“فايننشال تايمز”: المسلمون بأوروبا يتخوفون من تفاقم الإسلاموفوبيا جراء دعمهم القضية الفلسطينية
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير لها، إن السكان المسلمين والعرب في جميع أنحاء أوروبا يشعرون بالآثار المتتالية للحرب بين “إسرائيل” وحركة “حماس”، و يخشون رد فعل عنيف من “الإسلاموفوبيا”. وزادت إنهم قلقون من أن الصراع والهجمات الأخيرة في فرنسا وبلجيكا تشجع الأصوات اليمينية المتطرفة التي تصور المسلمين والعرب على أنهم يشكلون خطرا من الداخل.
واعتبر بعض المسلمين والعرب في أوربا، أنهم كانوا كبش فداء للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين لأن المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، اتخذت موقفا قويا مؤيدا لإسرائيل، وأعربوا عن أسفهم لعدم التعاطف مع مقتل المدنيين في قصف غزة.
وفي فرنسا التي تضم أكبر عدد من اليهود والمسلمين في أوروبا، ازدادت هذه الإحباطات فقط عندما فرضت السلطات حظرا في جميع أنحاء البلاد على جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وهي خطوة قالت، إنها تهدف إلى “حماية النظام العام”.
وحسب التقرير ذاته ، فقد طعن النقاد في الحظر في المحكمة باعتباره كبحا غير قانوني لحرية التعبير، وفازوا بقضيتهم يوم الأربعاء. وسيقرر المسؤولون المحليون الذين يقدمون تقاريرهم إلى وزارة الداخلية الآن على أساس كل حالة على حدة، ما إذا كان يمكن تنظيم مثل هذه الاحتجاجات.
وأدت عودة ما يسمى بهجمات الذئاب المنفردة التي نفذها متطرفون إلى تفاقم الوضع المتوتر. في شمال فرنسا، طعن شاب شيشاني مدرسا حتى الموت في مدرسة ثانوية يوم الجمعة، وفي بروكسل، قتل مواطنان سويديان بالرصاص على يد رجل تونسي ليلة الإثنين. وقالت الشرطة، إن الجناة أعلنوا دعمهم لتنظيم “داعش” الإرهابي في مقاطع فيديو.
وعلى الرغم من قلة الإحصاءات الرسمية، إلا أن المنظمات الإسلامية أبلغت عن زيادة مقلقة في الخطاب العنصري، سواء عبر الإنترنت أو خارجها. وفي المملكة المتحدة، قالت “تل ماما”، وهي مؤسسة خيرية تسجل حالات الإسلاموفوبيا، يوم الإثنين الماضي إنها قامت بفهرسة 200 حادث على المستوى الوطني منذ هجوم حماس على “إسرائيل”، بزيادة 5 أضعاف عن نفس الفترة من عام 2022.
واشتكى آخرون من مضايقات الشرطة، بحسب التقرير، “في مناطق برلين ذات السكان العرب الكبار.. نحن نشهد زيادة في عمليات التفتيش التي تقوم بها الشرطة على الأشخاص الذين ينظر إليهم على أنهم مسلمون، دون أي شك معقول”، قالت ريما هنانو من “المطالبة”، وهي مجموعة تقوم بحملات ضد العنصرية المعادية للمسلمين. “هذا يشكل بوضوح التنميط العنصري”.
وفي بلدة ريغنسبورغ بجنوب ألمانيا، أصيب شاب سوري بجروح خطيرة يوم الجمعة بعد دفعه عمدا من أحد الجسور. وكان مهاجمه، الذي اتهم بمحاولة القتل، متطرفا يمينيا معروفا منذ فترة طويلة للسلطات. وفي فرنسا، التوترات مرتفعة بشكل خاص لأن اندلاع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابق أعقبته حوادث معادية للسامية محليا.
وفي خطاب بثه التلفزيون الفرنسي يوم الخميس الماضي أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون دعم فرنسا لحق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها ضد حماس، ودعا أيضا إلى “الوحدة الوطنية” لتجنب إضافة “الانقسامات الداخلية إلى الانقسامات الدولية”.
وسعى لتحقيق التوازن حيث طمأن المواطنين اليهود بأن الدولة ستحميهم، مع الاعتراف بالقلق الذي يشعر به “مواطنونا المسلمون” الذين يخشون التمييز أيضا.
بعد وقت قصير من حديث ماكرون، قتل مهاجم يبلغ من العمر 20 عاما معلما، مما أعاد إحياء الصدمات القديمة في فرنسا، التي شهدت العديد من الهجمات القاتلة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك قطع رأس مدرس في عام 2020.
مواقع إعلامية