هي خط الدفاع لتركيا وللأمة جمعاء.
الرسالة الثالثة للعلماء الذين مزقهم الخلاف، وشغلتهم المسائل الجزئية النظرية عن ملامسة قضايا الأمة المركزية وإمامة أفراد الأمة في ذاك. وقدم لهم دعوة للوحدة من أجل فلسطين.
الرسالة الرابعة لشباب الأمة، فهم أمل الأمة في الدفاع عن المقدسات، ودعاهم ألا يتشبهوا بمن مضى، وأن يرابطوا على الثغور كل حسب ما أوتي من مهارات. وذكّر برباط أهل غزة وأنهم يدركون قول النبي عليه السلام: “موطن ساعة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها”.
وسارت على ذلك المنوال كلمات كل من مفتي سوريا الرفاعي، والأستاذ عبد الرزاق قسوم عن علماء الجزائر، وكلمة عبدالوهاب أكنجي رئيس علماء المسلمين بتركيا. وكان لكلمة الشيخ مروان أبو راس أثر قوي خاصة أنه غزاوي ورئيس علماء فلسطين، حيث ذكّر الحضور بأن من حقوق الأخوة: الإيواء والنصرة، وقد كفانا الغزاويون الإيواء فهم ثابتون في أرضهم وبقي لنا النصرة والتي منها بذل المال لدعم المجاهدين، والتكفل بعلاج مرضاهم وإطعام جائعهم..
وكان للمرأة العالمة حضورا متميزا في حصة المساء حيث ألقت الدكتورة نزيهة معاريج كلمة حول ثغور المرابطة والشراكة الواجبة من الأمة لسدها. كما حضرت من بلاد فلسطين الأسيرة المحررة الأستاذة سمر صبيح والتي أنجبت أصغر أسير في سجن العدو الصهيوني، حيث تحدثت عن لا إنسانية العدو الصهيوني وكيف يذيق العذاب للسجناء، ويدوس كرامتهم ومثلت بتعرضها لولادة قيصرية مكبلة اليدين والرجلين، وأكدت على عظمة ما تقوم به المقاومة لأجل تحرير الأقصى المبارك.
الدكتور الحسين الموس